
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إلهــي عَلَـى كـلِّ الأمـورِ لَـكَ الحَمْـدُ
فلَيْــسَ لِمَــا أَوْلَيْــتَ مِـنْ نِعَـمٍ حَـدُّ
لَـكَ الأَمـرُ مِـنْ قَبْـل الزَّمـانِ وبَعْـدَهُ
وَمــا لــكَ قَبْــلٌ كالزَّمـانِ وَلا بَعْـدُ
وحُكْمـــكَ مــاضٍ فــي الخلائِقِ نَافِــذٌ
إذا شـئتَ أمـراً ليـس مـن كـونِهِ بُـدُّ
تُضــلُّ وتهـدي مـنْ تشـَاءُ مـنَ الـوَرَى
ومــا بِيــد الإِنْســَان غَــيٌّ ولا رُشـْدُ
دَعُــوا مَعْشــَرَ الضـُلَّالِ عَنَّـا حـديثكم
فلا خَطَـــأٌ مِنـــهُ يُجـــابُ وَلا عَمْــدُ
فلــو أنكــم خَلْــقٌ كَريــمٌ مُســِخْتُم
بقَــوْلِكُم لكــن بمَــنْ يُمْسـَخُ القِـرْدُ
أتانَــا حــديثٌ مــا كَرهْنَـا بِمِثلِـهِ
لكُــمْ فِتْنَــةً فيهــا لِمِثلِكُــمُ حَصـْدُ
غَنِيتُــمُ عَــنِ التأْويـلِ فيـه بظـاهرٍ
وَمَـنْ تَـرَكَ الصَّمْصـامَ لـم يُغْنِهِ الغِمْدُ
وَأَعْشــَى ضــياءُ الحـقِّ ضـَعْفَ عُقُـولِكم
وشـمسُ الضـُّحَى تَعْشَى بها الأَعْيُنُ الرُّمْدُ
ولَـنْ تُـدْرِكُوا بالجَهْـلِ رُشـْداً وَإِنمـا
يُفَــرِّقُ بَيـنَ الزَّيْـفِ وَالجَيِّـد النَّقْـدُ
وُعِظْتُــمْ فَزِدْتُــمْ بــالمواعِظِ قَســْوَةً
وَلَيـسَ يُفيـدُ القـدحُ إِن أصـلَدَ الزَّندُ
ومــا ليَّنَــت نـارُ الحجـازِ قُلـوبَكُم
وَقـد ذابَ مِـنْ حـرٍّ بهـا الحَجَرُ الصَّلْدُ
وَمـــا هِــيَ إلا عيــنُ نَــارِ جَهنَّــمٍ
تَــرَدَّدَ مِـنْ أَنفاسـِها الحـرُّ وَالبَـرْدُ
أتَـــتْ بِشـــُوَاظٍ مُكْفَهِـــرٍّ نُحَاســـُه
فلُــوِّحَ منهــا للضـُّحَى والـدُّجَى جِلْـدُ
فمـا اسـْوَدَّ مِـنْ لَيْـلٍ غَـدَا وَهو أبيَضٌ
وَمـا ابيـضَّ مِـنْ صـُبْحٍ غَـدا وَهْوَ مُسْوَدُّ
تُــدَمِّرُ مــا تــأتي عليــه كعاصــفٍ
مــن الرِّيـحِ مـا إنْ يُسـْتَطَاعُ لـهُ رَدُّ
تَمُــرُّ عَلَــى الأرض الشـديد اختلافُهـا
فَتُنْجِــدُ غَــوْراً أوْ يغـورُ بهـا نَجْـدُ
وَتَرْمِــي إلـى الجـوِّ الصـُّخورَ كأنّمـا
بِبَاطِنِهَــا غيـظٌ علـى الجَـوِّ أَوْ حِقْـدُ
وَتَخْشــَى بيــوتُ النـارِ حَـرَّ دُخانِهـا
وَيَـزْدَادُ طُغيانـاً بهـا الفُرسُ والهِندُ
فلــو قَرُبَـتْ مِـنْ سـَدِّ يـأْجُوجَ بَعْـدَمَا
بَنَـى منـه ذُو القَرْنَيْـنِ دُكَّ بها السَّدُّ
وَلَمَّــا أَســاءَ النــاسُ جِيـرةَ رَبِّهـمْ
وَلَــمْ يَرْعَهَــا منهـم رئيـسٌ وَلا وَغْـدُ
أَراهــم مَقامــاً ليـسَ يُرْعَـى لِجَـارِهِ
ذِمَــامٌ وَلَــمْ يُحْفَــظْ لِســاكِنِهِ عَهْـدُ
مدينـــة نـــارٍ أُحْكِمَــتْ شــُرُفاتُهَا
وَأَبْراجُهَـا والسـُّورُ إذْ أُبْـدِعَ الوَقْـدُ
وَقَــدْ أبصــرَتْها أَهْـلُ بُصـْرَى كأنمـا
هِـيَ البَصْرَةُ الجارِي بها الجَزْرُ والمَدُّ
أضــاءتْ عَلَــى بُعْـدِ المَـزَارِ لأهلِهـا
مِــنَ الإِبِــلِ الأعنـاقُ وَاللَّيْـلُ مُرْبَـدُّ
أشــارتْ إلــى أنَّ المدينــةَ قَصـْدُها
قـرائنُ منهـا ليـسَ يَخْفَـى بها القَصْدُ
يَــرُوحُ ويغْــدُو كــلُّ هَــوْلٍ وَكُرْبَــةٍ
علـى النـاسِ منها إذْ تَرُوحُ وَإذ تَغْدُو
فلمَّــا التَجَــوْا للمصـطفى وَتَحَرَّمُـوا
بِســـَاحَتِهِ والأمــرُ بالنــاسِ مُشــْتَدُّ
أَتَــوْا بِشــَفِيعٍ لا يُــرَدُّ وَلَــمْ يَكُـنْ
بِخَلْــقٍ ســوَاهُ ذلــك الهَــوْلُ يَرْتَـدُّ
فَــأُطْفِئَتِ النـارُ الـتي وَقَـفَ الـوَرَى
حَيَـارَى لَـدَيْهَا لم يُعيدوا ولم يُبْدُوا
فــإنْ حَـدَثَتْ مِـنْ بَعْـدِهَا نـارُ فِرْيَـةٍ
فمــا ذلــك الشــيءُ الفَـرِيُّ وَلا الإِدُّ
فللَّـــهِ ســـِرُّ الكائنــاتِ وجَهْرُهــا
فكــمْ حِكــمٍ تَخْفَـى وَكَـمْ حِكَـمٍ تَبْـدُو
وَقِـدماً حَمَـى مِـنْ صـاحِبِ الفيـلِ بَيْتَهُ
ولمَّــا أَتــى الحَجَّـاجُ أَمْكَنَـهُ الهَـدُّ
وَللَّــهِ ســِرٌّ أنْ فَــدَى ابــنَ خَلِيلِـهِ
بِذَبْــحٍ وَلَـوْ لَـمْ يَفْـدِهِ شـُرِعَ الـوَأْدُ
فلا تنْكِـرُوا أن يحْـرَمَ الحَـرَمُ الغِنَـى
وَســاكِنهُ مِـنْ فَخْـرِهِ الفَقْـرُ وَالزُّهْـدُ
وقــدْ فُــدِيَتْ مِــنْ مـالِهِ خيـرُ أُمَّـةٍ
وَلَـو خُيِّـروا فـي ذلكَ الأمرِ لَمْ يَفْدُوا
فَــوا عَجَبــاً حــتى البِقـاعُ كَرِيمَـةٌ
لهـا مثـلُ مـا للساكِنِ الجاهُ وَالرِّفْدُ
فــإنْ يَتَضــَوَّع منــه طِيــبٌ بِطَيْبَــةٍ
فمـا هـو إِلَّا المَنْـدلُ الرَّطْـبُ وَالنَّـدُّ
وَإنْ ذَهَبَــتْ بالنــارِ عنــه زَخَــارِفٌ
فمــا ضــَرَّهُ منهــا ذَهــابٌ وَلا فَقْـدُ
أَلا رُبّمــــا زادَ الحَـــبيبُ مَلاحَـــةً
إذَا شـُقَّ عنـه الـدِّرْعُ وَانتَثَـرَ العِقْدُ
وكـم سـُتِرَتْ لِلْحُسـْنِ بـالحَلْيِ مِـنْ حُلىً
وكــم جَســَدٍ غَطَّــى مَحَاســِنَهُ البُـرْدُ
وَأهْيَــبُ مــا يُلْقَـى الحُسـامُ مُجَـرَّداً
وَرَوْنقُــهُ أَنْ يظْهَــرَ الصــَّفْحُ وَالحـدُّ
وَمـــا تلـــكَ لِلإِســـْلامِ إِلَّا بَــواعِثٌ
علـى أنْ يجِـلَّ الشـَّوْقُ أوْ يَعْظُمَ الوَجْدُ
إلــى تُرْبَــةٍ ضــَمَّ الأَمانَـةَ وَالتُّقَـى
بهـا وَالنَّـدَى وَالفضـْلَ مِـنْ أَحْمَدٍ لَحْدُ
إلــى ســَيِّدٍ لـم تـأْتِ أُنْثَـى بِمِثْلِـهِ
وَلا ضـــَمَّ حِجْـــرٌ مِثْلُــهُ لا وَلا مَهْــدُ
وَلَـمْ يمـشِ فـي نَعْـلٍ وَلا وَطِـئَ الثَّـرَى
شــَبِيهٌ لَــهُ فــي العـالَمِينَ وَلا نـدُّ
وَلَــمْ تَخِــدِ الكـومُ العتـاقُ بمثلِـهِ
وَلا عَــدَتِ الخَيْــلُ المَســَوَّمَةُ الجُـرْدُ
عَلِيـمٌ كريـمُ الخِيـمِ مـا فـوقَ عِلْمِـهِ
وَلا مَجْـــدِهِ عِلْـــمٌ يُــرَامُ وَلا مَجْــدُ
نــبيُّ هُــدىً أَهْـدَى بـه اللَّـهُ رَحْمَـةً
لنـا لَـمْ يَنَلْهَـا السَّعْيُ منَّا وَلا الْكَدُّ
وبَصـــَّرَهُ حـــتى رأى كـــلَّ غـــائبٍ
وصــار سـواءً عنـدهُ القُـرْبُ وَالبُعْـدُ
وحــتى رأَى مــا خَلْفَــهُ وَهـو مُقْبِـلٌ
بِقَلْـبٍ تسـاوَى عنـدهُ النَّـومُ والسـُّهْدُ
فيــا لَيْلَــة أَســْرَى الإِلــهُ بِعَبْـدِهِ
لقــد نـالَ فيـه مـا يُـؤَمّلهُ العَبْـدُ
وفــــاءٌ وَلا وعْــــدٌ وَوُدٌّ ولا قِلـــىً
وقُـــرْبٌ ولا بُعْـــدٌ ووصـــْلٌ وَلا صــَدُّ
وجـــاءهُم بالبيِّنَــاتِ الــتي بَــدَتْ
براهنهـا كالشـَّمسِ لَـمْ يُخْفِهـا الجَحْدُ
وذِكْـرٍ حَكَـى معْنـاه فـي الحُسـْنِ لَفْظُهُ
ويُشـْبِهُ مـاءَ الـورْدِ فـي طِيبِهِ الورْدُ
وقـــد أُحْكِمَـــتْ آيــاتُهُ وتشــابَهَتْ
فَلِلْمُبْتَــــدِي وِرْدٌ وَلِلْمُنْتَهِــــي وِرْدُ
وإنْ كــانَ فيهــا كــالنُّجومِ تَناسـخٌ
فطالِعُهَـــا ســـَعْدٌ وغاربُهــا ســعْدُ
وَإنْ قَصــُرتْ عَــنْ شــَأْوِهَا كـلُّ فِكْـرَةٍ
فَلَيْســَتْ يَــدٌ للأنْجُــمِ الزُّهْـرِ تَمْتَـدُّ
فلمَّــا عَمُــوا عنهـا وصـَمُّوا أَراهُـم
ســُيوفاً لهــا بَـرْقٌ وَخَيْلاً لهـا رَعْـدُ
وَمَـنْ لَـمْ يَلِـنْ منـهُ إلـى الحَقِّ جانِبٌ
بِقَـولٍ أَلانَـتْ جَـانِبَيهِ القَنـا المُلْـدُ
وقـد يُعْجِـزُ الـدَّاءُ الـدَّواءَ مِن امرِئٍ
وَيَشـْفِيهِ مِـنْ داءٍ بـه الكـيُّ والفَصـْدُ
فَغَـــالَبَهمْ قَـــوْمٌ كَـــأَنَّ ســـِلاحَهُمْ
نُيُــوبٌ وَأظْفَــارٌ لهُــمْ فَهُــمُ أُســْدُ
ثِقــاتٌ مِـنَ الإِسـلامِ إنْ يَعِـدُوا يَفُـوا
وإنْ يُسْأَلُوا يُهْدُوا وإنْ يُقْصَدُوا يُجْدُوا
وَأَمَّــا مَكــانُ الصــِّدقِ منهـم فـإنّه
مقــالُهُم وَالطَّعْــنُ والضـَّرْبُ والوعـدُ
إذا درَعُــوا كــانتْ عُيُــونُ دُرُوعِهِـم
قلوبـاً لهـا في الرَّوْعِ مِنْ بَأْسِهِمْ سَرْدُ
يَشــُوقُكَ منهــم كــلُّ عِلْــمٍ وَنَجْــدَةٍ
تَحَلَّــتْ بِكـلٍّ مِنهُمـا الشـِّيبُ وَالمُـرْدُ
بهاليــل أمَّــا بَـذْلُهُمْ فِـي جِهـادِهمْ
فأنْفُســُهُم وَالمـالُ والنُّصـْحُ وَالْحَمْـدُ
فللَّــهِ صــِدِّيقُ النــبيِّ الَّــذي لــهُ
فضــائلُ لــمْ يُــدْرَكْ بِعَـدٍّ لهـا حَـدُّ
فـــإنْ يَتَخَلَّـــلْ بالعبـــاءَةِ إنــه
بــذلك فــي خُلَّاتِــهِ العَلَــمُ الفَـرْدُ
ومَـنْ لَـمْ يَخَـفْ فـي اللَّـهِ لَوْمَـةَ لائِمٍ
وَلَــمْ يُعْيِــهِ قِســْطٌ يُقــامُ وَلا حَــدُّ
وَلا راعَــهُ فــي اللَّــهِ قَتْـلُ شـَقِيقِهِ
ألا هكــذا فـي اللَّـهِ فلْيَكُـن الجَلْـدُ
ومــنْ جَمَــعَ القــرآنَ فـاجْتَمَعَتْ بـه
فضـائلُ منـهُ مِثْـلَ مَـا اجْتَمَـعَ الزُّبْدُ
وجَهَّــزَ جَيشــاً سـار فـي وقـت عُسـْرَةٍ
تَعَــذَّرَ مِـنْ قـوتٍ بـه الصـَّاعُ والمُـدُّ
وَمَــنْ لَــمْ يُعَفَّـر كَـرَّمَ اللَّـهُ وَجْهَـهُ
جَــبينٌ لغيــرِ اللَّــهِ منــه ولا خَـدُّ
فَتَى الحَربِ شَيخُ العِلْمِ وَالحِلْمِ وَالحِجَى
عَلِــيُّ الــذي جَــدُّ النــبيِّ لـهُ جَـدُّ
ومَــن كـانَ مِـنْ خيـرِ الأَنَـامِ بِفَضـلِهِ
كهــارونَ مِــن موســَى وذلِكُـمُ الجَـدُّ
إذا غَمَـــزَتْ كَــفُّ الخطــوبِ قَنــاتَهُ
تَــوَهَّمْتَ أَنَّ الخَطْــبَ ليــس لـهَ زَنْـدُ
وإنْ عَجَمَــتْ أَفواهُهــا عُــودَ بأْســِهِ
أَفادَتْـــكَ عِلْمــاً أنَّ أَفواهَهــا دُرْدُ
يُــــوَرِّدُ خَــــدَّيْهِ الجِلادُ وســــَيْفَهُ
فــذَاكَ إذَا شــَبَّهْتَهُ الأَســَدُ الــوَرْدُ
وعِنْـــدِي لكـــمْ آل النــبيِّ مَــوَدَّةٌ
ســَلَبْتُمْ بهـا قلـبي وصـارَ لـه عِنْـدُ
عَلَــى أنَّ تَـذْكَارِي لِمَـا قـدْ أَصـابكم
يُجَــدِّدُ أَشــجاني وإنْ قَــدُمَ العَهْــدُ
فِــدىً لكُــم قَــوْمٌ شــَقُوا وَســَعِدْتُمُ
فــدارُهُمُ الــدُّنيا ودارُكــم الخلـدُ
أَتَرجــونَ مِــن أَبنــاءِ هِنــد مَـوَدَّةً
وَقَــد أَرضــَعتهُم دَرَّ بِغضــَتِها هِنــدُ
فَلا قَبِـــلَ الرَّحْمــنُ عُــذْرَ عُــداتِكم
فـــــإنهم لا يَنْتَهُـــــون وإنْ رُدُّوا
إليــكَ رســولَ اللَّــهِ عُـذْرِي فـإنَّني
بِحُبِّــكَ فــي قَــوْلِي ألِيــنُ وَأَشــْتَدُّ
فــإنْ ضــاعَ قَـوْلِي فـي سـِوَاكَ ضـلالَةً
فمـا أنَـا بالماضـي مِـنَ القَوْلِ مُعْتَدُّ
وَمَــا امْتَــدَّ لِـي طَـرْفٌ ولا لانَ جَـانِبٌ
لِغَيْــرِكَ إلا ســاءني اللِّيــنُ والمَـدُّ
أأشـــْغَلُ عَــنْ رَيْحَانَتَيْــكَ قَرِيحَتِــي
بِشـيحٍ ورَنْـدٍ لا نَمـا الشـِّيحُ وَالرَّنْـدُ
وأَدْعُــو ســِفاهاً غيــرَ آلِـكَ سـادتي
وهــلْ أنــا إنْ وُفِّقـتُ إِلَّا لهُـمْ عَبْـدُ
فلا راحَ مَعنِيّــــاً بِمَـــدْحِيَ حـــاتِمٌ
ولا عُنِيَـــتْ هنـــد بِحبِّــي ولا دَعْــدُ
ولا هَيَّجَـــتْ شـــَوْقِي ظِبــاءٌ بِــوَجْرَةٍ
ولا بَعَثَــتْ وصــْفِي نَقَانِقُهــا الرُّبْـدُ
ويــا طِيــبَ تَشـْبِيبي بِطَيْبَـةَ لا ثَنَـى
عِنــانَ لِســاني عنــكَ غَـوْرٌ ولا نَجْـدُ
فَهَــبْ لِــي رسـولَ اللَّـهِ قُـرْبَ مَـوَدَّةٍ
تَقَــرُّ بِــهِ عَيْــنٌ وتَــرْوَى بِـهِ كبـدُ
وإنـــي لأَرْجـــو أنْ يُقَرِّبَنــي إِلَــى
جَنَابِــكَ إرُقــالُ الرَّكــائِبِ والوخْـدُ
وَلَـولا وُثُـوقِي منـكَ بـالفوزِ فـي غَـدٍ
لمــا لـذَّ لِـي يَوْمـاً شـَرابٌ ولا بَـرْدُ
عَلَيْــكَ صــلاةُ اللَّــهِ يُضــْحِي بطيبَـةٍ
لَــدَيْكَ بهـا وفْـدٌ ويُمْسـِي بهـا وفْـدُ
ودامَــتْ كأَنْفَــاسِ الـوَرَى فـي تَـرَدُّدٍ
عَلَيْــكَ مِــنَ اللَّــهِ التَّحِيَّـةُ والـرَّدُّ
محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري شرف الدين أبو عبد الله.شاعر حسن الديباجة، مليح المعاني، نسبته إلى بوصير من أعمال بني سويف بمصر، أمّه منها.وأصله من المغرب من قلعة حماد من قبيل يعرفون ببني حبنون.ومولده في بهشيم من أعمال البهنساويةووفاته بالإسكندرية له (ديوان شعر -ط)، وأشهر شعره البردة مطلعها:أمن تذكّر جيران بذي سلمشرحها وعارضها الكثيرون، والهمزية ومطلعها:كيف ترقى رقيك الأنبياء وعارض (بانت سعاد) بقصيدة مطلعها إلى متى أنت باللذات مشغول