
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أرِيـحُ الصـَّبا هَبَّـتْ عَلَى زَهرِ الرُّبَا
فأصــْبَحَ منهــا كــلُّ قُطْـرٍ مُطَيَّبـا
أمِ الـرَّاحُ أهْـدَتْ للرِّيـاحِ خمارَهـا
فأســْكَرَ مَســْرَاهَا الوُجُـودَ وطَيَّبـا
ألـمْ تَرَنـي هَـزَّ التَّصـابي مَعـاطِفي
وراجَعَنـي مـا راقَ مِـنْ رَوْنَقِ الصِّبا
فمـنْ مُخْبِري ماذا السُّرُورُ الذي سَرَى
فلا بُــدَّ حَتْمـاً أنْ يكـونَ لـهُ نَبَـا
فقـالوا أعـادَ اللَّـهُ للناسِ فَخْرَهُم
وَلِيَّــاً إلــى كـلِّ القلـوبِ مَحَبَّبـا
فقلـت أَفَخْـرُ الـدِّينِ عثمانُ قال لي
بَلَــى قُـلْ لـه أهْلاً وَسـَهْلاً وَمَرْحَبـا
وقــال الــورَى للَّــهِ دَرُّكَ قادِمـاً
سـُقِينا بـه مـن رحمـةِ اللَّـهِ صَيِّبا
ونــادَى مُنــادٍ بينهــم بِقــدُومِهِ
فَرَهَّـــبَ منهُــم ســامِعينَ ورَغَّبــا
فأَوْســـَعَهُمْ فضــلاً فــآمَنَ خائِفــاً
وَأنْصــَفَ مظلومــاً وَأخْصــبَ مُجْـدِبا
وقــد أخَـذَتْ منـه البسـيطةُ زِينـةً
فَفَضـَّضَ منهـا الزهـرَ حَلْيـاً وذَهَّبـا
فيـا فرحَـةَ الـدُّنيا وَفَرحَـةَ أهلها
بِيَـوْمٍ لـه مِـنْ وَجْـهِ عثمـانَ أعربا
وشـــاهد منـــهُ صــُورةً يُوســُفِيَّةً
تباهَى بها في الحُسْنِ وَالبَأْسِ مَوْكِبا
مُفَــوِّضُ أمْــرِ العــالمينَ لِرَأْيــه
فكــان بهـمْ أوْلَـى وأدرَى وأذْرَبَـا
أعيـدُوا علـى أسـماعِنا طِيـبَ ذِكْرِهِ
لِيُطْفِـئَ وجْـداً فـي القلـوب تَلَهَّبَـا
ولا تَحْجُبُـوا الأبصـارَ عَـنْ حُسْنِ وجهِه
فقـدْ كـانَ عنهـا بالبِعـادِ مُحَجَّبـا
وَلِــيٌّ إذا ضــاقتْ يَــدِي وَذكَرْتُــهُ
مَلَكْــتُ نِصــَاباً أوْ تَـوَلَّيْتُ مَنْصـِبا
تَوَسـَّلْ بـه فـي كـلِّ مـا أنـتَ طالبٌ
فكــم نلـتُ منـهُ بالتوسـُّلِ مطلبـا
وعِــشْ آمِنــاً فـي جـاهِهِ إِنَّ جـاهَهُ
لِقُصـــَّادِهِ راضَ الزمـــانَ وهَــذَّبا
تَغَرَّبْــتُ يَوْمــاً عَــنْ بِلادِي وزُرْتُـهُ
فَنِلْـتُ غِنَـىً مـا نَـالَهُ مَـنْ تَغَرَّبَـا
علـى أننـي مـا زِلْـتُ مِـنْ بَرَكـاتِهِ
غنِيّـــاً وفــي نَعْمــائِهِ مُتَقَلِّبَــا
وكُنْـتُ لِمَـا يَرْضـَاهُ بـالغيبِ فاعِلاً
وَكُنْــتُ لِمَــا لَــمْ يَرْضـَهُ مُتَجَنِّبـا
ولا كـان دِينـاري مِـنَ النُّصحِ بَهرَجاً
لَــدَيْهِ ولا بَرْقِـي مِـنَ الـوُدِّ خُلَّبـا
أمَـوْلايَ أَنْسـَيْتَ الـوَرَى ذِكْرَ مَنْ مَضَى
وأغنــى نَـداك المـادحينَ وأَتعَبـا
ولِـــي أدبٌ حُـــرٌّ أُحَـــرِّمُ بَيْعَــهُ
ومـا كـانَ بَيْـعُ الحُـرِّ لِلحُرِّ مَذْهَبَا
وقـد أَهْجُرُ العذْبَ الزُّلالَ عَلَى الصَّدَى
إذَا كَــدَّرَتْ لِـي السـَّمْهَريَّةُ مَشـْرَبا
وأَنْصــِبُ أَحْيانــاً شــِباكَ قَنَاعَــةٍ
أَصــِيدُ بهـا نُونـاً وَضـَبَّاً وجُنْـدبا
ومَهْمَـــا رآنـــي شــَاعِرٌ مُتَأَســِّدٌ
تَـــذأَّبَ منهــا خِيفَــةً وتَثَعْلَبَــا
أُراقِــبُ مَـنْ عَاشـَرْتُ منهـم كـأنَّني
أُراقِــبُ كلبــاً أَوْ أُراقِـبُ عَقْرَبـا
كــأني إذا أهْــدِيهِمُ عَــنْ ضـَلالِهِمْ
أُبَصــِّرُ أَعْمــىً أَوْ أُقَــوِّمُ أَحْــدَبا
فلا بُـــورِكَ المُســْتَخْدمونَ عِصــابةً
فكــمْ ظــالمٍ منهــم عَلَـيَّ تَعَصـَّبا
إذَا مــا بَــرَى أَقْلامَـهُ خلْـتُ أَنَّـه
يَســُنُّ لَــهُ ظُفْـرَاً ونابـاً ومِخْلَبَـا
يغــالِطُني بعــضُ النَّصـَارَى جَهالـةً
إذا أَوْجَـبَ المُلْغَـى وَأَلْغَى المُوجَّبَا
ومَـا كـانَ مَـنْ عَـدَّ الثَّلاثَـةَ وَاحداً
بِــأَعْلَمَ مِنِّــي بالحِســَابِ وأكْتَبَـا
وَمـا الحَـقُّ فـي أَفْـوَاهِ قومٍ كأنّها
أَوَانٍ حــوَتْ مــاءً خَبِيثـاً مُطَحْلَبَـا
مُفَلَّجَــــةٍ أَســــْنَانُها فكأنَّهـــا
أَصـَابَ بهـا الزِّنْجَـارُ أَحْجَارَ كَهرَبا
كــأنَّ ثَنايـاهُم مـن الخَبَـثِ الـذي
تَحَصـــْرَمَ فــي نِيَّــاتِهِمْ وتَزَبَّبــا
عجِبْــتُ لِأمــرٍ آلَ بالشــَّيْخ مخْلصـاً
إلــى أَنْ يُعَـرَّى كاللُّصـوصِ وَيُضـْرَبا
بَكَيْــتُ لَــهُ لَمَّــا كَشــَفْتُ ثيـابَهُ
وأَبْصــرتُ جســماً بالـدِّماءِ مُخَضـَّبا
وَحَلَّفْتُــهُ بــاللَّهِ مـا كـانَ ذَنْبُـهُ
فأَقْسـَمَ لِـي بـاللَّهِ مـا كانَ مُذْنِبَا
وَلكـــنْ حــبيبٌ راحَ فِــيَّ مُصــَدِّقاً
كلامَ عَـــدُوٍّ مـــا يــزالُ مُكَــذّبا
فقلــت ومــن كـان الأَميـرُ حـبيبَه
فلا بــد أَنْ يَرضــَى عليـه وَيَغْضـَبا
فصـــَبْراً جميلاً فالمُقـــدَّرُ كــائِنٌ
فقـد كـانَ أمراً لم تجِدْ منهُ مَهْرَبَا
فـــإبليسُ لَمَّــا كــانَ ضــِدَّاً لِآدمٍ
تَخَتَّـــلَ فـــي عِصــْيانِهِ وَتَســَبَّبَا
وقــد كــانت العُقْبَــى لآدمَ دونَـه
فتـابَ عليـه اللَّـهُ مِنْ بعْدُ وَاجْتَبَى
وَمِـنْ قبْلِ ذَا قد كُنتُ إذ كُنتَ ذاكِراً
نَهَيْتُــكَ أنْ تَلْقَــى الأَميـرَ مُقَطِّبَـا
دَعَــاكَ إلــى أَمــرٍ مُهِــمٍّ فجِئْتَـهُ
كَأَنَّــكَ فــي عُــرْسٍ أَتَيْــتَ مُشـَبّبا
فلا تنْـــسَ فينــا للأَميــرِ قضــِيَّةً
فَتَفْتَــحَ بابــاً لِلْعِتَــابِ مُجَرَّبــا
وَإيــاكَ أَنْ تُبْطِــي عَلَــيَّ بِرَاتـبي
فيَبْقَـى عليـكَ اللَّـومُ منـه مُرَتَّبـا
وَخَــف صـارِماً هَـزَّ المَدِيـحُ فِرِنْـدَهُ
حَبِيــبٌ إِليــه أَنْ يُهَــزَّ ويُنْــدَبَا
فلا فــارَقتْ منـه السـَّعَادَةُ قائمـاً
وَلا فَلَّتَــتْ منــه الحَـوادِثُ مَضـْرِبا
ولا زالَ ديـنُ اللَّـهِ يَرْضَى الَّذي قَضَى
به في بَنِي الغالِي وَيأبى الذي أبَى
محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري شرف الدين أبو عبد الله.شاعر حسن الديباجة، مليح المعاني، نسبته إلى بوصير من أعمال بني سويف بمصر، أمّه منها.وأصله من المغرب من قلعة حماد من قبيل يعرفون ببني حبنون.ومولده في بهشيم من أعمال البهنساويةووفاته بالإسكندرية له (ديوان شعر -ط)، وأشهر شعره البردة مطلعها:أمن تذكّر جيران بذي سلمشرحها وعارضها الكثيرون، والهمزية ومطلعها:كيف ترقى رقيك الأنبياء وعارض (بانت سعاد) بقصيدة مطلعها إلى متى أنت باللذات مشغول