
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بزغـت لكـم شمس الكنُس
وبـدت لكـم روحُ القدُس
فــكّ الحـبيس فعفِّـروا
في الترب تعفير الحبس
الصـــمت إجلالاً لمـــو
ضعها القديم بل الخرس
غلـط المجـوس هي التي
عبـد المزمـزم إذ درس
ما دار في خلد الزمان
لهـا النَّظيـر ولا هجـس
قـدُمت فضـلَّ بها الورى
فــالأمر فيهـا ملتبـس
لا الجـنُّ تـذكر عهد مو
لِـدها القديم ولا الأنس
قـم يا نديم فغالط ال
أوقـات فيهـا واختلـس
بـالراح رح فهي المنى
وعلـى جمـاح الكاس كس
لا تلقهـــا إلا ببـــش
رِك فـالقطوب من الدنس
مـا أنصـف الصهباء من
ضـحكت إليـه وقـد عبس
فـإذا سـكرت فغـنّ لـي
ذهـب الشـباب فما تحس
للَّــهِ أيــام الشــبا
بِ وحبـذا تلـك الخلـس
قصـرت وقـد ركض الصبا
ح بجنحهـا ركـض الفرس
وكــذاك أيـام المسـر
رة رجـع طـرف أو نفـس
نــاديت فـي ظلماتهـا
عـذب اللما حلو اللعس
فـي كفـه قبـس المـدا
مِ وفـي الحشا منه قبس
وســـَّدته كفــي فنــب
بَـه لوعـتي لمـا نعـس
هــل مـن فريسـة لـذةٍ
إلا وكنـــت المفــترس
أيــامَ اغـترفُ الصـبا
غَــضّ الأدِيــم وانتهـس
حَــتى قَضــيتُ مــآربي
وَصـرمتها صـَرم المـرَس
فَـإذا عُصـارةُ ذاكَ حـو
ب فـي المغَبَّـةِ أو طَفَس
فـافزع إلى مدح الوصي
ففيــه تطهيـر النجـس
ربُّ الســلاهب والقــوا
ضـب والمقـانب والخمس
والـبيض والبيض القوا
طِـع والغطارفـة الحمس
الجامحــات الشامســا
ت وفوقها الصيد الشمس
مـن كـل مـوار العنـا
ن مطهــم صــعب ســلس
للشــرك منهــا مـأتم
والطيـر منهـا في عرُس
عفــت رســوم العسـكر
الجملـي قـدماً فاندرس
وثنــت أعنَّتهــا إلـى
حـرب ابـن حرب فارتكس
رفـع المصـاحف يستجير
مــن الحمـام ويبـتئس
خـاف الحسـام العندمي
وحـاذر الرمـح الـورس
فانصــاع ذا عيـن مـس
هــدة وقلــب مختلــس
وسـرت بـأرض النهـروا
ن فزعزعـت ركنـي قـدس
اللــون بــرق مختلـس
والصــوت رعـد مرتجـس
فغــدت سـنابكها علـى
هـام الخـوارج كالقبس
يَرمـي بهـا بحرُ الوَغى
أَسـد الملاحِـم والـوُطس
الزّاهِـدُ الـوَرِعُ التقي
يُ العالمُ الحبرُ النُّدس
صـَلَّى عَلَيـهِ اللَّـه مَـا
غَـارَ الحجيـج وَما جَلس
عبد الحميد بن هبة الله بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد، أبوحامد، عز الدين. عالم بالأدب، من أعيان المعتزلة، له شعر جيد واطلاع واسع على التاريخ. ولد في الدواوين السلطانية، وبرع في الإنشاء، وكان حظياً عند الوزير ابن العلقمي. توفي ببغداد. قال الصفدي في مقدمة كتابه (نصرة الثائر): (على أنني بعد ابن أبي الحديد كمن جاء بعد اجتحاف سيل، وأصبح بعد قاطف النهار حاطب ليل. فإن هذا الرجل له تصانيف تدل على تمكنه واطلاعه، وسداد مراميه عند مد باعه، وريه من الفنون وقيامه بها واضطلاعه. منها تعليقان على المحصل والمحصول للإمام فخر الدين وتعليقة ثالثة على الأربعين لفخر الدين، ونظم فصيح ثعلب نظما جيدا في يوم وليلة، وهذا الفلك الدائر علقه في ثلاثة عشر يوما مع أشغال ديوانه. .. ووضع على نهج البلاغة شرحا في ستة عشر مجلدا، وناهيك بمن يتصدى لنهج البلاغة ويشرحه، ويأتي على ما يتعلق به من كل علم: أصولا وفقها وعربية وتاريخا وأسماء رجال وغير ذلك. ومن وقف على هذا الشرح، علم أنه قل من يدخل معه ذلك الصرح، أو يسام معه في مثل هذا السرح، وحسبك بمن واخذ الإمام فخر الدين وأورد عليه...... ومولده بالمدائن مستهل ذي الحجة سنة ست وثمانين وخمسمائة. أنوه هنا إلى أن خطأ مطبعيا وقع في ترجمته في إصدارات الموسوعة السابقة وهو (ولد في الدواوين السلطانية) والصواب (ولد في المدائن وانتقل إلى بغداد وخدم في الدواوين السلطانية) ووفاته في إصدارات الموسوعة السابقة سنة (656) نقلا عن الأعلام للزركلي، والصواب سنة (655هـ) كما في الوافي للصفدي والسلوك للمقريزي