
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَهلاً رِجـال الهَـوى مـا فـي غَرامِكُمُ
إِلّا العَنــاءَ وَإِلّا الحــادثُ البَشـعُ
لقيتــمُ مِــن عَـذابِ الحُـبِّ أَوجعُـهُ
وَالحُـبُّ أَيسـَرُهُ فـي العاشـقِ الوجعُ
وَذقتــمُ مِــن كُـؤوسَ الحُـبِّ عَلقَمَـهُ
وَالحُـبُّ أَيسـَرُ مـا فـي كَأسهِ الفَزَعُ
هَـل تَنقمـونَ عَلـى الأَيّـامِ قَسـوَتها
مَــتى لِشــكواكُمُ الأَيّــامُ تَســتمِعُ
كَــم تَصــرخونَ وَلا مِـن سـامعٍ لكـمُ
فَلَيــس لِلعاشــقِ المَنكـودِ مُسـتَمِعُ
أودى بِكُـم يـا رِجـالَ العشقِ عشقُكمُ
وَنـالَ مِنكُـم وَمِـن دُنيـاكُمُ الطَمَـعُ
لِكُــلِّ حســن مَكــان فــي قُلـوبكمُ
وَكــلِّ ظــبيٍ بَـدا أَنتُـم لَـهُ تَبَـعُ
وَكُــلّ حَســناءٍ فــي دلٍّ وَفـي خَفـرٍ
لَهـا مِـنَ النـاسِ رَهـطٌ حَولَهـا شِيَعُ
مِتُّــم ضـنىً وَأَذبتـم مـاءَ أَعيُنِكُـم
مِـن فَـرطِ وَجـدٍ فَهَل أَحبابكُم نَفَعوا
وَطــــوَّفَت بِكُــــمُ الآلامُ مُســـرِعَةً
أَلَيــسَ فــي هَــذه الآلامِ مـا يَـزَعُ
يا شُعلةَ الحُبِّ كوني في الوَرى لَهَباً
وَيـا ضـِرامَ الهَـوى مـازلتَ تَنـدَلعُ
مـا زِلـتَ تَأكـلُ أَكبادَ الرِجالِ وَما
يَــزالُ خطبُــكَ يَعلــو ثُـم يَرتَفـعُ
فَلا يُغــادِرُ قَلبــاً غَيــرَ مُنصــَدِعٍ
وَلَيــسَ يُبقــي عَلــى حـيٍّ وَلا يَـدعُ
وَيــاجنونَ الهَـوى مـازلتَ مُنـدَفِعاً
وَأَنــتَ أَوَّلُ مَــن يَطغــى وَينَــدفعُ
قِـف في رُبى الحُبِّ وَاهتف في خَمائِلِهِ
وَانشـد لِأهليهِ لَو شاءوا وَلَو سَمِعوا
فَقَـد تَرامَـت بِهِـم فـي الحُبِّ أَفئدةٌ
كَليمـةٌ خَـدَعت فـي الحُـب وَاِنخَدَعوا
وَقُـل لَهُـم يـا رِجالَ الحُبِّ قَد سَفَهت
أَحلامُكــم فــي ســَرابٍ كُلُّــهُ خِـدَعُ
وَقَـد نَسـوا واجـبَ الإِنسـانِ بَينَهُـمُ
وَواجـبُ الحَـقِّ إِذ أَودوا وَإِذ فجعوا
فَمــا يُبـالونَ بِالـدُنيا بِأَجمَعِهـا
إِن جَمَعَتهُـم يَـدُ الأَيّـامِ فَـأجتمعوا
وَأَنَّ أَعجـبَ مـا فـي الحُـبِّ مِـن بِدَعٍ
وَالحُــبُّ إِن شــئتَ حَقّـاً كُلُّـهُ بِـدَعُ
إِنَّ المُحــبينَ لا تَرضــى ضــَمائِرُهم
وَلَــو تَمَلَّكَــتِ الـدُنيا وَمـا تَسـعُ
لا يَقنعــونَ بِمــا يَبــدو لأعينِهِـم
وَلَـو بَـدا لهـم الخافي لَما قَنَعوا
وَأَمطَـــروا وابِلاً يَشــفي أَوامهــمُ
وَأَسـرَفوا فـي طَعامِ الحُبِّ ما شَبِعوا
مـا يَـبرَحُ العشقَ يَحتلُّ القُلوبَ وَما
يَــزالُ خَطبُهــمُ المَنكــودُ يَتَّســِعُ
يـا حُبُّ يا عشقُ يا داء الحَياةِ وَيا
بَليـةَ النـاسِ يـا مَغـرورُ يـا لُكَعُ
لا يُسـعِدُ اللَـهُ قَلبـاً أَنـتَ سـاكِنَهُ
إِنَّ الغَـــرامَ عَلــى عِلاتِــهِ جَشــعُ
محمد عبد الوهاب القاضي.شاعر الحب والكبرياء، والقلق النبيل مقرع المجتمع مناجز الاستعمار، ولد في قرية (الكتياب) إحدى ضواحي (المحمية) عام 1911م.وهو ينتمي إلى أسره الكتياب الجعلية المعروفة بخلاويها ونشاطها الملتزم بتعليم القرآن والعلوم الإسلامية.وهو ذو قرابة بالشاعر التجاني يوسف بشير.تعلم على يد عمه الشيخ محمد الكتيابي، ثم التحق في معهد أم درمان العلمي وذلك عام 1927 حيث أبدع وأجاد.وأسهم بقسط وافر في الحركة الثقافية والأدبية في الثلاثينيات.ثم سافر من السودان إلى مصر، والتحق بكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف ثم تخرج بنتيجة عالية، وهي أول نتيجة يحرزها طالب غير مصري في تاريخ الأزهر الشريف، له (ديوان شعر - ط) رتبه على طريق الموضوعات، فيبدأ بقصائد الحب ثم القصائد الوطنية، ثم مرثيتان، ثم قصائد التأمل الفلسفي.مات سنة 1940.