
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ما تَرى يا قَلبُ في هَذا الغَرام
إِنَّــهُ اهـدأُ مِمّـا كُنـتَ تَحسـَبْ
مـابِهِ مِـن شـِرةٍ أو مـن غَـرامٍ
وَادعٌ كَـالحلُمِ الزاهـي المحبَّبْ
وَادعٌ كَالطِّفـــــل إِلّا أَنــــهُ
شــَرِهٌ يَبتلـعُ النَفـسَ اِبتِلاعـا
خُـذه مِـن دُنيـاكَ وَاركـب متنَهُ
وَوداعـاً أَيُّهـا الـدُنيا وَداعا
مــا الَّـذي تنكـرُهُ فيـهِ وَمـا
فيـــــه إِلّا دَوَران الفَلــــك
جَمـــعَ الأَرضَ إِلَيــهِ وَالســَما
كَــم عَلــى جَـوزائِهِ مِـن مَلـك
إِنَّ هَــذا الحُــبَّ حُــبٌ خالــدٌ
وَسـَيبقى بَعـدَ أَن يَفنـى الأَبَـد
هُــوَ إِن شــئتَ طَريــفٌ تالِــدٌ
وَهُــوَ اِن شــئت عَظيـمٌ لا يُحَـدّْ
صــَمَت الحــبُّ فَقـل فيـمَ صـَمت
لَــم لا يَنطِـقُ إِن كـانَ صـَحيحاً
لا فمــا يَنطِــقُ مَفــؤودٌ مَشـَت
فيـهِ روحٌ لَـم تَعُـد تَصلُحُ روحا
أَيُّهـا الحُـبُّ الَّـذي بَينَ ضُلوعي
وَعُروقــي جاريـاً مَجـرى الـدَمِ
كُـن عَلـى صـَمتِكَ ذا إِنَّ دُمـوعي
قَولُهـا أَحلـى وأجلـى مـن فَمي
مــا عَسـى تُفصـِحُ عَنـي الكَلِـم
وَمَــتى عبَّــرَ عــن حُـبٍّ لِسـان
غايــةُ الشــاعرِ قــولٌ مُحكـمٌ
لَكِــنِ الحُـبَّ أَيُرضـيهِ البَيـان
يـا حَبيبي وَالهَوى بَيني وَبينِك
صـامتٌ كَالصـَمتِ مِن أَهلِ القُبور
راعنـي أَنَّـكَ مـا وَفَّيـتَ دَينَـك
لا وَلا أَصـلَحتَ مِـن قَلبي الكَسير
أَفلا تَعــرفُ مـا بـي مِـن أَلَـمْ
كَيـــفَ وَالآلامُ تَفـــري كَبِــدي
كــادَ يَطــويني لَـولاكَ العَـدَمْ
أَنــتَ روحٌ ســَطَعَت فــي جَسـَدي
مِنــكَ دائي وَبيُمنـاكَ الـدَواء
وَبِكَفَّيـــكَ حَيـــاتي وَمَمــاتي
لَـم يعُد لي في الدُنى إلّا رَجاء
خـافَتٌ يَلمـعُ فـي أُفـقِ حَيـاتي
أَيُّهــا الحُـب بِـوُدِّي أَن تَثـور
إِنَّ فـي صـَمتِكَ هَـذا مـا يُريـب
أَضــرمَ الحَـربَ جَحيمـاً وَسـعير
وَتَسـَمَّعْ مَـن مِـنَ النـاسِ يُجيـب
إِنَّـهُ يَشـكو الهَـوى فـي صـمتِهِ
وَالهَــوى لَيــسَ لَـهُ أُذُنٌ تَعِـي
ظــالمٌ مــا غـابَ عـن فِطنتِـهِ
إِنَّنــي فيــهِ أُلاقــى مَصــرَعي
يـا حَـبيبَ القَلبِ وَالقَلبُ فِداك
يـا مُنـى الروحِ وَروحي مِنكَ لَك
حِـرتُ فـي أَمـرِكَ وَاِقتَسـْتُ هَواك
بِالَّــذي عِنــدي فَـأَنتَجْتَ مَلَـك
يـا مَلاكـي هَبـكَ أَنكـرَتَ غَرامي
وَتَناســـيتَ دُعـــائي وَصــَلاتي
أَفلا يَشــهدُ لـي عِنـدَ الخِصـام
قَلـبيَ الـدامي وَفَيـضَ العَبَراتِ
أَفلا يَشــهدُ لــي دَمـعَ جُفـوني
حيـنَ يَهمي ساخِناً مِن ماءِ قَلبي
أَنـتَ لا تُنكـرُ فـي الحُبِّ جُنوني
لا وَلَـن تَعـرفَ حُبّـاً مثـلَ حُـبي
هُــوَ ذا قَلــبيَ يســَّقبل حُبّـاً
صــامِتاً أَكـثرَ مِمّـا قَـد يَجِـب
وَلَعلَــي بَعــدُ لا املـكُ قَلبـاً
فـي رَبيـعِ الحُـبِّ يَهفـو وَيُجِـب
محمد عبد الوهاب القاضي.شاعر الحب والكبرياء، والقلق النبيل مقرع المجتمع مناجز الاستعمار، ولد في قرية (الكتياب) إحدى ضواحي (المحمية) عام 1911م.وهو ينتمي إلى أسره الكتياب الجعلية المعروفة بخلاويها ونشاطها الملتزم بتعليم القرآن والعلوم الإسلامية.وهو ذو قرابة بالشاعر التجاني يوسف بشير.تعلم على يد عمه الشيخ محمد الكتيابي، ثم التحق في معهد أم درمان العلمي وذلك عام 1927 حيث أبدع وأجاد.وأسهم بقسط وافر في الحركة الثقافية والأدبية في الثلاثينيات.ثم سافر من السودان إلى مصر، والتحق بكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف ثم تخرج بنتيجة عالية، وهي أول نتيجة يحرزها طالب غير مصري في تاريخ الأزهر الشريف، له (ديوان شعر - ط) رتبه على طريق الموضوعات، فيبدأ بقصائد الحب ثم القصائد الوطنية، ثم مرثيتان، ثم قصائد التأمل الفلسفي.مات سنة 1940.