
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مِـن أِي كَـفٍّ جئت يـا هَـذا القَلم
وَبِــأَي سـرٍ كُنـت فـي كَفـي وَلِـمْ
وَمِـن اِحتَـواكَ أَكُنتُ تَشعر بِالهَوى
يسـري بِـهِ سـَريان بُرءٍ في السَقَمْ
وَيَضــُمُّ بَيـنَ ضـُلوعه نـاراً عَلـى
نـارِ الحَـوادثِ وَالحَوادثِ عَن أُمَمْ
وَيَقــومُ مِـن عَـثراتِ دَهـرٍ ظـالمٍ
لِيَمـوتَ بَيـنَ بَراثنِ الخَطبِ المُلِمْ
لَـو كُنـتَ تَدري أَيُّها القَلَمُ الَّذي
ضـَمَّ الحَيـاةَ وَضـَمَّ أَشـتاتَ القِيَمْ
مـا عِندَ صاحِبكَ الجَديدِ مِنَ الجَوى
أَم أَنـتَ أَخـرَسُ ما يُبارِحُهُ الصَمَمْ
لا وَالغَـرامِ الحَـقِّ أَنـتَ عَرَفتنـي
وَعَرَفـتَ مـا بـي مِـن حَوادِثهِ أثمْ
وَعَرَفــتَ فَـوقَ الحُـبِّ أَنـي شـاعرٌ
إِن يَلـقَ أَمـراً قالَت الدُنيا نَعَمْ
وَعَرَفـتَ فَـوقَ كِلَيهِمـا أَنـي أَخـو
سـَحرِ البَيـانِ فَما يَعنيني الكَلِمْ
فَجَعَلــتَ تَسـتَبقُ الخُطـى وَتَعُـدّها
لِتَنـالَ مِن قَلبي وَمِن روحي الذِممْ
وَأَخـذَتَ مَوضـِعَكَ العَظيـمَ بِمُهجَـتي
مـاذا رَأَيـتَ عَلـى فُؤادي يا قَلمْ
قُــل إِنَّــهُ قَلِــقٌ عَنيــد ثـائرٌ
مـا يَسـتَقر مِـن الهيـاج وَيَستَجِمْ
قُـــل إِنَّـــهُ دامَ وَلَيــسَ وَراءَهُ
إِلّا الشـَقاءَ المُـرَّ وَالحُزنَ العَممْ
قُــل إِنَّ عِبـءَ الحُـبِّ آلـمَ قَلبَـهُ
فَاِسـتَوقَفَ الـدُنيا فَقـالَت تَنهَـزِْ
فَــأَبى وَحَمَّـلَ عبئَهـا وَمَشـى بِـهِ
وَعَـدَمتُهُ إِن خـارَ يَومـاً أَو هَـرِمْ
عَبَثــانِ يـا ربـاهُ أَرزحُ مِنهُمـا
فـي جَـانبي رَضوى وَفي ثَقَلِ الهَرَمْ
يـا مُهـدياً لـي وَالهـدايا جمـةٌ
قلَّمـا تَعـجُّ بِـهِ الحَيـاةُ وَتَحتَدِمْ
هَــل خَــبروك بدوحــة فَينانــة
مَخضــلة الأَغصـان بَيضـاء الشـيمْ
تَزهـو عَلـى الدُنيا بِنور جَمالها
مُختالـةً مـا إِن يُفارقهـا الشَّمَمْ
رَكِبَـت هَواهـا وَهِـيَ تَحسـبُ أَنَّهـا
تَبقى عَلى الدُنيا وإِن طالَ القِدَمْ
رَصــدَ القَضـاءُ لِنورَهـا وَجَلالِهـا
فَأَحــالَهُ مُتَبَــذِّلاً تَحــتَ القَـدَمْ
عَرِيـت مِـنَ الرَوضِ النَضيرِ ضصونها
فَتَبَــدَلَت خَرسـاءَ أَشـبهُ بِالعَـدَمْ
كــانتَ مَقيـلَ العَنـدليبِ وَوَكـرِهِ
فَغَـدَت مَقيل البوم أَو وَكر الرَخم
هَــل تَبـؤوك بِأَنَّهـا عـادَت إِلـى
نُور الحَياةِ كَما يَطيبُ لَها العِظَمْ
وَاســتجمَعَت أَشـتاتَها فـي لَحظـةٍ
بَسـم الزَمـانُ وَقَلَّمـا هُـوَ يَبتَسِمْ
فَهمَـى عَلَيهـا وَالفَنـاء يَحوطُهـا
وَدقٌ مِــن الوَسـمِيِّ هتّـان الـدِّيَمْ
أَعرفــتَ دوحَتـكَ الَّـتي أَحبَبتَهـا
أَم أَنـتَ تَجهَلُهـا عُلُوّاً في الكَرَمْ
هُـم يَسـأَلونَ عَـن الحَيـاةِ وَسرِّها
عِنـدي أَنـا سـرُّ الحَياةِ المُكتَتَمْ
هُــوَ شـائعٌ بَيـنَ الوُجـودِ مُقسـَّمٌ
لَكِنَّــه فـي نُـورِ عَينيـكَ اِلتـأَمْ
هُــوَ غــامضٌ عَـن علمِهـم مُتَنَكـرٌ
لَكِنَّــهُ فـي وَجهـكَ الضـاحي عَلَـمْ
وَيَقــولُ قَــومٌ سـِرّها فـي سـِرّها
وَأَنـا أَقـولُ السـرَّ عِندَكَ لَم يُرَمْ
لَكِنَّهُــم جَهَلــوا فَضــَلَّ ضــَلالُهم
وَرَمـى بِهِـم مِـن حالقٍ جَهلُ الحِكَمْ
هُـم يَسـأَلونَ عَـنِ الغَـرامِ وَسـرِّهِ
فَأَنـا عَليـمٌ بِـالغَرامِ وَمـا عَلِمْ
عِنــدي لَــهُ ســرٌّ رَفَعـتُ حِجـابَهُ
بِيَـدي فَلَـم يَأبَ الغَرامُ وَلَم يَلُمْ
قـالوا هُمـوا سـرّ الغَرامِ جَميعُهُ
فـي الخاطر المُضني وَفي حَرِّ الأَلَمْ
وَالحُــب ســرُّ الحُــبِّ فـي آلامِـهِ
كَـذَبوا فَسـر الحُبِّ في هَذا القَلَمْ
محمد عبد الوهاب القاضي.شاعر الحب والكبرياء، والقلق النبيل مقرع المجتمع مناجز الاستعمار، ولد في قرية (الكتياب) إحدى ضواحي (المحمية) عام 1911م.وهو ينتمي إلى أسره الكتياب الجعلية المعروفة بخلاويها ونشاطها الملتزم بتعليم القرآن والعلوم الإسلامية.وهو ذو قرابة بالشاعر التجاني يوسف بشير.تعلم على يد عمه الشيخ محمد الكتيابي، ثم التحق في معهد أم درمان العلمي وذلك عام 1927 حيث أبدع وأجاد.وأسهم بقسط وافر في الحركة الثقافية والأدبية في الثلاثينيات.ثم سافر من السودان إلى مصر، والتحق بكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف ثم تخرج بنتيجة عالية، وهي أول نتيجة يحرزها طالب غير مصري في تاريخ الأزهر الشريف، له (ديوان شعر - ط) رتبه على طريق الموضوعات، فيبدأ بقصائد الحب ثم القصائد الوطنية، ثم مرثيتان، ثم قصائد التأمل الفلسفي.مات سنة 1940.