
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـي صـَديقٌ مِـن إِخـوَتي الطُلابِ
حـارَ فـي أَمـرهِ أَولو الأَلبابِ
غامِضـاً مـا يَـزالُ في كُلِّ شَيءٍ
فـي نِظـامٍ فـي مَطعمٍ في شَرابِ
فـي حَيـاةٍ يَحيا بِها في فُنونٍ
يَبتَغيهـا فـي صـِدقهِ وَالكِذَابِ
أَنـتَ لا تَستَطيع أَن تَعرف السر
رَ وَلا تَســتَطيعُ هَتـكَ الحِجـابِ
أَنَّــهُ وَالإِخــاءُ لغــزٌ مُعمَّـى
أَنـا أَولـى بحلِّـه يـا صِحابي
فَدَعوني أَرفَع لَكُم مِن سِتار ال
أَخ أَولا فَمـا لَكُـم مِـن صـَوابِ
دَأبُ هَـذا الصَديقِ حُبُّ التَعالي
وَالتَعــالي عَلامــةُ الأَوشــابِ
هُـوَ فـي نَفسِهِ المَليكُ المُفَدَّى
وَالكَريــمُ الأَنسـابِ وَالأَحسـابِ
وَالأَميـرُ العَظيـمُ فـي كُلِّ أَرضٍ
وَالهِزَبـرُ الصـؤولُ في كُلِ غابِ
جَـلَّ عَـن قَـدرِهِ القُصور وَجاشَت
نَفســُهُ عَــن تَبــذُّلِ الأَصـحابِ
وَهُـوَ عَلاّمـةُ الزَمـانِ المُجلَّـى
فــي رَفيــعِ العُلـومِ وَالآدابِ
مـاتَ مِـن حوله الزَمانُ وَغابت
أَنجُـمُ الناس دونَ هَذا الشَبابِ
لَـم يَدَع في الحَياةِ مَوضعَ شبرٍ
هُــوَ خُلــوٌ مِـن سـحرهِ الخَلّابِ
جَمَعَـت نَفسـُه العُلا فـي يَدَيها
مِــن قَـديمِ الآبـادِ وَالأَحقـابِ
غَيـرَ أَن الصـَديقَ أَصـلَحَهُ اللَ
ه بَخيـلٌ بِفَتـح هَـذا الوِطـابِ
بَـل بَخيـلٌ بِأَن يَكون مَعَ النا
سِ مُـــدلاًّ بـــذهنهِ الوَثّــابِ
خَلَـقَ اللَـهُ مِنـهُ نَفساً طَهوراً
لَـم يُـدنِّس بَيـنَ الحَياةِ بِعابِ
لا تَـرى وَالخَيـالُ يَملى عَلَيها
كُـلّ مـا في التُرابِ غَيرَ تُرابِ
لا لِعَمـري بَـل لِلصـَديقِ صـِحابٌ
أَنـا مِنهُـم في حيرةٍ وَارتيابِ
جُهلاءٌ مــا يُحســِنونَ جَوابــاً
لِســُؤالِ الصـبيِّ فـي الكُتّـابِ
أَغبيـــاءٌ عَليهـــمُ قَســماتٍ
مُعربـــاتٍ وَأَيّمـــا أَعــرابِ
عَـــن هَــوانٍ وَذلــةٍ وَضــلالٍ
وَســـُقوطٍ فــي ســاقطِ الآدابِ
مِـن ضـَعيفٍ فـي نَفسـهِ أَيّ ضَعفٍ
يتَزَيـــــا بِمَظهــــرِ الغلّابِ
وَمُســفٍّ إِلــى التُـراب تَبَـدَّى
فـي خَيـالٍ مِن ناطِحاتِ السَحابِ
هُمُّهُــم مُطعــمٌ وَلَبــسٌ جَميـلٌ
وَاِختيـالٌ فـي ضافياتِ الثيابِ
لَمَّعَـت وَجهَـهُ المَسـاحيقُ حَتّـى
عــادَ يَـزرى بَزينَـب الرّبـابِ
فَلسـانُ الفَـتى يُعيـدُ وَيَبـدي
أَيُّ فَـرقٍ بَينـي وَبَيـنَ الكِعابِ
وَصـَديقي مِن بَعدِ عالَمنا الفذ
ذِ وَصـِنوِ البحّاثـةِ الفـارابي
غَيـرَ أَن العُلومَ لا تَقبَلُ البَح
ثَ لَـدَيهِ فَمـا لَهُـم مِـن جَوابِ
هُـوَ مـا شـئتَ مِـن أَديبٍ قَديرٍ
وَهُـوَ ان شـئتَ أَقَـدرُ الكتَـابِ
وَهُـوَ ان شـئتَ شـاعرٌ ذُو فُنونٍ
نابِعـاتٌ مِـن سَلسـَلِ الميـزابِ
كُــلُّ هَـذا يَقـولُهُ فـي هُـدوءٍ
لِفَريــقٌ مِــن خيـرةِ الأَنسـابِ
فَيَغــالونَ فـي صـَديقي غُلُـوّا
وَيُغـالي فـي المَـدحِ وَالأَطنابِ
أَنـا أَدري بِكُـلِّ هَـذي الأَحاجي
لَسـتُ فـي حاجـةٍ إِلـى الاسهابِ
أَنـتَ يـا صـاحِبي أَحدِّثكَ الصِّد
دقَ مِثــالٌ لِلجاهــلِ الكَـذابِ
أَنـتَ أَعطَيـتَ فـي حَياتـكَ حَظّاً
مِـن جُنونِ الصِبا وَطَيشِ الشَبابِ
محمد عبد الوهاب القاضي.شاعر الحب والكبرياء، والقلق النبيل مقرع المجتمع مناجز الاستعمار، ولد في قرية (الكتياب) إحدى ضواحي (المحمية) عام 1911م.وهو ينتمي إلى أسره الكتياب الجعلية المعروفة بخلاويها ونشاطها الملتزم بتعليم القرآن والعلوم الإسلامية.وهو ذو قرابة بالشاعر التجاني يوسف بشير.تعلم على يد عمه الشيخ محمد الكتيابي، ثم التحق في معهد أم درمان العلمي وذلك عام 1927 حيث أبدع وأجاد.وأسهم بقسط وافر في الحركة الثقافية والأدبية في الثلاثينيات.ثم سافر من السودان إلى مصر، والتحق بكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف ثم تخرج بنتيجة عالية، وهي أول نتيجة يحرزها طالب غير مصري في تاريخ الأزهر الشريف، له (ديوان شعر - ط) رتبه على طريق الموضوعات، فيبدأ بقصائد الحب ثم القصائد الوطنية، ثم مرثيتان، ثم قصائد التأمل الفلسفي.مات سنة 1940.