
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طـاف السـقاة بها ما كان أشهاها
فيــا نــدامى أراح أم حمياهــا
فقـد تضـوّع فـي الكاسـات ريّاهـا
سـلوا كـؤوس الطلا هـل لامست فاها
واستخبروا الراح هل مسّت ثناياها
هيهـات أنسـى ومـا ليلـى بناسيةٍ
ســويعة جمعتنــا فــوق رابيــة
حــتى إذا ســمعت ترجيـع شـادية
بـاتت علـى الروض تسقيني بصافية
لا للســـلاف ولا للـــورد رياهــا
وكاشــفتني ولـم تملـك عواطفهـا
بحبهــا فنفــت نفســي مخاوفهـا
والكـأس مـن غلـة لم تغن راشفها
مـا ضـرّ لـو جعلـت كأسي مراشفها
ولــو سـقَتني بصـاف مـن حميّاهـا
فيــا للوعـة قلـبي مـن تبرّمهـا
ويــا لحرقـة روحـي مـن تجنّبهـا
فهـل لهـا مـأرب مـن لي بمأربها
هيفـاء كالبـان يلتفّ النسيم بها
ويلفـت الطيـر تحت الوشي عطفاها
تغــزو القلـوب ولا خـوف ولا نـدم
وكــم هنـاك جـرى دمـع وسـال دم
حـوراء عـذراء مـا زلّـت بها قدم
حــديثها الســحر إلا أنّــه نغـم
جــرت علــى فــم داود فغنّاهــا
وذات طـوق شـكت والقلـب طارحهـا
وقطّعــت كبــدي اللَــه ســامحها
يـا ليـل قل لي فصعب أن أفاتحها
حمامـة الأيـك مـن بالشجو طارحها
ومـن وراء الـدجى بالشوق ناجاها
بكـت لها اللَه واستبكت وما كتمت
ووقـدةُ الوجد في أعماقها اضطرمت
واستعرضـت صـور الماضي ومذ وجمت
مـدّت إلى الليل جيدا نافرا ورمت
إليـه أذنـا فحـارت فيـه عيناها
يـا ليل رفقا بها رفقا فما نكثت
عهـــدا لأحبابهــا كلا ولا حنثــت
فكــم بجنحـك عـن أحلامهـا بحثـت
وعادهـا الشـوق للأحبـاب فانبعثت
تبكــي وتهتـف أحيانـا بشـكواها
يا ساقي الراح أحشائي قد التهبت
يا ضارب العود أفكاري قد اضطربت
إنـي لفـي مـأتم والساعة اقتربت
يـا زهـرة الأيك أيّام الهوى ذهبت
كـالحلم واهـا لأيّـام الهوى واها
فهد بن صالح بن محمد العسكر. شاعر ، من أهل الكويت، من أسرة عربية محافظة، مولده ودراسته ووفاته بها، كان جده محمد، من أهل الرياض واستوطن بالكويت، ووالده صالح نشأ في الكويت وصار إماماً لمسجدها، ثم موظفاً في الجمرك وتوفي بها 15 اغسطس (1947م) واشتهر فهد بالشعر، ورماه الناس بالإلحاد فاعتزلهم إلا بعض خلصانه، وكف بصره في أعوامه الأخيرة، فزاد من عزلته، وأحرق أهله بعد وفاته (ديوانه) وأوراقه، ولم يبق من نظمه إلا ما كان بين أيدي أصدقائه أو في بعض الصحف ، فجمعها صديقه عبد الله زكريا الأنصاري في كتاب (فهد العسكر ، حياته وشعره - ط).