
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـائلوني عَـن البُكـا وَالدُموع
وَعَـن الوَجَـدِ في حَنايا الضُلوعِ
وَاِسـأَلوني عَـن التَباريحِ ماذا
فَعَلَـــت بِــالمرَوَّعِ المَفجــوعِ
تِجِـدوا عِنـديَ الجَـوابَ مَريـراً
خارِجــاً مِـن فُـؤاديَ المَصـدوعِ
وَتَرونـي أَبلَيتُ في الحُبِّ وَالحُس
نِ بَلاءَ المُجاهـــدِ المـــدفوعِ
قَـد شـربتُ الغَرامَ كأَساً فَكَأساً
لَـم أَكـن فـي شَرابها بِالجزوعِ
وَتَجرَّعــتُ غَصــةً إِثــرَ أُخــرى
أَورَدتنــي مَـوارداً مِـن نَجيـعِ
طُفـتُ حَـولَ الهَـوى مَطـافَ فَراشٍ
عِشـقَ النُـورَ فَـاِرتَمى في وُلوعِ
صـاعِداً هالِكـاً يَحَلِّـقُ فَوقَ الن
نـورِ وَالنّـورُ آخـذٌ في السُطوعِ
هالِكـاً هالِكـاً رُوَيـداً رُوَيـداً
فـــي حَيــاءٍ وَذلَّــةٍ وَخُشــوعِ
ثُـم يَهـوي إِلى اللَظى غَيرَ هَيا
ب مِنــهُ وَلا آمــل فــي رُجـوع
أَنـتِ نـورٌ يا مَأملي فَاِحرقيني
أَنـتِ هَذا الفَراشُ يا نَفسُ ضِيعي
أَنـا ذاكَ الَّـذي يَمـوتُ طَريـداً
وَالَّـذي هـامَ فـي فَضـاءٍ وَسـيعِ
ســائِلاً باحِثـاً يَنقِّـبُ عَـن قَـل
بٍ مُجيــبٍ إِلـى الغَـرامِ مُطيـعِ
لَـم أَجـد لـي واحسرتاهُ حَبيباً
بَيـنَ هَـذا الوَرى وَتِلكَ الجُموعِ
كُلَّمــا جئتُ راغِبـاً فـي فُـؤادٍ
قـالَ مهلاً مـا أَنـتَ بِالمُستَطيعِ
عُـدَّ عَنِّي وَاِبحَث إِذا شئتَ عن غَي
رِي فَحَسـبي مـا فِـيَّ مِـن مَجموعِ
قُلـت فَـاِعطف عَلـيَّ مَـن حَرِّ نارٍ
أَضــرَمَت فـي مَفاصـِلي وَضـُلوعي
وَأَرِحنـي بِـاللَهِ مِن صَدمَةِ الدَه
رِ وَمِـن لَذعَـةِ العَـذابِ الوَجيعِ
قلــتَ هَـذا وَقُلـتُ أَكـثر لَكِـن
لَـم أَجـد لـي وَاذلَّتي مِن سَميعِ
لَكـــأَنَّ الآذانَ صـــَمٌّ فَلا تَــس
مَـعُ فـي هَيكـلِ الهَـوى تَرجيعي
وَكَــأنِّي فيمــا أُحــاول سـارٍ
يَبتَغـي المـاءَ مِـن سَرابٍ خَدوعِ
أَيُّ شــيءٍ لَقيتُــهُ فـي حَيـاتي
غَيـرَ حُزنـي هَـذا وَفَيـضُ دُموعي
أَيُّ خَيــرٍ أَصـابَني مِـن زَمـاني
أَيُّ نُعمَــى تَمَثَّلـت فـي رُبـوعي
غَيـرَ هَـذا الخَرابَ يَتلو خَراباً
إِنَّ حَظـي حَـظُّ الشـَهيدِ الصـَريعِ
حَـظُّ مَـن خـانَهُ الزَمـانُ وَلَمّـا
يَتَّخِــذ فـي حَيـاتِهِ مِـن شـَفيعِ
لا أَرى فـي الحَيـاةِ إِلّا مِثـالاً
لِبَغيــضٍ مِــن المَخـازي شـَنيعِ
كُــلُّ حَـظِ الأَديـبِ مِنهـا عَنـاءٌ
وَعَنــاءُ الأَديــبِ جَــدُّ فَظيــعِ
هِـيَ عَميـاءُ لا تَـرى الفَضلَ إِلّا
لِجبـــانٍ فَــدمٍ غَــبيٍّ وَضــيعِ
نِلـتُ حَظِّـي مِـنَ الهَوى وَهُوَ ذاوٍ
ثُـمَّ أَدرَكـتُ حُصـَّتي فـي الرَبيعِ
ذُقـتُ طَعـمَ الاثنيـنِ حُلواً وَمُرّاً
وَتَــبيَّنتُ مَـوقفي فـي الجَميـعِ
أَنَّنـي قَـد شـَرَعتُ فـي نارِ حَربٍ
وَأَرانـي مـا زِلـتُ عِندَ الشُروعِ
رَبِّ هَب لي قَلباً مِنَ الحَجر الصَل
دِ يُلاقــي الجَمـالَ غَيـرَ مُـرَوعِ
وَاِكفِنــي شــَرَّ أَعيـنٍ فـاتِراتٍ
خَــدَعتني بِســحرِها المَخــدوعِ
وَأَرتنـي مـالا يَـرى مِثله الرا
ؤن فــي يَقظــةٍ وَلا فـي هُجـوعِ
إِنَّ دائي مِــن أضــلعٍ خافِقـاتٍ
وَشـَقائي مِـن خافِقـاتِ الضـُلوعِ
محمد عبد الوهاب القاضي.شاعر الحب والكبرياء، والقلق النبيل مقرع المجتمع مناجز الاستعمار، ولد في قرية (الكتياب) إحدى ضواحي (المحمية) عام 1911م.وهو ينتمي إلى أسره الكتياب الجعلية المعروفة بخلاويها ونشاطها الملتزم بتعليم القرآن والعلوم الإسلامية.وهو ذو قرابة بالشاعر التجاني يوسف بشير.تعلم على يد عمه الشيخ محمد الكتيابي، ثم التحق في معهد أم درمان العلمي وذلك عام 1927 حيث أبدع وأجاد.وأسهم بقسط وافر في الحركة الثقافية والأدبية في الثلاثينيات.ثم سافر من السودان إلى مصر، والتحق بكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف ثم تخرج بنتيجة عالية، وهي أول نتيجة يحرزها طالب غير مصري في تاريخ الأزهر الشريف، له (ديوان شعر - ط) رتبه على طريق الموضوعات، فيبدأ بقصائد الحب ثم القصائد الوطنية، ثم مرثيتان، ثم قصائد التأمل الفلسفي.مات سنة 1940.