
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
راجعتـــك اليَـــوم أَحلام صــِباك
أَيهـا القَلـبُ فَقُـل مـاذا أدَّكرتا
وَابتعثـتََ المَيـتَ مِـن ماضـِي هَواك
وَالَّـــذي تَبعَثُــهُ مُوتــك أَنتــا
لِــمَ هَــذا مـا الَّـذي جَـدَّ عَلَيـك
فَمضـَيتَ اليَـومَ تُحيـي مـا اِنـدَثَرْ
وَالهَـوى الحُلـوُ هُنـا بَيـنَ يَـديك
فَلِمـــاذا أَخَــذت مِنــكَ الــذكرْ
وَلِمــاذا أَنــتَ لا تَهــدأُ بَينــي
أَبَــداً تَخفـقُ يـا قَلـبي الجَريـحْ
فَمَـتى تَرفِـقُ بـي مِـن قَبـل حينـي
وَمَــتى يـا اِبـن ضـُلوعي تَسـتريحْ
كــانَ عَهــدي بِـكَ بِسـّاماً طُروبـاً
مَـــرِحَ البَكــرةِ ريّــان الأَصــيلْ
بــاديَ البَهجــةِ مِمراحـاً لَعوبـا
هائِمــاً فــي كُــلِّ رَوضٍ أَو خَميـلْ
وَأَراكَ اليَـــومَ أَطرَقــتَ حَزينــاً
وَتَجهَّمـــتَ كَمـــا تَفعــلُ حينــا
لَـــمَ هَـــذا أَفلا زِلــتَ ســَجينا
أَفَلَـم تَجعـل هَـواكَ اليَـومَ دينـا
يــا حَبيـبي أَسـعدَ اللَـهُ مَقامَـك
وَهَـداكَ الحَـقَّ يـا قَلـبي الكَسـير
ســاءَني أَنــكَ لا تَرعَــى ذِمامَــك
لِحَــبيبِ اليَــومِ وَالعَهـدِ الأَخيـر
خَــلِّ عَنــكَ الأَمـسَ لا تَرجِـع إَلَيـهِ
قَد طَواهُ الدَهرُ في الماضي البَعيد
وَانشــرِ النسـيانَ وَالمَـوتَ عَلَيـهِ
وَاِسـتَعِد نَفسـكَ فـي الحُـبِّ الجديد
آهِ مــا جَـدوى صـَلاتي فـي بَيـاني
وَدَمـي المُهـراقِ مِـن أَعمـاقِ قَلبي
ان تَقَهقـــرتُ وَالجمـــتُ لِســاني
وَتَراجَعـــتُ إِلـــى أَقـــدمِ حُــبِّ
آهِ مــا مَعنــى جِهــادي وَعِراكـي
وَفَنـائي فـي الهَـوى يَومـاً فَيَوما
ان نتاســـيتُ حَيـــاتي وَملاكـــي
وَتَنَزَّلَـــتُ لِمَـــن أَعشــَقُ قِــدما
خَلِّنــي يــا قَلـب فـي أَحلامِ حُبّـي
وَادفـنِ الماضـيَ دفنـاً فـي الثَرى
قَـد دَعـاني الحُـبُّ هَـذا كُـلُّ ذَنبي
مــا عَسـى كـانَ جَـوابي يـا تُـرى
هَــذِهِ الــذِكرى أَسـاءَتني كَـثيراً
أَيُّهـا القَلـبُ أَعِـدها حَيـثُ كـانت
لا تُكُــن يَومـاً لَهـا أَنـتَ مُـثيراً
إِنَّهــا يَرحمهــا الرَحمــن مـاتَت
قَـد نَسـينا أَيُّهـا القَلـبُ الشَرود
ماضــيَ العَهــدِ فَقُــل هَـذا حَسـَن
قَــل نَســينا مَعَكـم لَسـنا نَعـود
لِهَــوى الأَطلالِ أَو ذِكــرى الــدِمَن
مالَنـا وَالزَمـنِ الماضـي السـَحيق
نَحــنُ فــي عَهـدٍ قَـد اِفتَـرَّ لَنـا
هـاتِ مـا عِنـدَكَ مِـن هَـذا الرَحيق
إِتــرع الكَــأسَ وَنـاولني المُنـى
مالــكَ اِرتَبـتَ طَـويلاً يـا فُـؤادي
وَتَثــاقَلتَ كَــأَنْ لَـم أَحـكِ صـِدقا
مِنَـنٌ فـي عُنْقِـكَ مِـن بيـضِ الأَيادي
مــابهِ تَعــرفُ أَن قـد قُلـتُ حَقّـا
وَادَّكِــر أَمســَكَ مــاذا تَـمَّ فيـهِ
غَيـرَ قَلـبٍ ذابَ مِـن هَـذا العَـذاب
وَاروِ مِــن أَمسـِكَ هَـذا مـا تَعيـهِ
أَنـت لَـن تَـروي سـِوى مُـرَّ العَذاب
يــا فُــؤادي لَعـنَ اللَـهُ زَمانـاً
نالَــكَ الســُقمُ لَــدَيهِ وَالعَنـاء
وَرَعــى اللَــهُ هَوانــاً وَرَعانــا
أَنــا وَالحُــبُّ وَأَنــتَ الســعداء
يــا حَــبيب الأَمـسِ مـاذا سـَأَقولُ
إِعفنــى بِــاللَهِ لا تُحـرِج ضـَميري
لِلجَمـــالِ الغَـــضِّ دَولاتٌ تَـــدولُ
ثُــم تَبــدو دوَلُ الحُسـنِ الكَـبيرِ
محمد عبد الوهاب القاضي.شاعر الحب والكبرياء، والقلق النبيل مقرع المجتمع مناجز الاستعمار، ولد في قرية (الكتياب) إحدى ضواحي (المحمية) عام 1911م.وهو ينتمي إلى أسره الكتياب الجعلية المعروفة بخلاويها ونشاطها الملتزم بتعليم القرآن والعلوم الإسلامية.وهو ذو قرابة بالشاعر التجاني يوسف بشير.تعلم على يد عمه الشيخ محمد الكتيابي، ثم التحق في معهد أم درمان العلمي وذلك عام 1927 حيث أبدع وأجاد.وأسهم بقسط وافر في الحركة الثقافية والأدبية في الثلاثينيات.ثم سافر من السودان إلى مصر، والتحق بكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف ثم تخرج بنتيجة عالية، وهي أول نتيجة يحرزها طالب غير مصري في تاريخ الأزهر الشريف، له (ديوان شعر - ط) رتبه على طريق الموضوعات، فيبدأ بقصائد الحب ثم القصائد الوطنية، ثم مرثيتان، ثم قصائد التأمل الفلسفي.مات سنة 1940.