
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا لجسـمي نَبـا بِـهِ كُلّ مرقدْ
وَلِقَلــبي يَقـوم بينـي ويَقعُـدْ
وَلــدمعي يَســيل سـجْلاً فَسـَجْلاً
ثـار حَـتى حسبتُهُ الجزر وَالمَدْ
كُلَمـا قُلـتُ أَقلعـي يـا دُموعي
قـال جفنـي حَتّـى مَعينـيَ يَنفدْ
يـا لـه اللَـهُ كَيـفَ يَنفذُ دَمعٌ
مِـن عَصـيرِ الفُؤادِ يُسقى وَيَمتَدْ
انطلـق مـا تَشـاءُ لا تُبقِ شيئاً
وَتَمَــرَّد عِنـدَ الصـِعابِ وَعَربـدْ
شـَأنُكَ اليَـومَ لا تُحـاول هُدوءاً
ثُــرْ إِذا شــئتَ ثَـورةً وَتَمَـرَدْ
أَنـت عَـوني فـي كُـلِّ خَطـبٍ مُمِضٍّ
وَعَــزائي إِن شــِمتَني أَتَنَهَّــدْ
لَـكََ عِنـدي مـا شـئتَهُ مِن مَقامٍ
أَنــتَ مَهَّــدتَهُ وَأَنــتَ تَمهــدْ
سائِلوا المَعهدَ الغَداةَ وَقولوا
مـا لَـهُ مـا يَزالُ يُرغي وَيَزبدْ
مــالهُ يُرسـلُ الـدُموعَ سـِجاماً
لِــمَ يَبكـي بُكـاءَ عـانٍ مُصـفَّدْ
ســائِلوهُ عَلامَ يَبكــي طَــويلاً
وَيُعــاني عَنــاءَ مُضـني مُسـهَّدْ
تَعَلمـوا مِـن شـُحوبِهِ أَنَّ رُكنـا
مِنــهُ خَــرَّت أَطرافُــهُ وَتـأَوَّدْ
تَعلَمــوا مِـن وجـومِهِ أَنَّ حُـرّاً
كــانَ يَرعـاهُ وَالخُطـوبُ تَهَـدِّدْ
جاهــدَتْ نَفســَهُ الأَبيَّــةُ حَتّـى
نـالَهُ فـي الزَمـانِ سـَهمٌ مُسدَّدْ
أَيُّهـا الـدَهرُ كَـم تَروحُ وَتَغدو
فـي رِحـابِ البِلادِ تَعثـو وَتُفسِدْ
ولَكــم حَطَّمَــتْ يَــداكَ صـُروحاً
عاليـــاتٍ بِنــاؤُهُنَّ المُشــَيَّدْ
وَلَكــم قَمـتُ هادِمـاً كُـلَّ رُكـنٍ
رَفعَــت مِـن بنـائِهِ أَيمـا يَـدْ
أَيُّهـا الـدَّهرُ زِد عُلـوّاً وَكَيداً
تَــر مِنَّـا عَزيمـةً لَيـسَ تَنَهـدْ
هـاتِ مـا شـئتَ مِن خُطوبٍ تَجدنا
بَعـد عَـن فاضـحِ المَذلـةِ أَبعَدْ
يـا شـَهيدَ العُلا تَفـديك نَفسـي
وَيَفــديكَ مِــن أَغــار وَأَنجَـدْ
وَتَفـــديكَ أمــةٌ أَنــتَ شــَمسٌ
فــي ســَماها وَكَــوكَبٌ يَتَوَقَّـدْ
وَيَفــديكَ كُــلُّ مَــن ضـَمَ نـادٍ
وَحَــوى مجمــعٍ وَســيَّرَ مَعهَــدْ
أَنـتَ يـا اِبنَ الأمينِ نورُ مَفاضٍ
وَضــِياءٌ بِــهِ الــدُجى يَتَبَـدَّدْ
أَنـت غَيـثٌ بِـهِ العَـوالمُ تَحيا
وَربيـعٌ يُحيـى النفـوسَ ويَسـعَدْ
كـم رجـالٌ نَفَثَـتَ فيهـا بَياناً
يَركَـعُ العَقـلُ دونـهُ ثُـم يَسجُدْ
وَرِجــالٌ هَــدَيتَها كُــلَّ هَــديٍ
وَرِجــالٌ أخــذتَها أخـدَ مُرشـِدْ
فَهُــمُ اليَـومَ يَنـدبونَ زَمانـاً
كُنـتَ فيـهِ الشـهابَ بَل كُنتُ يَدْ
وَهُــمُ اليَـومَ يَسـكُبونَ دُموعـاً
غاليـاتٍ قَد أَعيَتِ الجفنَ وَالخَدْ
بَـل هُـمُ اليَـومَ يَفقدونَ حُساماً
حَســِبوه لَفضــلِهِ لَيــسَ يُغمَـدْ
أَنــتَ جَرَّدتَـهُ لحـربِ العَـوادي
حَبَّــذا ذَلِـكَ الحُسـامُ المُجَـرَّدْ
ســائِلوا عَـن مُحَمَّـدٍ كُـلَّ رَكـبٍ
وَأَسـأَلوا عَـن مُحَمَّـدٍ كُـلَ مَعبَدْ
تَجِــدوا عِنــدَهُ أَيـاديَ بِيضـاً
قَلَّــدتها أَكُّفُّــهُ كــلَّ مســجِدْ
مَوقــفٌ يَعجــزُ البواسـلُ فيـهِ
وَيــردُّ الرِجـالَ مَثنـى وَموحـدْ
كُنـتَ فيـهِ المُصيبَ فِكراً وَرَأياً
يَتَلاشــى قُــدَّامَهُ كُــلُّ مُلحِــدْ
يـا رَبيبَ التُقى وَخِدنَ المَعالي
وَرفيـقَ الجِهـادِ فـي كُـلِّ مَشهَدْ
شـَعبُكَ الـواهنُ الضـعيفُ جَناباً
وَالـذَليلُ الحَقيـرُ في كُلِّ مَقصَدْ
مَـن تَـرى بَعـدَكَ الَّـذي يَصطفيهِ
وَيَزيــحُ الظَلامَ عَنــهُ وَيرشــَدْ
هُــوَ يَشــكو زَمـانَهُ كُـلَّ حيـنٍ
فَــإِلى مِـن تَرَكتَـهُ يـا مُحَمَّـدْ
قَسـَماً مـا دَفنتـمُ أَمـس مَيِتـاً
بَيـنَ شـبرٍ أو بَينَ شبرينِ يُرصدْ
لا وَلا أَنتــمُ اِفتَقَـدتُم عَظيمـاً
واحِــداً بَــل عَظيمكُـم مُتَعـدَّدْ
جَمـعَ الفِعـلَ وَالشـَجاعةَ وَالبَذ
لَ وَضــَمَّت أَكفــانُهُ كُـلَّ سـُؤدُدْ
لَسـتُ أَبكـي عَلَيـكَ مِن أَجلِ نَشءٍ
كُلَهُـم بَعـدَ موتِـكَ اليَوم مُقعَدْ
يَتشـاكونَ وَطـأةَ الخَطـبِ فيهِـم
وَيَصــيحون حَيــثُ لا ثَـمَّ مُنجِـدْ
أَنـا بـاكٍ عَلَيـكَ للنورِ إِذ يَخ
بُـو وَللعلـم إِذ يَمـوتُ وَيَجمـدْ
أَنـا بـاكٍ عَلَيـكَ للمجدِ إِذ يَغ
دو هَــزيلاً يَســومُهُ كُـلُّ مُفسـِدْ
أَنـا بـاكٍ عَلَيـكَ للشعبِ إِذ يَم
شـي ذَليلاً فـي كُـلِّ عَيـشٍ مُنكَّـدْ
تتَرامــى بِــهِ زَعــازِعُ هــوجٌ
وَيُلاقـي الهَـوانَ فـي كُـلِّ مَرصَدْ
فَــإِلى أُمَّـتي الجَريحـةَ قَلبـاً
وَإِلـى مُـواطِني الطَريدِ المُشَرَّدْ
وَإِلــى شـَعبيَ المَهيـضِ جَناحـاً
وَإِلــى أُمــةِ النَبِــيِّ مُحَمَّــدْ
وَإِلــى مَعهَـدي الأَسـيَفِ رِجـالاً
وَإِلــى فَخــرِهِ الأَميـنِ وَأَحمَـدْ
أَرسـِلُ الشـعرَ مُخلِصاً في عَزائي
وَأَرانـي مـن بَعـد مازلتُ أَنشدْ
عَلَـمٌ أَنـتَ فـي المَشـارقِ مُفرَدٌ
لَـكَ فـي العـالمينَ ذِكـرٌ مُؤَبَّدْ
محمد عبد الوهاب القاضي.شاعر الحب والكبرياء، والقلق النبيل مقرع المجتمع مناجز الاستعمار، ولد في قرية (الكتياب) إحدى ضواحي (المحمية) عام 1911م.وهو ينتمي إلى أسره الكتياب الجعلية المعروفة بخلاويها ونشاطها الملتزم بتعليم القرآن والعلوم الإسلامية.وهو ذو قرابة بالشاعر التجاني يوسف بشير.تعلم على يد عمه الشيخ محمد الكتيابي، ثم التحق في معهد أم درمان العلمي وذلك عام 1927 حيث أبدع وأجاد.وأسهم بقسط وافر في الحركة الثقافية والأدبية في الثلاثينيات.ثم سافر من السودان إلى مصر، والتحق بكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف ثم تخرج بنتيجة عالية، وهي أول نتيجة يحرزها طالب غير مصري في تاريخ الأزهر الشريف، له (ديوان شعر - ط) رتبه على طريق الموضوعات، فيبدأ بقصائد الحب ثم القصائد الوطنية، ثم مرثيتان، ثم قصائد التأمل الفلسفي.مات سنة 1940.