
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فَـإِنْ يَحْجُبُوهَـا أَوْ يَحُلْ دُونَ وَصْلِهَا
مَقَالَـــةُ وَاشٍ أَوْ وَعِيـــدُ أَمِيــرِ
فَلَـمْ يَحْجُبُوا عَيْنَيَّ عَنْ دَائِمِ الْبَكَا
وَلَـنْ يَمْلِكُـوا مَـا قَـدْ يَجُنَّ ضَمِيرِي
إِلَى اللَّهِ أَشْكُو مَا أُلَاقِي مِنَ الْهَوَى
وَمِـــنْ حُــرَقٍ تَعْتَــادُنِي وَزَفِيــرِ
وَمِـنْ كُـرَبٍ لِلْحُـبِّ فِـي بَاطِنِ الْحَشَا
وَلَيْــلٍ طَوِيـلِ الْحُـزْنِ غَيْـرِ قَصـِيرِ
سـَأَبْكِي عَلَـى نَفْسـِي بِعَيْـنٍ غَزِيـرَةٍ
بُكَــاءَ حَزِيـنٍ فِـي الْوِثَـاقِ أَسـِيرِ
وَكُنَّـا جَمِيعـاً قَبْلَ أَنْ يَظْهَرَ النَّوَى
بِـــأَنْعَمِ حَــالَيْ غِبْطَــةٍ وَســُرُورُ
فَمَـا بَـرِحَ الْوَاشـُونَ حَتَّى بَدَتْ لَنَا
بُطُــونُ الْهَــوَى مَقْلُوبَــةً بِظُهُـورِ
لَقَدْ كُنْتُ حَسْبُ النَّفْسِ لَوْ دَامَ وَصْلُنَا
وَلَكِنَّمَــا الــدُّنْيَا مَتَــاعُ غُـرُورِ
لَوَ انَّ امْرَأً أَخْفَى الْهَوَى عَنْ ضَمِيرِهِ
لَمِــتُّ وَلَــمْ يَعْلَـمْ بِـذَاكَ ضـَمِيرِي
جَميلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، أَحَدُ بَنِي عُذْرَةٍ مِنْ قُضاعَةَ، كَانَتْ مَنازِلُهُمْ فِي وَادِي القُرَى قُرْبَ المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ، وَجَميلٌ شاعِرٌ إِسْلاميٌّ فَصِيحٌ مُقَدَّمٌ، كَانَ راوِيَةَ هُدْبَةَ بْنِ الخَشْرَمِ، وَكَانَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ راوِيَةَ جَمِيلٍ، وَهُوَ مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريِّينَ، وَمِن عُشّاقِ العَرَبِ الَّذِينَ تَيَّمَهُمْ الحُبُّ، وَصاحِبَتُهُ بُثَيْنَةُ هِيَ مِنْ بَناتِ قَوْمِهِ وَأَغْلَبُ شِعْرِهِ فِيهَا، وَلَمْ يَمْنَعْهُ زَواجُها بِغيرِهِ فَبَقِيَ يُلاحِقُها حَتَّى شَكَاه قَوْمُها إِلَى السُّلْطانِ فَأَهْدَرَ دَمَهُ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى اليَمَنِ، وَبَعْدَهَا قَصَدَ مِصْرَ وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ مَرْوانَ فَأَكْرَمَهُ، فَأَقَامَ قَلِيلاً فِيها ثُمَّ مَاتَ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ حَوَالَيْ سَنَةِ 82 لِلْهِجْرَةِ.