
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إلــى مــتى أنــتَ باللَّـذَّاتِ مَشـغُولُ
وَأنــتَ عــن كــلِّ مـا قَـدَّمْتَ مَسـؤُولُ
فِــي كـلِّ يَـوْمٍ تُرَجِّـي أن تتـوب غـداً
وَعَقـــدُ عَزمِــكَ بالتَّســوِيفِ مَحْلُــولُ
أمــا يُـرَى لَـكَ فيمـا سـَرَّ مِـنْ عَمَـلٍ
يَوْمــاً نَشــاطٌ وعَمَّــا ســاءَ تَكسـِيلُ
فَجَــرِّدِ العَــزْمَ إنَّ المــوتَ صــارِمُهُ
مُجَــــرَّدٌ بِيَـــدِ الآمـــالِ مَســـْلُولُ
واقطـع حِبـالَ الأَمـانِيِّ الَّـتي اتَّصـَلَت
فَإِنَّمـــا حَبلُهــا بِــالزُّورِ مَوصــُولُ
أَنفَقــتَ عُمْــرَكَ فِــي مــالٍ تُحَصــِّلُهُ
ومَــا عَلَــى غيـرِ إثْـمٍ منـكَ تحصـيلُ
وَرُحــتَ تَعمُــرُ داراً لا بَقــاءَ لهــا
وَأَنـــتَ عَنهــا وَإِن عُمِّــرتَ مَنقُــولُ
جَــاءَ النَّــذيرُ فَشــَمِّر لِلمَسـِيرِ بِلا
مَهــلٍ فَلَيــسَ مــعَ الإِنــذارِ تَمهِيـلُ
وصــُن مَشــِيبَكَ عــن فِعـلٍ تُشـَانُ بِـهِ
فكـــلُّ ذِي صــَبْوَةٍ بالشــَّيبِ مَعْــذُولُ
لا تَنكِرَنـهُ وفـي القَـودَينِ قَـد طَلَعَـت
مِنــهُ الثُّرَيَّـا وفـوْقَ الـرَّأْسِ إكليـلُ
فَــإِنَّ أَروَاحَنــا مِثـلَ النُّجُـومِ لهـا
مِـــنَ المَنِيَّـــةِ تَســـْيِيرٌ وَتَرْحِيــلُ
وَإنَّ طالِعَهــــا مِنَّــــا وَغَارِبَهـــا
جِيـــلٌ يَمُــرُّ وَيَــأتي بَعْــدَهُ جِيــلُ
حتّــى إِذا بَعَـثَ اللَّـهُ العِبـادَ إلَـى
يَـوْمٍ بـهِ الحكـمُ بيـنَ الخلـقِ مَفصُولُ
تَبَيَّــنَ الرِّبــحُ والخُسـْرانُ فـي أُمَـمٍ
تَخــالَفَت بَينَنــا مِنهــا الأَقاوِيــلُ
فَأَخْســَرُ النّــاسِ مَـن كـانَت عَقِيـدَتُهُ
فِــي طَيِّهــا لِنُشــُورِ الخَلْـقِ تَعْطِيـلُ
وَأُمَّــةٌ تَعبُــدُ الأَوثَــانَ قَــدْ نُصـِبَت
لهــا التَّصــاوِيرُ يَوْمـاً والتَّماثِيـلُ
وأُمَّـــةٌ ذَهَبـــت لِلعِجـــلِ عابِـــدَةً
فَنالَهــا مِــن عَــذابِ اللَّـهِ تَعجِيـلُ
وأُمَّـــةٌ زَعَمَـــتْ أنَّ المَســِيحَ لهــا
رَبٌّ غَـــدا وَهـــوَ مَصــلُوبٌ وَمَقْتُــولُ
فَثَلَّثـــت واحـــداً فَـــرداً نُوَحِّــدُهُ
وَلِلبَصــــَائِرِ كالأَبْصــــَارِ تَخْيِيـــلُ
تبــارَكَ اللَّــهُ عَمَّــا قــالَ جاحِـدُهُ
وجاحِــدُ الحَــقِّ عِنـدَ النَّصـرِ مَخـذُولُ
وَالفَـوْزُ فِـي أَمَّـةٍ ضـَوْءُ الوُضـوءِ لها
قَــدْ زانَهَــا غُــرَرٌ منــه وَتحْجِيــلُ
تَظَــلُّ تَتْلــو كِتـابَ اللَّـهِ لَيـسَ بِـهِ
كســـائِرِ الكُتــبِ تَحرِيــفٌ وَتَبــدِيلُ
فـالكُتبُ والرُّسـلُ مـن عِنـدَ الإلهِ أَتَت
ومنهـــم فاضـــِلٌ حَقّـــاً ومَفضـــولُ
والمُصــطفَى خيــرُ خلـقِ اللَّـهِ كُلِّهِـمِ
لــهُ عَلَــى الرُّســلِ تَرجِيـحٌ وتَفضـِيلُ
مُحَمَّــدٌ حُجَّــةَ اللَّــهِ الّــتي ظَهَــرَت
بِســُنَّةٍ مـا لهـا فِـي الخَلـقِ تَحوِيـلُ
نَجْــلُ الأكـارِمِ والقَـومِ الَّـذين لَهـم
عَلَــى جمِيـعِ الأَنَـامِ الطَّـوْلُ والطُّـولُ
مَــنْ كَمَّــلَ اللَّــهُ مَعنــاهُ وصـورَتَهُ
فَلَــم يَفُتــهُ عَلَـى الحـالَيْن تَكْمِيـلُ
وخَصـــَّهُ بِوقَـــارٍ قَـــرَّ مِنــهُ لَــهُ
فِــي أَنفُــسِ الخَلـقِ تَعظِيـمٌ وتَبجِيـلُ
بـادِي السـكينةِ فِـي سـُخْطٍ لـهُ ورِضـاً
فلَــمْ يَــزَلْ وَهْــوَ مَرْهُــوبٌ ومَـأْمُولُ
يُقَابِــلُ البِشــرَ مِنـهُ بِالنَّـدَى خُلُـقٌ
زاكٍ عَلَــى العَــدْلِ والإِحسـانِ مَجبـولُ
مِــنْ آدَمٍ ولِحِيــنِ الوَضـْعِ جَـوْهَرُهُ ال
مَكْنُــونُ فِــي أَنْفَـسِ الأَصـدافِ مَحمُـولُ
فلِلنُّبُـــــوَّةِ إتْمَــــامٌ وَمُبْتَــــدَأٌ
بِـــهِ وَللفَخـــرِ تَعجِيـــلٌ وَتأجِيــلُ
أَتَــت إِلـى النّـاسِ مِـن آيـاتِهِ جُمَـلٌ
أَعيَـت عَلَـى النَّـاسِ مِنهُـنَّ التَّفاصـيلُ
أَنْبَــا ســَطِيحٌ وشــِقٌّ وَابْـنُ ذِي يَـزَنٍ
عنـــه وقُـــسٌّ وَأَحبـــارٌ مَقاوِيـــلُ
وَعَنــهُ أَنْبَــأَ موسـى وَالمسـيحُ وقَـد
أَصــغَت حَــوارِيُّهُ الغُــرُّ البَهاليــلُ
بِــأَنَّهُ خــاتَمُ الرُّســْلِ المُبَـاحُ لـهُ
مِـــنَ الغَنـــائِمِ تقســيمٌ وَتَنفِيــلُ
وليــسَ أَعْــدَلَ منــه الشـاهِدُونَ لـهُ
وَلا بِـــأَعْلَمَ منــه إن هُــمُ ســِيلُوا
وَإِنْ ســــَأَلتَهُم عَنــــهُ فَلا حَــــرَجٌ
إِنَّ المَحَــكَّ عَــنِ الــدِّينارِ مَســْؤُولُ
كــم آيــةٍ ظَهَــرَتْ فِـي حيـن مَولِـدِهِ
بــهِ البشــائرُ منهــا والتَّهاويــلُ
عُلـــومُ غَيْــبٍ فلا الأرصــادُ حاكِمــةٌ
وَلا التقـــاوِيمُ فيهــا وَالتَّحاوِيــلُ
إِذِ الهَواتِـــفُ والأَنـــوارُ شــاهِدُها
لَــدى المَســامِعِ وَالأبْصــارِ مَقْبُــولُ
ونــار فــارِسَ أَضــْحَتْ وَهْــىَ خامِـدَةٌ
وَنَهْرُهُـــمْ جامِــدٌ والصــَّرْحُ مَثْلــولُ
ومُــذْ هــدانا إلــى الإسـلامِ مَبْعَثُـه
دَهَــى الشــياطِينَ والأصــْنامَ تَجْـدِيلُ
وَانْظُــرْ ســماء غَـدَتْ مَمْلُـوءَةً حَرَسـاً
كَأَنّهــا الــبيْتُ لَمَّـا جـاءَهُ الفيـلُ
فَـــرَدَّتِ الجِــنَّ عَــنْ ســَمْعٍ ملائكــةٌ
إِذْ رَدَّتِ البَشـــَرَ الطَّيْــرُ الأبابِيــلُ
كــلٌّ غَــدا ولــه مِــن جِنســِهِ رَصـَدٌ
لِلجِـــنِّ شـــُهبٌ وللإِنســـانِ ســـِجِّيلُ
لَـوْلا نـبيُّ الهـدَى مـا كـانَ فِـي فَلَكٍ
عَلَـــى الشـــياطينِ للأَملاكِ تَوْكِيـــلُ
لَمَّـــا تَــوَلَّت تَــوَلَّى كــلُّ مُســْتَرِقٍ
عَـنْ مقْعَـدِ السـَّمْعِ منهـا وهْـوَ مَعْزُولُ
إِن رُمـــتَ أَكــبرَ آيــاتٍ وأكمَلهــا
كفــاكَ مِــن مُحكَــمِ القُـرآنِ تَنزِيـلُ
وانظُـر فَلَيـس كَمِثـلِ اللَّـهِ مِـن أَحَـدٍ
وَلا كَقَــولٍ أَتــى مِــن عِنــدِهِ قيــلُ
لَــو يُســْتَطاعُ لــهُ مِثْـلٌ لَجِيـء بِـهِ
والمُســْتطاعُ مِــنَ الأَعمــالِ مَفْعُــولُ
لِلّــهِ كــمْ أَفْحَمَــت أَفهامَنــا حِكـمٌ
مِنــهُ وَكَــم أَعجَــزَ الأَلْبـابَ تَأْويـلُ
يَهْــدِي إِلــى كُـلِّ رُشـدٍ حِيـنَ يَبعثُـهُ
إِلَـــى المســامِعِ تَرتِيــبٌ وَتَرتِيــلُ
تَــزدادُ مِنــهُ عَلَــى تــردادِهِ مِقَـةً
وكُــلُّ قَــوْلٍ عَلَــى التَّـردادِ مُملـولُ
وَرُبَّمـــا مجَّـــهُ قَلـــبٌ بِــهِ رِيَــبٌ
كمـــا يَمُــجُّ دواءَ الــدَّاءِ مَعلــولُ
مـــا بَعْـــدَ آيــاتِهِ حَــقٌّ لِمُتَّبِــعٍ
والحَـــقُّ مــا بَعــدَهُ إِلَّا الأباطِيــلُ
ومـــا مُحمَّـــدٌ إِلَّا رَحمَـــةٌ بُعِثَـــت
لِلعـــالَمِينَ وفَضــلُ اللَّــه مَبْــذُولُ
هُـوَ الشـفيعُ إِذَا كـانَ المعـادُ غَـداً
واشـــتَدَّ لِلحَشــرِ تَخوِيــفٌ وتَهوِيــلُ
فَمــا عَلَــى غَيــرِهِ لِلنَّــاسِ مُعْتَمَـدٌ
وَلا عَلَـــى غيـــرِهِ للنــاسِ تَعوِيــلُ
إِنَّ امْـــرَأً شـــَمَلَتْهُ مِــن شــَفَاعَتِهِ
عِنايَـــةٌ لَامـــرُؤٌ بــالفَوزِ مَشــْمُولُ
نـالَ المَقـامَ الَّـذي مـا نـالَهُ أَحَـدٌ
وطالَمَـــا مَيَّــزَ المِقْــدارَ تَنْوِيــلُ
وَأَدْرَكَ الســُّؤلَ لَمَّــا قــامَ مُجْتَهِـداً
وَمــا بِكــلِّ اجتهــادٍ يُـدْرَكُ السـُّولُ
لـــو أنَّ كُــلَّ عُلاً بالســَّعْيِ مُكْتَســَبٌ
مـا جـازَ حيـنَ نُـزُولِ الـوَحْىِ تَزْمِيـلُ
أَعْلَــى المَراتِـبِ عِنْـدَ اللَّـهِ رُتْبَتُـهُ
فـاعلَمْ فمـا مَوضـِعُ المَحْبـوبِ مَجهـولُ
مِـنْ قـابِ قَوْسـَينِ أوْ أَدْنَـى لـهُ نُـزُل
وحُـــقَّ منــه لــه مَثــوَىً وَتَحلِيــلُ
سـَرَى إلـى المسـجِدِ الأَقصـَى وَعـاد بهِ
ليلاً بُــراقٌ يبــارِي البَــرقَ هُـذْلولُ
يــا حَبَّــذا حــالُ قُــرْب لا أَكَيِّفُــه
وحبَّــذا حــالُ وصــل عَنــهُ مغفــولُ
وَكَـمْ مـواهِب لـم تَـدْرِ العِبـادُ بِهـا
أَتَــتْ إِليــه وَســِتْرُ اللَّيـلِ مَسـْدُولُ
هـذا هُـو الفَضـْلُ لا الدُّنيا وما رَجَحَت
بــه المــوازِينُ منهــا والمكايِيـلُ
وَكَــمْ أَتَــتْ عـنْ رسـُولِ اللَّـهِ بَيِّنَـةٌ
فِــي فضـلها وافَـقَ المَنْقُـول مَعْقُـولُ
نُــورٌ فليــسَ لــهُ ظِــلٌّ يُــرَى ولـهُ
مِــنَ الغَمامَــةِ أَنَّــى ســارَ تَظْليـلُ
ولا يُــرَى فِــي الثَّــرَى أَثَـرٌ لأَخمَصـِهِ
إِذا مَشــَى وَلــهُ فِـي الصـَّخْرِ تَوْحِيـلُ
دنَــا إِليـه حَنِيـنُ الجِـذْعِ مِـنْ شـَغَفٍ
إِذْ نـــالهُ بَعْـــدَ القُــرْبِ تَزْيِيــلُ
فَلَيْــتَ مِــنْ وَجهِــهِ حَظِّــى مُقابَلــةٌ
وَلَيْـــتَ حَظَّــيَ مــنْ كَفَّيْــهِ تَقْبِيــلُ
بِيـض مَيـامِينُ يُستَسـقي الغمـامُ بِهـا
للشـــَّمسِ مِنهــا وَللأنــواءِ تَخجيــلُ
مــا إِن يَـزالُ بِهـا فِـي كـلِّ نازِلـةٍ
لِلْقُـــلِّ كُثْـــرٌ وَلِلتَّصــْعِيبِ تَســْهِيلُ
فــاعجَبْ لأَفعالِهــا إِنْ كُنْـتَ مُـدْرِكَها
واطْــرَبُ إِذَا ذُكِــرَتْ تِلْــكَ الأفاعيـلُ
كـم عـاوَدَ البُـرْءُ مِـنْ إِعْلالِـهِ جَسـَداً
بِلَمِســِهِ واســْتَبانَ العَقْــلَ مَخْبُــولُ
وَرَدَّ أَلْفَيْـــنِ فِـــي رِيٍّ وَفــي شــِبَعٍ
إِذْ ضــاق بــاثْنيْنِ مَشــْرُوبٌ ومَـأْكُولُ
وَردَّ مــاءَ ونُــوراُ بَعْــدَ مـا ذَهَبـا
رِيـــقٌ لــهُ بِكِلا العَيْنَيــنِ مَتْفُــولُ
وَمَنْبَــعُ المــاء عَـذْباً مِـنْ أصـابِعِهِ
وذاكَ صــُنْعٌ بــه فينـا جَـرَى النيـلُ
وَكَـــمْ دعـــا وَمُحَيَّـــا الأرضِ مُكْتَئِبٌ
ثُــمَّ انثَنَــى وَلــه بِشــْرٌ وتهليــلُ
فأصــْبَحَ المُحْــلُ فيهــا لا مَحَـلَّ لَـهُ
وغــالَ ذِكْــرَ الغَلا مِـن خِصـْبِها غُـولُ
فبِـــالظِّرابِ ضــُرُوبُ لِلْغَمــامِ كمــا
عَـــنِ البِنــاءِ عَزالِيهــا مَعازِيــلُ
وآضَ مِــنْ رَوْضــِها جِيـدُ الوجـودِ بـه
مِــنْ لُؤلُــؤٍ النَّـورِ تَرْضـِيعٌ وتكلِيـلُ
وَعَســْكَرٍ لجَــبٍ قَــدْ لَــجَّ فِــي طَلَـبٍ
لِغَــــزوِهِ غَـــرَّهُ بَـــأْسٌ وتَرْعِيـــلُ
دَعَــا نــزَالٍ فَــوَلَّى وَالبَــوارُ بـه
مِـنَ الصـَّبا وَالحَصـَى والرُّعْـبِ مَنْـزُولُ
واغَيْرَنـا حِيـنَ أَضـْحَى الغـارُ وهُوَ بِهِ
كِمَثْـــلِ قَلْبِـــيَ مَعْمُـــورٌ وَمَــأْهُولُ
كَأَنَّمَـــا المُصــطفَى فيــهِ وصــاحبُه
الصــِّدِّيقُ لَيْثــان قَـدْ آواهُمـا غِيـلُ
وَجلَّــلَ الغـارَ نَسـْجُ العنكبـوتِ عَلَـى
وَهْــنٍ فيــا حَبَّــذا نَســْجٌ وَتَجْليــلُ
عِنايُــةٌ ضــَلَّ كَيْــدُ المُشـْرِكينَ بهـا
ومــــا مَكايِــــدُهُم إِلاَّ الأضـــاليلُ
إِذْ يَنْظُـــرُونَ وَهـــمْ لا يُبْصــِرونَهُما
كَــأَنَّ أَبصــارَهمْ مِــنْ زَيْغِهَــا حُـولُ
إِنْ يَقْطَــعِ اللــهُ عنــه أُمَّـةٌ سـَفِهَتْ
نُفُوســـها فلهَــا بــالكُفْرٍ تَعْليــلُ
فإِنَّهَـــا الرُّســـْلُ وَالأَمْلاكُ شــافِعُها
لِوُصـــْلةٍ منـــه تَســـآلٌ وَتَطْفِيـــلُ
مـا عُـذْرُ مَـنْ مَنَـعَ التَّصـْدِيقَ مَنْطِقَـهُ
وقــد نبــا منــه مُحْســُوسٌ ومعقـولُ
والــذِّئْبُ والعَيْــرُ وَالموْلـودُ صـَدَّقَهُ
والظّبْــىُ أَفْصــَحَ نُطْقـاُ وَهْـوَ مُحْبُـولُ
والبَـــدْرُ بــادَرَ مُنْشــَقَاً بِــدَعْوتِهِ
لــهُ كمــا شــُقَّ قَلْــبٌ وهْـوَ مَتْبُـولُ
وَالنَّخْــلُ أَثْمَــرَ فِـي عـامٍ وسـُرَّ بـهِ
ســَلْمانُ إِذْ بَســَقَتْ منــهُ العثاكِيـلُ
إِنْ أَنْكَرَتْـهُ النَّصـَارَى واليهُـودُ عَلَـى
مــا بَيَّنَــتْ منــه تَــوْراةٌ وإِنْجِيـلُ
فقــد تَكَــرَّرَ منهــم فِــي جُحُــودِهُم
لِلْكُفْـــرِ كُفْــرٌ وَلِلتَّجْهيــلِ تَجْهيــلُ
قُـلْ للنصـارى الأُلَـى سـاءَتْ مَقَـالَتُهُمْ
فمـا لهـا غيـر مَحْـضٍ الجَهْـلِ تَعْلِيـلُ
مِـنَ اليَهُـودِ استَفَدْتُمْ ذَا الجحودَ كما
مِـنَ الغُـرابِ اسـتفادَ الـدَّفْن قابِيـلُ
فـــإِنَّ عِنْـــدَكُمُ تَـــوْراتُهُمْ صــَدَقَتْ
ولــمْ تُصــَدَّقْ لكــمْ منهــمْ أناجِيـلُ
ظَلَمْتُمُونــا فأضــْحَوْا ظــالِمينَ لكـمْ
وذاكَ مِثْـــلُ قِصـــاصٍ فيــهِ تَعْــدِيلُ
مِنْكُــمْ لنـا ولكـم مِـنْ بَعْضـِكُمْ شـُغُلٌ
والنـاسُ بالنـاسِ فِـي الدُّنيا مَشاغِيلُ
لقَــدْ عَلِمْتُــمْ ولكِــنْ صــَدَّكُمْ حَســَدٌ
أنّــا بمــا جاءَنــا قَــوْمٌ مَقابِيـلُ
أمــا عَرَفْتُــمْ نَــبيَّ اللــهِ مَعرِفَـةَ
الأَبْنـــاء لكنكـــم قَــوْمٌ مناكِيــلُ
هــذا الــذي كنتُــم تَسـْتَفتِحون بـهِ
لــولاَ اهْتَــدَى منكُــمُ لِلرُّشـْدِ ضـِلِّيلُ
فَلاَ تُرَجُّــوا جزِيــلَ الأجْــرِ مِـنْ عَمَـلٍ
إِنَّ الرَّجــاء مِــنَ الكُفَّــار مُخْــذُولُ
تُؤَذِّنـــونَ بِـــزِقٍّ مِـــنْ جَهـــالَتِكُمْ
بــهِ انْتِفَــاخٌ وَجِســْمٌ فيــهِ تَرْهِيـلُ
مُوتـوا بغَيـظٍ كمـا قَـدْ مـاتَ قَبلَكُـمُ
قابِيــلُ إِذْ قَــرَّب القُرْبــانَ هابيـلُ
يــا خيـرَ مَـنْ رُوِيَـتْ لِلنـاسِ مَكْرُمُـةٌ
عنـــهُ وفُصـــَّلَ تَحْرِيـــمٌ وَتُحْليـــلُ
كَــمْ قَــدْ أتـتْ عنـكَ أخبـارٌ مَخبِّـرَة
فِــي حُسـْنِها أَشـْبَهَ التَّفْريـعَ تَأْصـِيلُ
تُسـْرِى إِلَـى النَّفْـسِ منهـا كلما ورَدَتْ
أنْفــاسُ وَرْدٍ ســَرَتْ وَالــوَرْدُ مَطْلـولُ
مِــنْ كــلِّ لَفْــظٍ بَلِيــغٍ راقَ جَـوْهَرَهُ
كــأنَّهُ الســَّيْفُ مــاضٍ وَهْــوَ مَصـْقُولُ
لَــمْ تُبْـقِ ذِكْـراً لِـذِي نُطْـقٍ فَصـاحَتُهُ
وهــلْ تُضــيءُ مَـعَ الشـِّمْسِ القناديـل
جاهَـدْتَ فـي اللـهِ أبْطـالَ الضَّلاَلِ إِلى
أَنْ ظَــلَّ لِلشــِّرْكِ بالتَّوحِيــدِ تَبْطِيـلُ
شــَكا حُســامُكَ مــا تَشــْكو جُمُـوعُهُمْ
ففيــه منهــا وفيهــا منـه تَفْلِيـلُ
لِلــهِ يَــوْمُ حُنَيــنٍ حيــنَ كـانَ بـهِ
كســـاعة البَعْــثِ تَهْويــلٌ وَتَطْوِيــلُ
وَيَــوْمُ أقْبَلَــتِ الأحــزابُ وانْهزَمَــتْ
وكُــمْ خبــا لَهَــبٌ بالشــِّرْكِ مَشـْعُولُ
جــاءوا بأســلحَةٍ لَـمْ تَحْـمِ حامِلَهـا
إِنَّ الكُمــاةَ إذا لَــمْ يُنصـَرُوا مِيـلُ
مِـنْ بعـدِ مـا زُلزلـتْ بالشـِّرْكِ أَبْنِيةٌ
وانْبَــتَّ حُبْـلٌ بأيْـدِى الرَّيْـبِ مُفْتُـولُ
وظّــنَّ كــلُّ امرِىــءٍ فِـي قَلْبِـهِ مَـرَضٌ
بـــأنَّ مَوْعِـــدَهُ بالنَّصـــْرِ مُمْطُــولُ
فـــأَنْزَلَ اللـــهُ أَمْلاكـــاً مُســَوَّمَة
لَبُوســـُها مِـــنْ ســَكِيناتٍ ســَرابِيلُ
شـاكى السـِّلاح فمـا تَشكُوا الكَلالَ وَمِنْ
صــنْعِ الإِلــه لهــا نَســْجٌ وَتَأْثِيــلُ
مِــنْ كــلِّ مَوْضــونَةٍ حَصــْداء سـابِغَةٍ
تَــرُدُّ حَــدَّ المَنايــا وهْــوَ مَفْلـولُ
وَكــلَّ أَبْتَــرَ لِلْحَــقِّ المُبِيــنِ بــهِ
وَلِلضـــــَّلالَةِ تَعْــــدِيلٌ وَتَمْيِيــــلُ
لَــمْ تُبْـقِ للشـِّرْكِ مِـنْ قَلْـبٍ وَلا سـَبَبٍ
إلاَّ غَـــدَا وَهْـــوَ مَتْبُــولٌ وَمَبْتُــولُ
وَيَــومُ بَــدْرٍ إِذ الإِســلامُ قَـدْ طَلَعَـتْ
بــه بُــدُوراً لهــا بالنصـْرٍ تَكمِيـلُ
سـِيئَتْ بمـا سـَرَّنا الكُفَّـارُ منـه وَقد
أفْنَـــى ســـَراتَهُمُ أَســـْرٌ وتَقْتِيــلُ
كأَنَّمــا هُــوَ عُــرْسٌ فيـه قَـدْ جُلِيَـتْ
عَلَــى الظُّبــا والقَنـا رُوسٌ مَفاصـِيلُ
والخَيْـلُ تَرْقُـصُ زَهْـواً بالكُمـاةِ ومـا
غيــرَ الســيوفِ بأيْــديِهِمْ منادِيــلُ
ولا مُهُـــور ســـِوَى الأرْوَاحِ تَقْبَلُهــا
الْبِيـضُ البَهـاتِيرُ والسـُّمْرُ العَطابِيلُ
فلــو تَــرَى كــلَّ عُضـْوٍ مِـنْ كُمِـاتِهِم
مُفَصـــَّلاً وهْـــوَ مَكفُـــوفُ ومَشـــْلولُ
كَـــأَحْرُفٍ أَشـــْكَلتْ خطــاً فأكْثَرُهــا
بــالطَّعْنِ والضــَّرْبِ مَنْقُــوطٌ ومَشـكولُ
وكــلُّ بيْــتٍ حَكـى بَيْـتَ العَـرُوضِ لـهُ
بــالبِيضِ والســُّمْرِ تَقْطِيــعٌ وتَفْصـِيلُ
وداخَلَــتْ بــالرَّدَى أَجزاءَهــمْ عِلَــلٌ
غَــدَا المُرَفَّــلُ منهــا وهْـوَ مَجْـزُولُ
وَكـــلُّ ذِي تِـــرَةٍ تَغْلِـــي مَراجلُــهُ
غَـــدَا يُقـــادُ ذَليلاً وهْــوَ مَغْلُــولُ
وَكـــلُّ جُــرْحٍ بِجِســْمٍ يَســْتَهِلُّ دُمــاً
كـــأَنَّهُ مَبْســـَمٌ بـــالرَّاحِ مَعْلُــولُ
وعاطــلٌ مِــنْ ســلاحِ قــد غَـدَا ولـهُ
أَســـاوِرُ مِـــنْ حَدِيـــدٍ أَوْ خَلاخِيــلُ
والأرضُ مِــنْ جُثَــثِ القَتْلَــى مُجَلَّلَــةٌ
والتُّــرْبُ مِـنْ أَدْمُـعِ الأحيـاءِ مَبْلـولُ
غَصــَّتْ قُلـوبٌ كمـا غَـصَّ القَلِيـبُ بهـم
فللأَســـَى فيهِـــمُ والنــارِ تَأْكِيــلُ
فأصــْبَحَ البِئْرُ إذْ أَهْـلُ البَـوارِ بـه
مِثْــلُ الــوَطيسِ بــهِ جُــرْزٌ رَعابيـلُ
وأصــــبَحَتْ أيِّمــــاتٍ مًحْصــــَناتُهُمُ
وأُمَّهــــاتُهُمُ وهْــــيَ المثاكِيــــلُ
لا تُمْســِكُ الــدَّمْعَ مِـنْ حُـزْنٍ عُيُـونُهُمُ
إِلاَّ كمــا يُمْســِكُ المَــاءُ الغَرابِيـلُ
وصـــارَ فَقْرَهُـــم لِلمســلمينَ غِنــىً
وفـــي المَصــائِبِ تَفْــوِيتٌ وتَحْصــِيلُ
ورَدَّ أوْجُهَهُــــمْ ســـُوداً وأعْيُنُهُـــمْ
بِيضــاً مِــنَ اللــهِ تَنكيـدٌ وَتَنْكِيـلُ
ســالتْ وســاءتْ عُيــونٌ منهــمُ مَثَلاً
كَأَنَّمـــا كلُّهـــا بالشــَّوْكِ مِســْمُولُ
أبغِــضْ بهــا مُقَلاً قـد أَشـْبَهَتْ لَبَنـاً
طَفــا الــذُّبابُ عليــهِ وهْـوَ مَمْقـولُ
ويَــوْمَ عَــمَّ قلــوبَ المُسـْلِمينَ أسـىً
بِفَقْـــدِ عَمِّـــكَ والمَفْقُــودُ مَجْــذُولُ
ونـالَ إحْـدى الثَّنايَـا الكَسْرُ في أُحُدٍ
وجــاءَ يَجْبُــرُ منهـا الكَسـْرَ جِبرِيـلُ
وفــي مَــواطَنَ شـَتى كَـمْ أتـاكَ بهـا
نَصــْرٌ مِــنَ اللــهِ مَضــْمُونٌ وَمَكْفُـولُ
ومَلَّكَـــتْ يَـــداكَ اليُمْنَــى مَلائكَــةٌ
غُـــرٌّ كِـــرامٌ وَأَبطـــالٌ بَهَالِيـــلُ
يُســـارِعُون إذا نَـــادَيْتَهُمْ لِـــوَغىً
إنَّ الكِـــرامَ إذا نُــودُوا هَــذالِيلُ
مِــنْ كُـلِّ نِضـْوٍ نُحـولٍ مـا يـزالُ بـه
إلــى المَكــارِمِ جِــدُّ وَهْــوَ مَهْـزولُ
بَنـــانُهُ بِـــدَمِ الأبطـــالِ مُخْتَضــِبٌ
وطَرْفُـــهُ بِســـَنا الإِيمــانُ مَكْحُــولُ
آلَ النــبيِّ بِمَــنْ أَوْ مــا أُشــَبِّهُكُمْ
لقـــدْ تَعَـــذَّرَ تَشـــْبِيهٌ وتَمثِيـــلُ
وَهــلْ ســَبِيلٌ إلــى مَـدْحٍ يكـونُ بـهِ
لأَهْــلِ بَيْــتِ رَســولِ اللــهِ تَأْهِيــلُ
يـا قَـوْمِ بـايَعْتُكُمْ أَنْ لا شـَبِيهَ لكُـمْ
مِنَ الوَرَى فاسْتَقِيلوا البَيْعَ أَوْ قِيلُوا
جَـاءَتْ عَلَـى تِلْـوِ آيـاتِ النـبيِّ لهُـمْ
دلائِلٌ هِــــيَ للتَّارِيــــخِ تَــــذْيِيلُ
مَعاشــِرٌ مــا رَضــُوا إنِّــي لَمُبْتَهِـجٌ
بِهِــمْ ومــا ســَخِطُوا إنِّــي لَمَثْكُـولُ
وإنَّ مَــنْ بـاعَ فـي الـدُّنيا مَحَبَّتُهُـمْ
بِبُغْضــِهِ اللــهَ فـي الأُخْـرَى لَمَـرْذُولُ
وَحَســْبُ مَــنْ نَكَلَــتْ عنهــمْ خـواطِرُهُ
إنْ مــاتَ أَوْ عــاشَ تَنكِيــلٌ وَتَثْكِيـلُ
إنَّ المَــوَدَّة فـي قُرْبَـى النـبيِّ غِنـىً
لا يَســـْتَمِيلُ فُــؤادي عنــهُ تَمْويــلُ
وكَــمْ لأَصــْحَابِهِ الغُــرِّ الكِـرامِ يَـدٌ
عِنْـدَ الإلـهِ لهـا فـي الفضـلِ تَخْوِيـلُ
قَـوْمٌ لهـمْ فـي الـوغَى مِـنْ خَوْفِ ربِّهِمْ
حُســْنُ ابْتِلاَءٍ وفــي الطَّاعـاتِ تَبْتِيـلُ
كَـــأَنَّهُمْ فـــي محـــارِيبِ مَلاَئِكَـــةٌ
وفـــي حُـــروبِ أَعـــادِيهِمْ رَآبِيــلُ
حَكَـى العَبـاءَةَ قَلْـبي حيـنَ كـانَ بها
لِلآلِ تَغْطِيَــــةٌ والصــــَّحْبِ تَخْلِيـــلُ
وَلِــي فُــؤَادٌ ونُطْــقٌ بـالوِدادِ لَهُـمْ
وبالمــــدَائِحِ مَشــــْغُوفٌ ومَشـــْغولُ
فـــإنْ ظَنَنْـــتُ بهــمِ خَتْلاً لِبَعْضــِهِمُ
إنــي إذنْ بِغُــرُورِ النَّفْــسِ مُخْتُــولُ
أَئِمَّــةُ الــدِّينِ كــلٌّ فــي محاوَلَــةٍ
إلــى صــوابِ اجتهــادِ منـه مَوْكُـولُ
لِيَقْضــِيَ اللــهُ أمْــراً كــانَ قَـدَّرَهُ
وكُــلُّ مــا قَــدَّرَ الرَّحْمــنُ مفعُــولُ
حَسـْبي إذا مـا مَنَحْـتُ المُصـْطفَى مِدَحِي
فــي الحَشــْرِ تَزْكِيَــةٌ مِنْـهُ وتعـدِيلُ
مَــدْحٌ بــهِ ثَقُلَــتْ ميــزانُ قــائِلِهِ
وخَـــفَّ عنـــهُ مِــنَ الأوْزارِ تثقِيــلُ
وكيــفَ تَــأْبَى جَنَــى أَوْصــَافِهِ هِمَـمٌ
يَرُوقُهَــا مِــنْ قُطُــوفِ العِـزِّ تَـذْلِيلُ
وَليــسَ يُــدْرِكُ أَدْنَــى وَصــْفِهِ بَشــَرٌ
أَيَقْطَـــعُ الأرضَ ســاعْ وَهْــوَ مَكْبُــولُ
كَــلُّ الفَصــَاحَةِ عِــيٌّ فــي مَنــاقِبِهِ
إذا تَفَكَّـــرْتُ والتَّكْثِيـــرُ تَقْلِيـــلُ
لـو أَجْمَـعَ الخَلْـقُ أَنْ يُحْصـُوا مَحاسِنَهُ
أَعْيَتْهُـــمُ جُمْلَـــةٌ منهــا وتَفْصــِيلُ
عُـذْراً إليـك رسـولَ اللـهِ مِـنْ كَلِمـي
إنَّ الكرِيــمَ لــديْهِ العُــذْرَ مَقْبُـولُ
إنْ لَـم يكـنْ مَنْطِقِـي فـي طعمِـهِ عَسَلاً
فـــإنَّهُ بِمَـــدِيحي فيـــكَ مَعْســـُولُ
هــا حُلَّــةً بِخِلاَلٍ منــكَ قــد رُقِمَــتْ
مــا فِــي محاســِنِها لِلْعِيْـبِ تَخْلِيْـلُ
جــاءتْ بِحُبِّــي وَتَصـْدِيقي إليـكَ ومـا
حُبِّــي مَشــُوبٌ ولا التَّصــْدِيقَ مَــدْخُولُ
ألْبَسـْتَها منـكَ حُسـناً فـازْدَهَتْ شـَرَفاً
بهــا الخَــواطِرُ مِنــا وَالمَناوِيــلُ
لَــمْ أَنْتَحِلْهـا ولَـمْ أَغصـِبْ مَعانِيهـا
وَغيـــرُ مَـــدْحِكَ مَغْصـــُوبٌ وَمَنْحُــولُ
وَمــا علــى قَــوْلِ كَعْـبِ أَنْ تُـوازِنَهُ
فَرُبَّمَـــا وَازَنَ الـــدُّرَّ المَثاقِيـــلُ
وَهـــلْ تُعَـــادِلُهُ حُســْناً وَمَنْطِقُهــا
عَــنْ مَنْطِـقِ العَـرَبِ العَرْبـاءِ مَعْـدُولُ
وَحَيْــثُ كُنَّــا معـاً نَرْمِـي إلـى غَـرَضٍ
فَحَبَّـــذا نَاضـــِلٌ منـــا وَمَنضـــُولُ
إنْ أَقْــفُ آثـارَهُ إنـي الغَـداةَ بهـا
علــى طَرِيــقِ نَجَــاحٍ مِنــكَ مَــدْلُولُ
لَمَّــا غَفَــرْتُ لَـهُ ذَنْبـاً وَصـُنْتَ دَمـاً
لــولا ذِمامُــكَ أَضــْحَى وَهْــوَ مَطْلُـولُ
رَجَــوْتُ غُفْــرَانَ ذَنْــبٍ مُــوجِبِ تَلَفِـي
لـــهُ مـــنَ النَّفْــسِ إملاءٌ وَتَســْوِيلُ
وليــسَ غيــرُكَ لِــي مَــوْلىً أُؤَمِّلُــهُ
بَعْــدَ الإلــهِ وَحَســْبِي مِنــكَ تَأْمِيـلُ
ولـــي فُــؤَادُ مُحِــبِّ ليــسَ يُقْنِعُــهُ
غيــرُ اللَّقــاءِ وَلا يَشــْفِيهِ تَعْلِيــلُ
يَمِيـلُ بِـي لَـكَ شـَوْقاً والأَقْدَارُ تُمْسِكُهُ
وَكَيــفَ يَعْــدُو جَــوادٌ وَهْــوَ مَشـْكُولُ
مَتَــى تَجُـوبُ رسـولَ اللـهِ نَحْـوَكَ بِـي
تِلْـــكَ الجِبــالَ نَجِيبَــاتٌ مَراســِيلُ
فَـــأَنْثَنِي وَيَــدِي بــالفَوْزِ ظــافِرَةٌ
وَثَــوْبُ ذَنْبِــي مِــنَ الآثــامِ مَغْسـُولُ
فــي مَعْشــَرٍ أَخْلَصــوا للــهِ دِينُهُـمُ
وفَوَّضــُوا إنْ هُـمُ نـالوا وإنْ نِيلُـوا
شـُعْثٍ لهُـمْ مِـنْ ثَرَى البَيْتِ الذي شَرُفَتْ
بـــهِ النَّبِيُّـــونَ تَطْيِيــبٌ وَتَكْحِيــلُ
مُحَلَّقــــي أَرْؤُسٍ يــــدَتْ وُجُــــوهُهُمْ
حُســْناً بــهِ فكــأنَّ الحَلْــقَ تَرْجِيـلُ
قـد رَحَّـبَ الـبيتُ شـَوْقاً وَالمَقَامُ بهمْ
والحِجْــرُ والحَجَـرُ المَلْثُـومُ والميـلُ
نَــذَرَتْ إنْ جَمَعَــتْ شــَمْلِي لِبَابِـكَ أَوْ
شــَفَتْ فُــؤَادِي بِــهِ قَــوْداءُ شـِمْلِيلُ
أَبُــلُّ مِـنْ طَيْبَـةٍ بالـدَّمْعِ طِيـبَ ثَـرىً
لَغُلَّتِـــي وغَلِيلِـــي منـــه تُبْلِيــلُ
دامَــتْ عليــكَ صــلاَةُ اللـهِ يَكْفُلُهـا
مِــــنَ المَهَيْمِــــنِ إبلاغٌ وتًوْصـــِيلُ
مــا لاحَ ضــَوءُ صــَباحٍ فاشْتَســَرَّ بـه
مِـــنَ الكَـــواكِبِ قِنْــدِيلٌ فُقِنْــدِيلُ
محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري شرف الدين أبو عبد الله.شاعر حسن الديباجة، مليح المعاني، نسبته إلى بوصير من أعمال بني سويف بمصر، أمّه منها.وأصله من المغرب من قلعة حماد من قبيل يعرفون ببني حبنون.ومولده في بهشيم من أعمال البهنساويةووفاته بالإسكندرية له (ديوان شعر -ط)، وأشهر شعره البردة مطلعها:أمن تذكّر جيران بذي سلمشرحها وعارضها الكثيرون، والهمزية ومطلعها:كيف ترقى رقيك الأنبياء وعارض (بانت سعاد) بقصيدة مطلعها إلى متى أنت باللذات مشغول