
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا تنكــري فِـيَّ إِقبـالي وَاِدبـاري
حَـولَ الحِمـى يَـتراءى بَينَ أَشعاري
لا تَعجَـبي مِـن فُـؤادي إِن أَقامَ بِهِ
ســِواكِ إِنَّ فُــؤادي غَيــر خــوَّارِ
مـا كُنـتُ أَحسـَبُني فـي حاجَةٍ أَبَداً
إِلـى هَوى الغَيدِ هَذا مُنتهى العارِ
حَسـبي مِـنَ الحُـبِّ أَوطـاني أَقلِّدُها
رَوايِـعَ السـحر مِـن لُبّـي وَأَفكاري
مـا لـي وَلِلحُـبِّ أَن الحُـبَّ مَزرَعـةٌ
لِلضــَعفِ يُثمــرُ فيهـا أَيّ إِثمـارِ
وَالعاشــِقونَ ضــِعافٌ فـي نُفوسـِهمُ
لَــم يُخلَقــوا لِملمّــاتٍ وَأَخطـارِ
لَـم يَعرِفـوا الحُـبَّ إِلا قُبلةَ طُبِعَت
فــي خَــدِّ غانيـةٍ حَسـناءَ معطـارِ
أَو لَفتــةٍ مِـن غَـزالٍ نـافرٍ خَفِـرٍ
أَو بسـمةٍ مِـن ثَنايـا طفلةِ الدارِ
هـاتي ليَ الكَأس أُهرِق ماءَها بِيَدي
وَأَضــربُ الكَـأسَ أَعشـاراً بِأَعشـارِ
غنَّيتــكِ الحُــبَّ أَســجاعاً مُفَصـَّلَةً
وَالآنَ حَســبكِ قَــد حَطَّمـتِ قيثـاري
وَاليَـوم نَنظُـرُ لِلماضـي فَتَأخُـذُنا
ذِكرى الفَقيدينِ مِنّا التاج وَالغارِ
تـاجُ الكَرامـةِ يَهـوي مِن مَفارِقِنا
وَغــارِ مَجــدٍ تَـداعى جَـدّ منهـارِ
بِـالأَمسِ كُنـا وَكـانَ الشَرق يَجمَعُنا
لِــواؤُهُ بَيــنَ تَقــديرٍ وَإِكبــارِ
كُنـا نَقـولُ فَيَهتَـزُّ الزَمـانُ لَنـا
وَنَـأمُرُ الـدَهرَ يَرضـَخ غَيـرَ مُختارِ
الشـــــَرقُ دَوَّخَ دَولات بِلا عَــــددٍ
وَفـي المُروءاتِ ضَحَّى بِالدَمِ الجاري
مَشـى عَلـى الكَونِ مَشي المُستَبَدِّ بِهِ
يُــثيرُ إِعصـارَ حَـربٍ بَعـد إِعصـارِ
وَاليَـوم لا أَغصـن العَليـاء مَورقة
فينــا وَلا ســَيفنا يَومـاً بِبتـارِ
اليَوم نَلقى مِن الدَهرِ الخؤونِ يَداً
بطّاشــةً مـا جَنَـت يَومـاً بِمقـدارِ
اليَـوم نَسـكُبُ دَمـعَ الحادِثاتِ دَماً
فَــإِنَّ مـاءَ المـآقي غَيـرَ مِـدرارِ
وَاللَـهِ لَـن يُدركَ العَليا سِوى بِطلٍ
ماضـي العَزيمـةِ لَدنِ الرُمحِ مِغوارِ
وَلَــن تُنــالَ العُلا إِلّا عَلـى جُثَـثٍ
مِـنَ الرِجـالِ وَتَحـتَ السَيف وَالنارِ
فَعَــدِّ عَــن وَصــفِ آمـالٍ مُبَعثَـرةٍ
وَعَــدِّ عـن مُكـثرِ الأَقـوالِ مِهـذارِ
لا تُنكِـروا مِـن رِجالِ الغَرب بَأسَهمُ
إِذا غَزوَكُـــم بِأَنيــابٍ وَأَظفــارِ
وَهَــدَّموا مَجــدَكُم لا يَعبَـأون بِـهِ
فَـــإِنَّهُم خُلَقـــوا طُلّاب أَوطـــارِ
يَسـتعذِبونَ الأَذى مـا دامَ قـائِدُهم
لِغايــةٍ فَليَســِمهُم كُــلَّ أَضــرارِ
رُحمـاكَ يـا رَبّ أَنَّ الغَـربَ يَقذفنا
إِلـى المَهالكِ قَذفَ الحاقدِ الزاري
أماتنـا الغَـربُ جُوعـاً وَهُوَ مُندَفعٌ
كَالســَيلِ يَقـذفُ أَحجـاراً بِأَحجـارِ
لاهُـــمَّ هَــب لِبِلادي مُصــلِحاً عَجَلا
يَسـتَلُّها مِـن حَنايـا ذَلـكِ العـارِ
عـارِ الجَهالـةِ وَالفَقرِ المُمِضِّ وَهَل
ســِوى الجَهالـةِ وَالأَقلالِ مِـن عـارِ
يـا نشـءَ الشـَرقِ خُذ لِلمَجدِ أُهبَتَهُ
وَأَهـزُز قَناتَكَ وَاِقدَح زَندَكَ الواري
وَثِـب عَلى النَجمِ وَاِزحَم رُكنه فَلَقَد
هَــوَّمت طِيلــةَ أَحقــابٍ وَأَدهــارِ
هُـم يُكثِرونَ وَتَرضى بِالقَليلِ فياشَتْ
تَــانَ مــا بَيــنَ إِقلالٍ وَإِكثــارِ
قُـم في سَماءِ المَعالي وَأْتَلِق قَمَراً
فَـأَنتَ يا اِبنَ الصَحاري نَسلُ أَقمارِ
محمد عبد الوهاب القاضي.شاعر الحب والكبرياء، والقلق النبيل مقرع المجتمع مناجز الاستعمار، ولد في قرية (الكتياب) إحدى ضواحي (المحمية) عام 1911م.وهو ينتمي إلى أسره الكتياب الجعلية المعروفة بخلاويها ونشاطها الملتزم بتعليم القرآن والعلوم الإسلامية.وهو ذو قرابة بالشاعر التجاني يوسف بشير.تعلم على يد عمه الشيخ محمد الكتيابي، ثم التحق في معهد أم درمان العلمي وذلك عام 1927 حيث أبدع وأجاد.وأسهم بقسط وافر في الحركة الثقافية والأدبية في الثلاثينيات.ثم سافر من السودان إلى مصر، والتحق بكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف ثم تخرج بنتيجة عالية، وهي أول نتيجة يحرزها طالب غير مصري في تاريخ الأزهر الشريف، له (ديوان شعر - ط) رتبه على طريق الموضوعات، فيبدأ بقصائد الحب ثم القصائد الوطنية، ثم مرثيتان، ثم قصائد التأمل الفلسفي.مات سنة 1940.