
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إعزف على العود يا معبودي الثاني
وغـنّ يـا حـب أنـت الهادم الباني
إعـزف علـى العود إن الشك ساورني
يـا سلوة القلب وابعث ميت أشجاني
وهاتهـا يـا غـذاء الـروح أغنيـة
تحيـي الرجاء بقلب البائس العاني
يــا سـاجي اللحـظ والأحلام شـاردة
اســرع بربـك وأملا كأسـي الثـاني
واتـرع لنفسـكَ أخـرى يا حبيبي من
خمــر العـراق ودع صـهباء إيـران
مـا كـان أطيبهـا صـرفاً وأعـذبها
ممزوجـةً فاسـقنيها وأجـلُ أحزانـي
إنّــي لأشـتمُ عطـر الرافـدين بهـا
نشـر الخزامـى وعبـق الآس والبـان
وكــم رأيـتُ ظبـاء الكـرخ سـارحة
بالســكر مـا بيـن أورادٍ وغـدران
قُـم واسـكُب الروح أنغاماً على مهل
فمــا لــديّ سـواها فهـيَ قربـاني
ولنصـــطبح بحميـــا زحلــةٍ وإذا
فرغـت عـن اسـلمي يـا أرض لبنـان
إعـزف علـى العـود ولنسكر ولا حرج
ولنحـي ميـت الأمـاني بابنة الحان
هنـا الهـوى وأغـانيه العذاب هنا
عــرائس الـوحي ألقاهـا وتلقـاني
هنـا الرمـال هنـا الأمـواج راقصة
وههنــا صــغتُ أشــعاري وأوزانـي
هنـا الرحيـق المصفّى والرؤى وهنا
ملهــى اللآلىـء مـن حـور وولـدان
هنـا كـؤوس الحميـا كـم وكم خطرت
تختـال مـا بيـن سـماري ونـدماني
يـا مهبـط الوحي يا ملهى طفولتنا
أوّاهُ ليــت الـذي أهـواهُ يهـواني
علّلــتُ نفســي فلا الآمــال صـادقة
وضـقتُ ذرعـاً وفـرط الشـوق أضناني
فـالطرف جـفّ وسـال الـروح من شجنٍ
دمعــا وفاضــت بــه ويلاهُ عينـان
يـا مرتـع الـروح والأشـجان ثائرة
إنـي علـى العهـد ما كرّ الجديدان
جـاء الشـتاء وولّـى الصيف واأسفا
أمـا سـمعت بجنـح الليـل ألحـاني
قــد جئتُ وهنــا وآمــالي محطمـةٌ
لكــي أبثّــك أشــواني وأشــجاني
فلا شـــويطئك الرملـــيّ اطرَبنــي
كلا ولا مـــوجه الفضـــي وأســاني
ولا الأصـــائل والأســـحار باســمةٌ
ولا نســـيمك لمـــا مــرّ عزّانــي
فـــالحبّ داء عضــال لا دواء لــه
فلا يغرّنــك مــا يبـدي الحبيبـان
فهد بن صالح بن محمد العسكر. شاعر ، من أهل الكويت، من أسرة عربية محافظة، مولده ودراسته ووفاته بها، كان جده محمد، من أهل الرياض واستوطن بالكويت، ووالده صالح نشأ في الكويت وصار إماماً لمسجدها، ثم موظفاً في الجمرك وتوفي بها 15 اغسطس (1947م) واشتهر فهد بالشعر، ورماه الناس بالإلحاد فاعتزلهم إلا بعض خلصانه، وكف بصره في أعوامه الأخيرة، فزاد من عزلته، وأحرق أهله بعد وفاته (ديوانه) وأوراقه، ولم يبق من نظمه إلا ما كان بين أيدي أصدقائه أو في بعض الصحف ، فجمعها صديقه عبد الله زكريا الأنصاري في كتاب (فهد العسكر ، حياته وشعره - ط).