
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يا أَخا العَصرِ وَاِبنَ هَذا الزَمانِ
وَرَبيـــبِ العُلــومِ وَالعِرفــانِ
يـا فَـتى اليَـومِ لي إِليكَ حَديثٌ
عَبقَــريٌّ أَصــوغُهُ مِــن جَنــاني
لَـكَ عِنـدي مـا شـئتَه مِـن عِظاتٍ
حازَهــا مَنطِقِــي وَضــَمَّ بيـاني
لَيــسَ إِلّا الرَشــادُ فيـهِ مَجـالٍ
لا وَلا فيــهِ غَيـر وَقـعِ السـِنانِ
وَقعُهـا فـي النُفـوسِ أَعظَـمُ مِما
لَـو تَمَزَقَـت فـي الوَغى وَالطِّعانِ
فَــإِذا شـئتَ فَاِتَّخِـذ لَـكَ قَلبـاً
حاضــرَ الــوَعيِ دائمَ الخَفَقـانِ
وَإِذا لَـم تَشـَأ فَلَسـت أَخا العَل
يــا وَلَسـتُ الجَـديرَ بِـالحَيوانِ
لَـكَ يـا اِبـنَ الزَمانِ شَأنٌ عَجيبٌ
لا تَقُـل لـي وَمـا تَريـدُ بَشـَأني
فَلَعَلِّــي أَريــدُ إِصــلاحَ قَــومي
وَلَعَلِّـــي أُعزَّهُــم مِــن هَــوانِ
وَلَعَلِّـي مِـن بَعـد أُفهِمـكَ الـدَن
يــا عَلـى غَيـرِ فِهمـكِ الخَطـآنِ
رَأيُـكَ اليَـوم فـي الحَياةِ غَريبٌ
ظــاهرُ الضــَعفِ واضـحُ الخَـذلانِ
وَاِتجاهاتُـــكَ العَجيبــةُ كُــثرٌ
وافِـــراتُ الضــُروبِ وَالآلــوانِ
كُـلُّ يَـومٍ تُبـدي هَوىً يَقتُلُ النَف
سَ وَضـَعفاً فـي الخَلـقِ وَالإَيمـانِ
كُــلُ يَــومٍ لَــكَ اتِّجـاهٌ بَغيـضٌ
يَــدعُ الــذُل ضــارِباً بِجــرانِ
كُــلُّ يَـومٍ تُمسـي وَتُصـبحُ لِلضـَع
فِ أَســـيراً وَلِلمَذَلَـــةِ عـــانِ
قُلـت أَنـي الطَليـق مِن غَيرِ قَيدٍ
لَســتُ عَبـدَ العـاداتِ وَالأَديـانِ
أَنــتَ حُــرٌ أَلَسـت حُـراً طَليقـاً
مـا بَقـاءُ الطَليـقِ فـي الأَدرانِ
أَنــتَ حــيٌّ أَلَســتَ حَيّـاً فَتِيّـاً
مـا بَقـاءُ الفَـتى فـي الأَكفـانِ
أَنـتَ لَـو تَعلَـمُ الحَقيقـةَ عَبـدٌ
ضــائِعٌ بَيــنَ زُمــرَةِ الغِلمـانِ
إِنَّ ســُلطانَكَ الهَــوى ذُو مَضـاءٍ
لَسـتَ تَقـوى عَلـى يَـد السـُلطانِ
يــا شــَبابَ البِلادِ فيكُــم خِلالٌ
هِــيَ وَاللَــهِ خُصــلةُ النِسـوانِ
فَــإِذا مـا اِدعيتـمُ غَيـرَ هَـذا
فَــاِقنَعوا يـا قَـوم بِالبُرهـانِ
ربِّ اِن الســودانَ شــَعبٌ ضــَعيفٌ
فَتَرحَّــم وَأَعطـف عَلـى السـُودانِ
أَيُّهــا الناشـئُ الجَديـدُ أَنـاةً
وَرُوَيــداً وَأَنـتَ فـي العُنفُـوانِ
خَلِّ عَنكَ الغُرورَ وَأَطفر عَلى الدُن
يــا بِعَــزمِ المُجَـرّبِ اليَقَظـانِ
فَــإِذا خُضــتَ فـي عَبابِـكَ هَـذا
كُنــت نَهـبَ الأَسـماكِ وَالحيتـانِ
وَإِذا رُحــتَ فــي مَجالِــكَ هَـذا
مُسـرعَ الخَطـوِ مُسـتَطيلَ العَنـانِ
فَاِعتِقــادي أَن ســَوفَ يُعـوِزَُُ ال
مجـدُ فَتَشـكو مِـن ضَربَةِ الحَدَثانِ
وَاِعتِقـادي أَن سـَوفَ تَغدو ذَليلاً
هائِمــاً فــي مَسـارحِ الطَيـرانِ
بَعـضُ هَذا الغَرورِ يا ناشئَ الجي
لِ وَبَعــضُ الخُــروجِ وَالعصــيانِ
وَإِذا قُلــتَ شـاعرٌ هـائج النَـف
س كَــثير الهَيــاجِ وَالثَــورانِ
قُلــتُ فَـإِذكُر عَلام كـانَ هِيـاجي
وَلِمــاذا اِنفَجَــرَتُ كَالبُركــانِ
وَإِذا اِســتَأتَ مِـن حَـديثيَ هَـذا
فَــأَعِنّيى بِــالعَفوِ وَالغُفــرانِ
أَو فَـدَعني أَقُـل لَكَ اليَومَ قَولاً
رُبَّمــا خِلتَــهُ بــروقَ الأَمـاني
إِنَّ هَــذا قُــرآنُ نَفســي تَبَـدَّى
لَـكَ فَـاِرجِع وَاُسـجُد لَـدى قُرآني
محمد عبد الوهاب القاضي.شاعر الحب والكبرياء، والقلق النبيل مقرع المجتمع مناجز الاستعمار، ولد في قرية (الكتياب) إحدى ضواحي (المحمية) عام 1911م.وهو ينتمي إلى أسره الكتياب الجعلية المعروفة بخلاويها ونشاطها الملتزم بتعليم القرآن والعلوم الإسلامية.وهو ذو قرابة بالشاعر التجاني يوسف بشير.تعلم على يد عمه الشيخ محمد الكتيابي، ثم التحق في معهد أم درمان العلمي وذلك عام 1927 حيث أبدع وأجاد.وأسهم بقسط وافر في الحركة الثقافية والأدبية في الثلاثينيات.ثم سافر من السودان إلى مصر، والتحق بكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف ثم تخرج بنتيجة عالية، وهي أول نتيجة يحرزها طالب غير مصري في تاريخ الأزهر الشريف، له (ديوان شعر - ط) رتبه على طريق الموضوعات، فيبدأ بقصائد الحب ثم القصائد الوطنية، ثم مرثيتان، ثم قصائد التأمل الفلسفي.مات سنة 1940.