
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الصــبر إلا فــي فِرَاقِــكَ يجمـل
والصــعبُ إلا عــن ملالــكَ يَسـهلُ
يــا ظالمـاً حكَّمتـهُ فـي مُهجَـتي
حَتّـامَ فـي شـرع الهَـوى لا تعـدلُ
أنفَقـتُ عُمـري فـي هَـواكَ تكرُّمـاً
وتضــنُّ بـالنّزر القليـل وتَبخـلُ
إن تَـرمِ قَلـبي تَصـمِ نَفسـكَ إِنـهُ
لَــكَ مَـوطِن تَـأوي إليـه وَمنـزلُ
أَتظــنُّ أَنــي بالإســاءة مُقلــع
كيـفَ الـدّواء وقـد أصيبَ المقتلُ
أعــرض وصــُدَّ وجُـر فَحبـك ثـابت
بتنقـــل الأحـــوال لا يتنقَّـــلُ
واللَّــه لا أســلوكَ حـتى أنطـوي
تَحـتَ الـترابِ ويحتَويني بالجندلُ
تَتبــدَّلُ الــدُّنيا وحُبُّــكَ ثـابتٌ
فــي القلـبِ لا يفنـى ولا يَتبـدَّلُ
مَـن لـي بـأهيفَ قد أقامَ قيامتي
خَــدٌّ لَــهُ قــانٍ وطَــرف أكحــلُ
نشوانَ من خمر الصبا لا يسمع الش
شــكوى ويصــغي للوشـاة فيقبـلُ
مُتلــــوِّن متغيِّــــر متعتِّــــبٌ
مُتعنِّــــتٌ متمنِّــــع متــــدَلِّلُ
إن قلـتُ مـتُّ من الصبابَة قال لي
ظُلمـــاً وأَي صـــَبابةٍ لا تقتــلُ
أو قلـتُ قد طَال العذاب يقول لي
مـا سـوف تلقـى مِـن عذابكَ أطولُ
قَســماً بــترب نِعـاله فَمحـاجِري
أبَــداً بغيــر غبــاره لا تُكحـلُ
وصــَعيدُ بَيــتٍ حَلــه فركــائبي
تَســعى بـه دُونَ الـبيوت وترمـلُ
لأخـــالفنَّ عَــوَاذِلي لــو أنــهُ
ممــن يظــل علـى هَـواهُ ويَعـدِلُ
ولأهتكَـنَّ علـى الهـوى سِتر الحيا
إنَّ الفضـيحةَ فـي المحبـةِ أجمـلُ
يَصــفرُّ وجهـي حيـن أَنظـر وجهـهُ
خَوفــاً فَيـدركه الحيـاء فيخجـلُ
فكأنَّمــا بِخــدُودِه مــن حُمــرةٍ
ظَلَّــت إليهــا مـن دَمـي تَتحـوَّلُ
هـو مُلبسـي حُلـلَ الضـنا ومُعلمي
مـن زلـتي مـا كنـت منهـا أجهلُ
لـولاه لـم أرد الحيـاة ولم أقل
طلـب الـثراء مـن القناعة أجملُ
مـن أجلـه أخشـى الممـاتَ وأتقي
ولأجلــه أرجُــو الغنــى وأؤمـلُ
أســتعذِبُ التعـذيب فيـه كأنَّمـا
جُـرَع الحميـم هي البرود السلسلُ
لا فَــرَّجَ الرَّحمــنُ كربَــةَ عَاشـِق
طلـب السـُّلوَّ وخـاب فيمـا يسـألُ
لا تُنكـروا فَيـضَ الـدُّموع فإنهـا
نفسـي يُصـعِّدُها الغـرام المشـعلُ
هـي مُهجَـتي طـوراً تَحلـل بالبكا
أســفاً وطــوراً بـالزَّفير تحلـلُ
يـا كـرخُ جادَ عليكَ مدرارُ الحيا
وسـقى ثـراكَ مـن الرَّواعـدِ مُسبلُ
إن كـان جِسـمي عَنـكَ أصبح راحلاً
كرهــاً فَقلــبي قــاطِنٌ لا يرحـلُ
مـا رُمـتُ بَعـدكَ بالمـدائنِ صبوةً
إلا ثنــى الثــاني هَــواكَ الأولُ
أنـا عَـاذرٌ إن طُـلَّ بعـدَ طلاكَ لي
حُــبّ دمٌ أو غــازَلتني المُغــزِلُ
يــا راكبــاً تهـوي بـه شـَدَنيّةٌ
حـرفٌ كمـا تهـوي حصـاة مـن عـلُ
هَوجـاء تَقطـعُ جَـوزَ تيَّـارِ الفلا
حـتى تَبـوصَ علـى يَـديها الأرجُـلُ
عُــج بـالغريّ علـى ضـريحٍ حـولَه
نـــادٍ لأملاكِ الســـماءِ ومحفــلُ
فَمســــبِّحٌ ومقــــدسٌ وممجــــدٌ
ومعظــــمٌ ومكبِّــــر ومهلِّــــلُ
والثـم ثراه المسكَ طيباً واستلم
عيـــدانهُ قُبلاً فَهـــنَّ المنــدَلُ
وانظـر إلـى الدَّعواتِ تسعد عندهُ
وجُنــود وحـي اللَّـه كيـف تنـزَّلُ
والنــورُ يلمـعُ والنـواظِرُ شـخَّصٌ
واللســنُ خــرسٌ والبَصـائر ذُهَّـلُ
واغضــض وغُــضَّ فَثَــمَّ سـِرٌّ أعجـمٌ
دقَّـــت معــانيهِ وأمــرٌ مشــكلُ
وقـلِ السلامُ عَليكَ يا مَولى الورى
نصـّاً بـهِ نَطـقَ الكتـابُ المنـزلُ
وَخِلافَـةً مـا إِن لهـا لـو لم تكُن
منصوصــةً عـن جيـدِ مجـدك معـدلُ
عجبــاً لقـومٍ أخـروكَ وكعبـكَ ال
عــالي وخـدُّ سـِواكَ أضـرَعُ أسـفلُ
إن تمـسِ مَحسـوداً فسـؤددك الـذي
أعطيــت محســود المحــل مبجَّـلُ
عضــبٌ تحــزُّ بـه الرقـاب يمـدُّه
رأيٌ بعزمتِـــه يحـــزُّ المفصــِلُ
وعلــومُ غيــبٍ لا تنــال وحكمـةٌ
فصــلٌ وحكـمٌ فـي القضـية فيصـلُ
عَجبـاً لهـذي الأرض يضـمر تُربهـا
أطــواد مجــدك كيـفَ لا تـتزلزلُ
عَجبــاً لأملاكِ الســماءِ يَفوتهــا
نظــر لوجهــكَ كيــف لا تتهيــلُ
يـا أيهـا النبـأ العظيم فمهتدٍ
فــي حبــه وغــواة قــوم ضـلَّلُ
يـا أيُّهـا النار التي شبّ السنا
منهـــا لموســى والظلام مجلِّــلُ
يـا فلـكَ نـوحٍ حيـثُ كـلّ بسـيطةٍ
بحــرٌ يمــور وكــلُّ بحـرٍ جـدولُ
يـا وارثَ التـوراةِ والإنجيل وال
فرقــان والحكـم الـتي لا تعقـلُ
لـولاك مـا خلـقَ الزمـانُ ولا دجى
غِــبَّ ابتلاج الفجــر ليـلٌ أليَـلُ
يـا قاتِـلَ الأَبطـالِ مجـدك للعدى
مـن غـربِ مخـذمكَ المهنَّـد أقتـلُ
بــذباب سـيفكَ قَـرَّ فـارعُ طَـوده
بَعــدَ التـأوُّد واسـتقام الأميـلُ
إن كـانَ ديـنُ محمـدٍ فيـه الهدى
حَقــاً فحبــكَ بَــابُهُ والمــدخلُ
لــولاك أصــبح ثلمــة لا تُتقــى
أطرافهـــا ونقيصـــةٌ لا تكمــلُ
كــم جَحفـلٍ لِلجـزءِ مـن أجـزَائهِ
يـومَ النـزالِ يقـلُّ قولـكَ جحفـلُ
أثـوابهُ الـزردُ المضـاعفُ نَسـجه
لكنــــهُ بالزَّاغبيـــة مخمـــلُ
يحيـي المنيـةَ منـهُ طعـنٌ أنجـلُ
بـــرحٌ محــاجرهُ وضــربٌ أهــدلُ
نَهنهـــتُ ســورَتهُ بِقلــبِ قلَّــبٍ
ثبـــتٍ يُحــالفه صــَقيلٌ مصــقلُ
صــلى عليـكَ اللَّـهُ مـن متسـربلٍ
قمصــاً بهــنّ ســواكَ لا يَتسـربلُ
وجــزاكَ خيــراً عـن نَبيـك إنـهُ
ألفــاكَ ناصــرَهُ الـذي لا يُخـذلُ
سـمعاً أميـر المـؤمنينَ قصـائداً
يَعنــو لهـا بِشـرٌ ويخضـع جَـروَلُ
الـــدُّرُّ مــن ألفاظِهــا لكنــهُ
دُرٌّ لــه إبــنُ الحديــد يفصــِّلُ
هـيَ دونَ مـدح اللَّه فيكَ وفوق ما
مــدح الـورى وعلاكَ منهـا أكمـلُ
عبد الحميد بن هبة الله بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد، أبوحامد، عز الدين. عالم بالأدب، من أعيان المعتزلة، له شعر جيد واطلاع واسع على التاريخ. ولد في الدواوين السلطانية، وبرع في الإنشاء، وكان حظياً عند الوزير ابن العلقمي. توفي ببغداد. قال الصفدي في مقدمة كتابه (نصرة الثائر): (على أنني بعد ابن أبي الحديد كمن جاء بعد اجتحاف سيل، وأصبح بعد قاطف النهار حاطب ليل. فإن هذا الرجل له تصانيف تدل على تمكنه واطلاعه، وسداد مراميه عند مد باعه، وريه من الفنون وقيامه بها واضطلاعه. منها تعليقان على المحصل والمحصول للإمام فخر الدين وتعليقة ثالثة على الأربعين لفخر الدين، ونظم فصيح ثعلب نظما جيدا في يوم وليلة، وهذا الفلك الدائر علقه في ثلاثة عشر يوما مع أشغال ديوانه. .. ووضع على نهج البلاغة شرحا في ستة عشر مجلدا، وناهيك بمن يتصدى لنهج البلاغة ويشرحه، ويأتي على ما يتعلق به من كل علم: أصولا وفقها وعربية وتاريخا وأسماء رجال وغير ذلك. ومن وقف على هذا الشرح، علم أنه قل من يدخل معه ذلك الصرح، أو يسام معه في مثل هذا السرح، وحسبك بمن واخذ الإمام فخر الدين وأورد عليه...... ومولده بالمدائن مستهل ذي الحجة سنة ست وثمانين وخمسمائة. أنوه هنا إلى أن خطأ مطبعيا وقع في ترجمته في إصدارات الموسوعة السابقة وهو (ولد في الدواوين السلطانية) والصواب (ولد في المدائن وانتقل إلى بغداد وخدم في الدواوين السلطانية) ووفاته في إصدارات الموسوعة السابقة سنة (656) نقلا عن الأعلام للزركلي، والصواب سنة (655هـ) كما في الوافي للصفدي والسلوك للمقريزي