
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَنَحْــنُ مَنَعْنَـا يَـوْمَ أَوْلٍ نِسـَاءَنَا
وَيَـــوْمَ أُفَـــيٍّ وَالْأَســِنَّةُ تَرْعُــفُ
وَيَـوْمَ رَكَايَـا ذِي الْجَـدَاةِ وَوَقْعَـةٍ
بِبَنْيَـانَ كَـانَتْ بَعْضَ مَا قَدْ تَسَلَّفُوا
يُحِـبُّ الْغَـوَانِي الْبِيـضُ ظِلَّ لِوَاءَنَا
إِذَا مَـا أَتَانَـا الصـَّارِخُ الْمُتَلَهِّفُ
نَسـِيرُ أَمَـامَ النَّاسِ وَالنَّاسُ خَلْفَنَا
فَإِنْ نَحْنُ أَوْمَأْنَا إِلَى النَّاسِ وَقَّفُوا
فَــأَيُّ مَعَــدٍّ كَــانَ فَيْـءَ رِمَـاحِهِمْ
كَمَـا قَـدْ أَفَأْنَـا وَالْمُفَـاخِرُ يُنصِْْفُ
وَكُنَّـا إِذَا مَـا مَعْشـَرٌ نَصـَبُوا لَنَا
وَمَــرَّتْ جَــوَارِي طَيْرِهِـمْ وَتَعَيَّفُـوا
وَضـَعْنَا لَهُـمْ صـَاعَ الْقَصـَاصِ رَهِينَةً
وَنَحْـنُ نُوَفِّيهَـا إِذَا النَّـاسُ طَفَّفُوا
إِذَا اسـْتَبَقَ الْأَقْـوَامُ مَجْداً وَجَدْتَنَا
لَنَـا مِغْرَفَـا مَجْـدٍ وَلِلنَّـاسِ مِغْـرَفُ
بَرَزْنَــا وَأَصــْحَرْنَا لِكُــلِّ قَبِيلَـةٍ
بِأَســْيَافِنَا إِذْ يُؤْكَــلُ الْمُتَضــَعَّفُ
وَنَحْـنُ حَمَيْنَـا يَـوْمَ مَكَّـةَ بِالْقَنَـا
قُصــَيّاً وَأَطْــرَافُ الْقَنَــا تَتَقَصـَّفُ
فَحُطْنَـا بِهَـا أَكْنَـافَ مَكَّـةَ بَعْـدَمَا
أَرَادَتْ بِهَـا مَا قَدْ أَبَى اللَّهُ خِنْدِفُ
جَميلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، أَحَدُ بَنِي عُذْرَةٍ مِنْ قُضاعَةَ، كَانَتْ مَنازِلُهُمْ فِي وَادِي القُرَى قُرْبَ المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ، وَجَميلٌ شاعِرٌ إِسْلاميٌّ فَصِيحٌ مُقَدَّمٌ، كَانَ راوِيَةَ هُدْبَةَ بْنِ الخَشْرَمِ، وَكَانَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ راوِيَةَ جَمِيلٍ، وَهُوَ مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريِّينَ، وَمِن عُشّاقِ العَرَبِ الَّذِينَ تَيَّمَهُمْ الحُبُّ، وَصاحِبَتُهُ بُثَيْنَةُ هِيَ مِنْ بَناتِ قَوْمِهِ وَأَغْلَبُ شِعْرِهِ فِيهَا، وَلَمْ يَمْنَعْهُ زَواجُها بِغيرِهِ فَبَقِيَ يُلاحِقُها حَتَّى شَكَاه قَوْمُها إِلَى السُّلْطانِ فَأَهْدَرَ دَمَهُ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى اليَمَنِ، وَبَعْدَهَا قَصَدَ مِصْرَ وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ مَرْوانَ فَأَكْرَمَهُ، فَأَقَامَ قَلِيلاً فِيها ثُمَّ مَاتَ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ حَوَالَيْ سَنَةِ 82 لِلْهِجْرَةِ.