
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صـديان يغلـي فـي حشـاه المرجـل
ترثـي الجنـوب لـه وتحنو الشمأل
هيهــات تلهيـه الطيـور بشـدوها
ويبــلّ غلّتــه الرحيــق السلسـل
كــابن الملــوح لا يفــرّ قـراره
أبــدا إلــى ليلـى يحـنّ ويسـال
يــا لائمــه ســقيتم صـاب الأسـى
كفّــوا مــتى بـلّ الأوام الحنظـل
هيمـان كـم ذكـر الحمـى وأقـامه
ولــه وأقعـده الهـوى المتغلغـل
وأغرورقـت عينـاه أو كـادت فيـا
لهـوّى تطيـب بـه النفـوس وتكمـل
وتجــود بالغـالي وسـحقا لامرىـء
لا يبـذل الغـالي النفيـس ويبخـل
بســـبيل مـــوطنيه وحـــبّ بلاده
هــذا ولا عــاش الخـؤون المبطـل
لهفــان هــا هــو والظلام مخيّـم
متلهّـــف فـــي جنحـــه متعلّــل
متعطـــش والـــذكريات هواتـــفٌ
تهفــو بخــافقه الحنـون وتنهـل
وتعربـــد الأحلام فـــوق جفــونه
سـحرا ويقيهـا الهـوى المسترسـل
يصــبو ويبعــث والنسـيم رسـوله
قبلا يكــاد يـذوب فيهـا المرسـل
لمســــارح وملاعــــب ومراتـــع
ومرابــع فيهــا البـدور الكمّـل
شــطّت وعــانقت الـرؤى أطيافهـا
وعليــه فـي وادي الكـرى تتنـزّل
ولهـان قـد طبـع الحنيـن بـذهنه
صـــورا فــدعه غارقــا يتخيّــل
صـــورا مجنّحــة بريشــة وهمــه
تغـري وتـدبر فـي الخيـال وتقبل
منهـــا أطلّــت ذكريــات حلــوة
بيـــض يقــصّ روّاه وهــي تــؤول
حفّـت بهـا الآمـال سـكرى والمنـى
ودنـــت فكــاد يضــمّها فتقبّــل
فهنا الطفولة والصبا وهنا الهوى
وهنــاك ملعبــه وهــذا المنـزل
وهنــا الأحبّــة ودّعـوه هـا هنـا
ومضـــى وراح بحســـنها يتغــزّل
نشــوان إذا أصـغى بـأذن خيـاله
والــوهم يملــى والـوداد يسـجّل
والوجـد يرفـض فـي قـرارة روحـه
والشــوق يعــزف والفـؤاد يرتـل
فشــدا لــه نــاي وغنــى شـاعر
وترنّمــــت ورق ورجّـــع جـــدول
وتســــاءلت أمّ وذكـــر والـــد
ودعــا أخــو روح وأمّــن محفــل
واســتفرت أخــت ونــادت طفلــة
والكــل منهــم شــقة مـا يجمـل
دنيــا مـن الأوهـام غـاب سـويعة
فيهــا وعــاد وقلبــه يتملمــل
متفــائل لا البـأس يعـرف مـدخلا
لفــؤاده وهــو الشــجيّ فيــدخل
صــرع الشــكوكَ بحزمــه ويقينـه
ومــن الوسـاوس مـا يحـرّ ويقتـل
فاســمعه يـا هـذا يحيّـى موطنـا
فــي جــانحيه لـه المقـام الأوّل
وطنـي فـديتك عـش ودم واسلم وطب
فحمــائم السـلم القريـب سـتهدل
والمجـد باسـمك يـا ربـوع مسـبّح
والفخــر يهتــف والزمـان يهلـل
فهد بن صالح بن محمد العسكر. شاعر ، من أهل الكويت، من أسرة عربية محافظة، مولده ودراسته ووفاته بها، كان جده محمد، من أهل الرياض واستوطن بالكويت، ووالده صالح نشأ في الكويت وصار إماماً لمسجدها، ثم موظفاً في الجمرك وتوفي بها 15 اغسطس (1947م) واشتهر فهد بالشعر، ورماه الناس بالإلحاد فاعتزلهم إلا بعض خلصانه، وكف بصره في أعوامه الأخيرة، فزاد من عزلته، وأحرق أهله بعد وفاته (ديوانه) وأوراقه، ولم يبق من نظمه إلا ما كان بين أيدي أصدقائه أو في بعض الصحف ، فجمعها صديقه عبد الله زكريا الأنصاري في كتاب (فهد العسكر ، حياته وشعره - ط).