
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جـاء الربيـع وأنـت راقـد
قـم واشـد يـا ربّ القصائد
مــا للبلابـل حيـن يبتسـم
الصـــــباح وللمراقــــد
لــك فــي الريــاض أسـرّة
لا كالأســــرّة والوســـائد
قـــم حيّــه فيهــا وصــغ
ببهــائه أســنى الفـرائد
غـــرّاء يغضــي النيــران
لضــوئها قبــل الفراقــد
والــدر فــي الأصـداف قـب
ل الـدر فـي جيـد الخرائد
تــروي محاسـنها الكـواكب
للعــــرائس والنواهــــد
غــرّد فكــم أطربــت مــع
بــوداً وكــم جنّحـت عابـد
أســكر بهـا الـوادي علـى
فــرح الأقــارب والأباعــد
ودع الحـداة يرقّصـون بهـا
الــدراري فــي الفدافــد
وذر الخليــج بهــا يعيـذ
عروســه مــن كــل حاســد
وأضـف إلـى الغرر الخوالد
حليـــةً تســبي الخوالــد
مــن درّك الغــالي وغـالي
الـــدر يهـــدى للأماجــد
والشـــاعر الحــرّ الأبــيّ
يصـــونه والســوق كاســد
والشـعر مـا هفـت النفـوس
لــه وبعــض الشـعر فاسـد
والشـعر مـا اضطرم الشعور
بـــه وإلّا فهـــو بـــارد
والشــعر فـي الأشـراف حـيّ
خالـــد والمـــال نافــد
ولآلىـــء الوجــدان ظلــم
أن تصـــاغ لغيــر ناقــد
والصــائغ الموهـوب تلمـع
فـــــــــــي قلائده قلائد
أهلاً وســــهلاً بــــالربيع
بمــن بــه دنـت الشـوارد
ولكــــلّ ملتـــاح صـــفت
شــتّى المناهـل والمـوارد
أهلا بعبــــــد اللَـــــه
أهلا بالمفــاخر والمحامـد
بفــتى الكــويت وذخرهــا
وأميرهـا الشـهم المسـاعد
أهلاً وســــهلاً بالمنــــار
والمــــآرب والمقاصــــد
أهلا ويــا بشـرى المـدارس
والمكــــاتب والمعاهـــد
بعـد الشـواكي والبواكـبي
والســــواري والقواصـــد
يــا فرحــة الشـعراء فـي
ظلــم الفـوادح والشـدائد
مــولاي يـا أمـل العزيـزة
وابنهــا الحــر المجاهـد
يــا مــن برفعــة قــدره
بعـد السـها بـاهت عطـارد
ولحبّــــــه بقلوبنـــــا
ونفوســنا أبقـى المعابـد
وبمـــدحه هتــف الزمــان
وكــم أصــاخ وخــرّ سـاجد
يـــا كــوثراً يشــفي ولا
يلتــاح بعـد الـورد وارد
يـــا نعمـــة للَــه لــم
تجحـد ومـا في الشعب جاحد
بــالأمس شــيّعنا الفقيــد
بـــدمعنا وبمــا نكابــد
واليـوم بيـن يـديك تلقـي
بالأعنّـــــة والمقــــاود
فخــذ الزمــام وسـر بنـا
فالســـعد بســام وصــاعد
ســر أيّهـا الفـذّ الهمـام
فـأنت فينـا اليـوم واحـد
ولــديك عــزم بالمصــاعب
يســـــتخفّ وبالمكايــــد
ولأنــــت أدرى بـــالطريق
وبـــالحواجز والمصـــايد
ولأنــت أعــرف يــا ابــن
سـالم بالسياسـة والأسـاود
ولأنـــت أعلــم بــالحقول
ومـــا تــدرّ وبالحواصــد
ولأنــت أخــبر مــن سـواك
بمــن علا بعــض المقاعــد
مـا كان أغنى المقلة الكح
لاء عـــن تلــك المــراود
يــــا ربّ ريـــح طـــوّحت
بســفينة والبحــر راكــد
وحمامـــة للســـّلم قـــصّ
جناحهــا طمــع المحايــد
وصــريع كـأس فـي السـرير
وكلبـــه ريّـــان راقـــد
فـإذا أفـاق حسـا الصـبوح
وألــف طــرف منــه سـاهد
ولــــربّ عقــــد طـــارف
لا تشــتريه بســلك تالــد
والنـار فـي المصـباح غير
النـار فـي جـوف المواقـد
وهــوى الــدراهم إن تـأصّ
ل علّــة كهــوى المــوائد
والزهـد يوجـد فـي السماء
وقــد يكـون الـذئب زاهـد
هــذا وبســام اللَــه كـم
أحبولـــة نصــبت لصــائد
والـدين مـن نعـم السـماء
وباســمه الصــياد راغــد
وأبــو التعصــب والعقـوق
الجهـل وهـو أبـو المفاسد
والعلـــم نـــبراس علــى
أضــوائه تجنــى الفـوائد
فـإلى الأمـام إلـى الأمـام
بنـــا ولا عـــذر لقاعــد
وإلــى الصـراط المسـتقيم
ولـن تـرى فـي القوم حائد
والنــار مثـوى مـن يحيـد
ومــن يشــذّ عـن القواعـد
واللَــه بالمرصــاد يخـزي
كــــل شـــيطان ومـــارد
وعلـى التكـاتف والتفـاني
كلّنــــا جنـــد يعاهـــد
ولــك التهـاني مـن صـميم
قلوبنــا يــا خيـر قـائد
ولــــذخرنا آل الصـــباح
وإنّهـــم نعــم الســواعد
ولنـــا بعيـــد جلوســـك
الميمــون أعيــاد عـوائد
يا ابن الأباة وللمجال فحو
لــــه ولـــك الشـــواهد
كـــلّ يطيـــر وللـــبزاة
ســماؤها وكــذا الهداهـد
مــولاي لا أشــكو الزمــان
وكــان قبـل اليـوم حاقـد
كلا ولا أخشـــى المباضـــع
وهـــي تــدمي والمبــارد
لـــي فيكــم عيــن بهــا
بكــم ألـوذُ مـن الحواسـد
يـا ابـن الصباح وما ابنه
إلّا الضــياء لكــلّ قاصــد
دم للكــويت ابنهــا لهـا
بــرّاً وعــش للشـّعب والـد
للشـيب منّا والشباب فكلّنا
ســــــــعد وخالـــــــد
هـاك اليميـن علـى المحبّة
والـــولا واللَـــه شــاهد
فهد بن صالح بن محمد العسكر. شاعر ، من أهل الكويت، من أسرة عربية محافظة، مولده ودراسته ووفاته بها، كان جده محمد، من أهل الرياض واستوطن بالكويت، ووالده صالح نشأ في الكويت وصار إماماً لمسجدها، ثم موظفاً في الجمرك وتوفي بها 15 اغسطس (1947م) واشتهر فهد بالشعر، ورماه الناس بالإلحاد فاعتزلهم إلا بعض خلصانه، وكف بصره في أعوامه الأخيرة، فزاد من عزلته، وأحرق أهله بعد وفاته (ديوانه) وأوراقه، ولم يبق من نظمه إلا ما كان بين أيدي أصدقائه أو في بعض الصحف ، فجمعها صديقه عبد الله زكريا الأنصاري في كتاب (فهد العسكر ، حياته وشعره - ط).