
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـا هَـاجَ شـَوْقُكَ مِنْ بِلَى الْأَطْلَالِ
بِـالْبَرْقِ مَـرَّ صـَباً وَمـرَّ شـَمَالِ
لَعِبَـتْ بِجِـدَّتِهَا الشَّمَالُ وَصَابَهَا
نَــوْءُ الســِّمَاكِ بِمُسـْبِلٍ هَطَّـالِ
جَـرَّتْ بِهَـا هُوْجُ الرِّيَاحِ ذُيُولَهَا
جَــرَّ النِّسـَاءِ فَوَاضـِلَ الْأَذْيَـالِ
فَحَسـَرْنَ عَـنْ دُهُـمٍ تَقَادَمَ عَهْدُهَا
وَبَقِيـنَ فِـي حِقَـبٍ مِـنَ الْأَحْـوَالِ
وَذَكَـرْتُ رَبْعـاً حَـلَّ أَهْلُونَـا بِهِ
إِذْ نَحْــنُ فِـي حَلَـقٍ هُنَـاكَ حِلَالِ
نَقِـفُ الْحَدِيثَ إِذَا خَشِينَا كَاشِحاً
ونَلِــطُّ حِيــنَ نَخَـافُ بِالْأَمْثَـالِ
حَتَّــى تَفَـرَّقَ أَهْلُنَـا عَـنْ نِيَّـةٍ
قُـــذُفٍ وَآذَنَ أَهْلُنَــا بِــزَوَالِ
بَـانُوا فَبَانَ نَوَاعِمٌ مِثْلُ الدُّمَى
بِيـضُ الْوُجُـوهِ يَمِسْنَ فِي الْأَغْيَالِ
حَفَـدُ الْـوَلَائِدِ حَـوْلَهُنَّ وأَسـْلَمَتْ
بـــأَكُفِّهِنَّ أَزِمَّـــةَ الْأَجْمَـــالِ
رَاحُوا مِنَ الْبَلْقَاءِ يَشْكُو عِيرَهُمْ
عُنْــفَ السـِّيَاقِ مُرَفَّـعَ الْأَذْيَـالِ
جَعَلُـوا أَقَـارِحَ كُلَّهَـا بِيَمِينِهِمْ
وَهِضــَابَ بُرْقَــةِ عَسـْعَسٍ بِشـِمَالِ
ولَقَـدْ نَظَـرْتُ فَفَاضَ دَمْعِيَ بَعْدَمَا
مَضـَتِ الظَّعَـائِنُ وَاحْتَجَبْـنَ بِـآلِ
عَرَضُ الْجَبَاجِبِ مِنْ أُثَالِ كَمَا غَدَتْ
رُجْـحُ السـَّفِينِ دُفِعْـنَ بِالْأَثْقَـالِ
أَفَكُــلُّ ذِي شـَجْوٍ عَلِمْـتَ مَكَـانَهُ
تَســْلُو مَــوَدَّتَهُ وَلَســْتَ بِسـَالِ
مِـنْ غَيْرِ إِصْقَابٍ يَكُونُ مِنَ النَّوَى
إِلَّا اللِّمَــامَ وَلَا كَبِيــرَ وِصـَالِ
قَـالَتْ بُثَيْنَـةُ لَا تُبَـالِي صَرْمَنَا
جَهِلَــتْ بُثَيْنَــةُ إِنَّنِـي لَأُبَـالِي
وَالْمُجْرِمِيــنَ مَخَافَــةً وتَعَبُّـداً
يَحْــدُونَ كُــلَّ نَجِيبَــةٍ شــِمْلَالِ
غَصـْباً كَـأَنَّ عُيُـونَهُنَّ مِنَ السُّرَى
وَمِــنَ الْكَلَالِ مَــدَافِعُ الْأَوْشـَالِ
إِنِّــي لَأَكْتُـمُ حُبَّهَـا إِذْ بَعْضـُهُمْ
فِيمَــنْ يُحِــبُّ كَنَاشـِدِ الْأَغْفَـالِ
أَبُثَيْـنَ هَـلْ تَـدْرِينَ كَمْ جَشَّمْتِنِي
مِـنْ عَقْـرِ نَاجِيَـةٍ وَحَـرْبِ مَـوَالِ
وَتَعَسـُّفُ الْمَوْمَـاةِ تَعْـزِفُ جِنُّهَـا
بَعْــدَ الْهُـدُوءِ بِعِرْمِـسٍ مِرْقَـالِ
ولَقَـدْ أَشَرْتُ عَلَى ابْنِ عِمِّكِ لَاقِحاً
مِــنْ حَرْبِنَــا جَرْبَـاءَ ذَاتِ غِلَالِ
حَرْبـاً يُشـَمِّصُ بِالضـَّعِيفِ مِرَاسُهَا
لَقِحَـتْ عَلَـى عُقْـرٍ وَطُـولِ حِيَـالِ
أَوَ لَا تَرَانِـي مِـنْ جَرِيـرةِ حُبِّهَا
أَمْشـِي الـدِّلَاصَ مُقَلِّصـاً سـِرْبَالِي
صـَدَأُ الْحَدِيـدِ بِمَنْكِبَـيَّ كَـأَنَّنِي
جَــوْنٌ يُغَشــِّيهِ الْعَنِيَّــةَ طَـالِ
يَـا لَيْـتَ لَذَّةَ عَيْشِنَا رَجَعَتْ لَنَا
فِـي مِثْـلِ عَصـْرٍ قَـدْ تَجْـرَّمَ خَالِ
فَنَبِيـعُ أَيَّامـاً خَلَـتْ فِيمَا مَضَى
قَصــُرَتْ بِأَيَّــامٍ عَقِبْــنَ طَـوَالِ
وَإِذَا الْعَــدُوُّ مُكَــذَّبٌ أَنْبَـاؤُهُ
وَإِذَا النَّصــِيحُ مُصـَدَّقُ الْأَقْـوَالِ
مِــنْ كُـلِّ آنِسـَةٍ كَـأَنَّ نُيُوبَهَـا
بَـــرَدٌ مُســـَقَّطُ رَوْضـــَةٍ مِحْلَالِ
هَطِـلٌ كَغَـادِي السَّلْمِ يَجْرِي صَعْدَهُ
فَـوْقَ الرَّجَاجَـةِ عَـنْ أَجَـبَّ ثِقَالِ
مَـنْ تُـؤْتِهِ أَشـْفَى عَلَى مَا فَاتَهُ
مِنْهَــا وَإِنْ لَـمْ تُجْـزِهِ بِنَـوَالِ
وَمَنَــاكِبٌ عَرَضــَتْ وَكَشـْحٌ مُضـْمَرٌ
جَـالَ الْوِشـَاحُ عَلَيْـهِ كُـلَّ مَجَالِ
وَعَجِيــزَةٌ رَيَّــا وَســَاقٌ خَدْلَـةٌ
بَيْضـَاءُ تُسـْكِتُ مَنْطِـقَ الْخَلْخَـالِ
حَتَّـى إِذَا مَلَـثَ الظَّلَامُ وفِتْنَنِـي
غَلَـبَ الْعَـزَاءُ وَهُـنَّ غَيْـرُ أَوَالِ
جَميلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، أَحَدُ بَنِي عُذْرَةٍ مِنْ قُضاعَةَ، كَانَتْ مَنازِلُهُمْ فِي وَادِي القُرَى قُرْبَ المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ، وَجَميلٌ شاعِرٌ إِسْلاميٌّ فَصِيحٌ مُقَدَّمٌ، كَانَ راوِيَةَ هُدْبَةَ بْنِ الخَشْرَمِ، وَكَانَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ راوِيَةَ جَمِيلٍ، وَهُوَ مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريِّينَ، وَمِن عُشّاقِ العَرَبِ الَّذِينَ تَيَّمَهُمْ الحُبُّ، وَصاحِبَتُهُ بُثَيْنَةُ هِيَ مِنْ بَناتِ قَوْمِهِ وَأَغْلَبُ شِعْرِهِ فِيهَا، وَلَمْ يَمْنَعْهُ زَواجُها بِغيرِهِ فَبَقِيَ يُلاحِقُها حَتَّى شَكَاه قَوْمُها إِلَى السُّلْطانِ فَأَهْدَرَ دَمَهُ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى اليَمَنِ، وَبَعْدَهَا قَصَدَ مِصْرَ وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ مَرْوانَ فَأَكْرَمَهُ، فَأَقَامَ قَلِيلاً فِيها ثُمَّ مَاتَ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ حَوَالَيْ سَنَةِ 82 لِلْهِجْرَةِ.