
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يقــول راجــى ربــه الحميـد
عبـدُ الحميـد بـن أبي الحديد
أبـدأُ بالحمـد لـذي المحامـد
الحـاكم العـدل الإلـه الواحد
ثــم أثنــى بعــدُ بالتسـليم
علـى النـبي الطـاهر المعصوم
محمـدٍ ذي المعجـزات البـاهره
وآلـه الغـرّ النجـوم الزاهره
وصـــحبه ورهطـــه وعِـــترته
وكــلّ مــن صـدّقه فـي دعـوته
وبعـدُ فـالعلم إذا لـم يَنضبط
بالحفظ لم ينفع ومَن مارى غلِط
وأَسـهل المحفـوظ نظـم الشـعر
لأَنـــه أحضــر عنــد الــذكر
وقــد نظمــت لغــة الفصــيح
لثعلـــب فــي رجــز مشــروح
خـال مـن الحشـو شديد الإيجاز
يكــاد أن يلحـق حـدّ الإِعجـاز
ولـم أُغـادر منـه حرفاً واحدا
إلا إذا كـــان غريبــاً زائدا
ففــي زيـادات الفصـيح كـثره
يعـرف ذاك منـه أَهـل الخـبره
لا أَبتغــي فيـه سـوى الثـواب
ونفــع مــن يرغـب فـي الآداب
وأَســأل اللَــه مـن التوفيـق
لطفــاً يُرينــي لقـم الطريـق
عبد الحميد بن هبة الله بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد، أبوحامد، عز الدين. عالم بالأدب، من أعيان المعتزلة، له شعر جيد واطلاع واسع على التاريخ. ولد في الدواوين السلطانية، وبرع في الإنشاء، وكان حظياً عند الوزير ابن العلقمي. توفي ببغداد. قال الصفدي في مقدمة كتابه (نصرة الثائر): (على أنني بعد ابن أبي الحديد كمن جاء بعد اجتحاف سيل، وأصبح بعد قاطف النهار حاطب ليل. فإن هذا الرجل له تصانيف تدل على تمكنه واطلاعه، وسداد مراميه عند مد باعه، وريه من الفنون وقيامه بها واضطلاعه. منها تعليقان على المحصل والمحصول للإمام فخر الدين وتعليقة ثالثة على الأربعين لفخر الدين، ونظم فصيح ثعلب نظما جيدا في يوم وليلة، وهذا الفلك الدائر علقه في ثلاثة عشر يوما مع أشغال ديوانه. .. ووضع على نهج البلاغة شرحا في ستة عشر مجلدا، وناهيك بمن يتصدى لنهج البلاغة ويشرحه، ويأتي على ما يتعلق به من كل علم: أصولا وفقها وعربية وتاريخا وأسماء رجال وغير ذلك. ومن وقف على هذا الشرح، علم أنه قل من يدخل معه ذلك الصرح، أو يسام معه في مثل هذا السرح، وحسبك بمن واخذ الإمام فخر الدين وأورد عليه...... ومولده بالمدائن مستهل ذي الحجة سنة ست وثمانين وخمسمائة. أنوه هنا إلى أن خطأ مطبعيا وقع في ترجمته في إصدارات الموسوعة السابقة وهو (ولد في الدواوين السلطانية) والصواب (ولد في المدائن وانتقل إلى بغداد وخدم في الدواوين السلطانية) ووفاته في إصدارات الموسوعة السابقة سنة (656) نقلا عن الأعلام للزركلي، والصواب سنة (655هـ) كما في الوافي للصفدي والسلوك للمقريزي