
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رَأَيــت آثــار يَــدٍ
ممعنــةً فـي الـدأَبِ
فـي شـَفتي مَحبوبـتي
ظــاهرةً لَــم تُحجـبِ
كَأَنَّهــا فعــل يَــدٍ
خَرقــاءَ لَــم تُهَـذَّبِ
أو ثَــورةٍ مَجنونــةٍ
مِــن فاســقٍ مُــدرَّبِ
أَو لطمـــةٍ راجمــةٍ
مِــن ظــالمٍ مُجــرِّبِ
أَو قُبلـــةٍ صــاخَبةٍ
مِــن عاشــقٍ مُعَــذَّبِ
فَقُلـتُ فـي نَفسي إِذا
اســـألها فــي أَدبِ
لَعَلَّنــي أَعــرفُ مـا
عَـن ذهنِهـا لَـم يَغِبِ
وَعَلَّهـــا تُصـــدِّقُني
فــي سـِرِّها وَالسـَببِ
فَمــا رَأَينـا مَلكـاً
مُتَّصـــِفاً بِالكَـــذِبِ
وَبَعـدَ أَن صـُغتُ لَهـا
مُقَـــدِّماتِ الـــذَهَبِ
وَنِلــتُ مِنهـا غَفلـةً
كــانتَ كَــبرقِ خَلِـبِ
هَمَســتُ فـي آذانِهـا
بِطلبتِـــي وأَرَبـــي
فَاِبتَســـَمَت ســاخِرَةً
مِنّــي وَلَمّــا تُجِــبِ
وَاَعرَضـــَت كَأَنَّهـــا
تَحسـَبُني أَغـبى غَـبي
لَكَنَّنــي اَلحَفـت فـي
إِحراجِهــا بِــالطَلَبِ
وَلَــم أَزَل أَدفَعُهــا
حَتّـى جَـرَت في مَذَهَبي
قـالَت لَقَـد سـَأَلتَني
عَـن سـرِّ هَـذا اللَعبِ
لَقَــد أَتــاني مَـرةً
طَيفُــكَ فـي زيِّ نَـبي
عَرَفتــهُ فــي لَحظـةٍ
مِــن لَحظـاتِ الشـَغَبِ
حَتّــى إِذا عــايَنتُهُ
مِــن رَأســِهِ لِلـذَنَبِ
أَدرَكـتُ أَنـي لَم أَكُن
ضــارِبَةً فـي الرِّيَـبِ
وَلَـم يَغِـب عَن فِطنَتي
آمــالَهُ فـي مَطلَـبي
فَقُلـتُ أَنجـو مَن أَذى
هَـذا الخَبيثِ المُذنبِ
فَـــإِنَّهُ إِن يَلقَنــي
وَحيــدةً فـي مَكتَـبي
يَســطُ عَلـى قداسـتي
وَيَـــأتني بِــالعَجَبِ
لَكِنَّنــي لَمَّــا أَجِـد
وَســــيلةً لِلهَـــرَبِ
وَلَــم يَكُــن مُحتَفِلاً
بِثَـــورَتي وَغَضـــَبي
فَقُلــتُ مــا تَطلُبُـهُ
تَطلـبُ حَلـوى يا صَبي
فَقــالَ هـاتي قُبلـةً
فَقُلـتُ خُـذها وَاِذهَـبِ
وَالآنَ لا أَحســـــَبُني
خاليــةً مِــن تَعَــبِ
لَقَــد طَرَحــتُ قَصـَّتي
عَلَيـكَ فَاِسـمَع وَاعجبِ
أُقســمُ يـا فـاتنتي
بِســحرِ هَـذا الشـَنبِ
ما جاءَني الطَيفُ وَلا
بِعثتَــهُ فــي مَـأربِ
وَلا قَضــى لـي حاجـةً
مُنــذُ مِئات الحِقَــبِ
يـا لَيتنـي أَرسـلتُهُ
وَلَيتُــه لَــم يَكـذبِ
طيفــكُ هَــذا خـادعٌ
مـالي بـهِ مِـن نَسـَبِ
وَمــا حَوَتنــا صـِلةٌ
لَعَلَّــهُ يَعبــثُ بــي
هَـذا الَّـذي يَخـدَعُني
لَيــسَ بِطَيفـي وَأَبـي
محمد عبد الوهاب القاضي.شاعر الحب والكبرياء، والقلق النبيل مقرع المجتمع مناجز الاستعمار، ولد في قرية (الكتياب) إحدى ضواحي (المحمية) عام 1911م.وهو ينتمي إلى أسره الكتياب الجعلية المعروفة بخلاويها ونشاطها الملتزم بتعليم القرآن والعلوم الإسلامية.وهو ذو قرابة بالشاعر التجاني يوسف بشير.تعلم على يد عمه الشيخ محمد الكتيابي، ثم التحق في معهد أم درمان العلمي وذلك عام 1927 حيث أبدع وأجاد.وأسهم بقسط وافر في الحركة الثقافية والأدبية في الثلاثينيات.ثم سافر من السودان إلى مصر، والتحق بكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف ثم تخرج بنتيجة عالية، وهي أول نتيجة يحرزها طالب غير مصري في تاريخ الأزهر الشريف، له (ديوان شعر - ط) رتبه على طريق الموضوعات، فيبدأ بقصائد الحب ثم القصائد الوطنية، ثم مرثيتان، ثم قصائد التأمل الفلسفي.مات سنة 1940.