
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَــن رِيقهــا يَتحـدث المسـواك
أرَجـاً فَهـل شـَجرُ الكِبـاء أَراكُ
وَلطرفِهـا خُنـثُ الجبان فإِن رَنت
بـاللحظ فَهـيَ الضـيغم الفتَّـاكُ
شـرَكُ القلوبِ ولم أَخل من قبلها
أنّ القلــوبَ تصــيدها الأشـراكُ
هيفـاءُ مقبلـة تميل بها الصبا
مرحـاً فـإن هـي أدبـرت فضـناكُ
يـا وجههـا المسفوك ماء شبابه
مـا الحتـف لـولا طرفُـك السفَّاكُ
أم هـل أتـاك حديث وقفتنا ضحىً
وقلوبُنـا بشـبا الفـراق تشـاكُ
لصـدورِنا خفـق الـبروقِ تحركـاً
وجســومنا مــا إن بهـنَّ حـراكُ
لا شـيء أقطع من نوى الأحباب أو
ســيف الوصــي كلاهمــا فتَّــاكُ
الجــوهر النَّبــويُّ لا أعمــاله
ملَـــقٌ ولا توحيـــده إشـــراكُ
ذو النـور إن نسـج الضلال ملاءةً
دكنــاء فهــو لســجفها هتَّـاكُ
علام أســرار الغيـوب ومـن لـه
خلـــق الزمـــان ودارت الأفلاكُ
فــي عضـبه مريخهـا وبغـرة ال
ملهــوب منهــا مــرزم وسـِماكُ
فكَّـاكُ أعنـاق الملـوك فإن يُرِد
أسـراً لهـا لـم يقـضَ منه فكاكُ
طعــنٌ كـأَفواه المـزاد ودونـه
ضــرب كأشــداق المخــاض دراك
مـا عـذر مـن دانـت لديه ملائك
أن لا تـــــدين لعــــزه أملاكُ
متعـــاظم الأفعــال لاهوتيّهــا
للأمـــر قبـــل وقـــوعه درَّاكُ
أوفـى مـن القمر المنير لنعله
شســع وأعظـم مـن ذكـاء شـراكُ
الصـافح الفتَّـاك والمتطـول ال
منَّـــاع والأخّـــاذ والـــترَّاكُ
قـد قلـت للأعـداء إذ جعلوا له
ضــدّاً أيجعــل كالحضـيض شـكاكُ
حاشـا لنـور اللَّـه يعـدل فضله
ظُلــم الضـلال كمـا رأى الأفَّـاكُ
صلى عليه اللَّه ما اكتست الربى
بـرداً بأيـدي المعصـرات تحـاك
عبد الحميد بن هبة الله بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد، أبوحامد، عز الدين. عالم بالأدب، من أعيان المعتزلة، له شعر جيد واطلاع واسع على التاريخ. ولد في الدواوين السلطانية، وبرع في الإنشاء، وكان حظياً عند الوزير ابن العلقمي. توفي ببغداد. قال الصفدي في مقدمة كتابه (نصرة الثائر): (على أنني بعد ابن أبي الحديد كمن جاء بعد اجتحاف سيل، وأصبح بعد قاطف النهار حاطب ليل. فإن هذا الرجل له تصانيف تدل على تمكنه واطلاعه، وسداد مراميه عند مد باعه، وريه من الفنون وقيامه بها واضطلاعه. منها تعليقان على المحصل والمحصول للإمام فخر الدين وتعليقة ثالثة على الأربعين لفخر الدين، ونظم فصيح ثعلب نظما جيدا في يوم وليلة، وهذا الفلك الدائر علقه في ثلاثة عشر يوما مع أشغال ديوانه. .. ووضع على نهج البلاغة شرحا في ستة عشر مجلدا، وناهيك بمن يتصدى لنهج البلاغة ويشرحه، ويأتي على ما يتعلق به من كل علم: أصولا وفقها وعربية وتاريخا وأسماء رجال وغير ذلك. ومن وقف على هذا الشرح، علم أنه قل من يدخل معه ذلك الصرح، أو يسام معه في مثل هذا السرح، وحسبك بمن واخذ الإمام فخر الدين وأورد عليه...... ومولده بالمدائن مستهل ذي الحجة سنة ست وثمانين وخمسمائة. أنوه هنا إلى أن خطأ مطبعيا وقع في ترجمته في إصدارات الموسوعة السابقة وهو (ولد في الدواوين السلطانية) والصواب (ولد في المدائن وانتقل إلى بغداد وخدم في الدواوين السلطانية) ووفاته في إصدارات الموسوعة السابقة سنة (656) نقلا عن الأعلام للزركلي، والصواب سنة (655هـ) كما في الوافي للصفدي والسلوك للمقريزي