
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَجفــاءٌ ذاكَ قُــل فِيـمَ وَلِـم
أَم دلالٌ أَم نفـــورٌ أَم شــَمَمْ
أَم ســَبيلٌ لَــكَ قَــد عَبَـدتَهُ
فـي صَباحِ اليَومِ للخطبِ المُلِمْ
أم هُـوَ الزَهْـوُ الَّـذي أَعرفُـهُ
فيـكَ يـا رَمـزَ حَياتي مِن قِدَمْ
أَم هُــوَ الإِعصـارُ فـي ثَـورَتِهِ
حيـنَ يَطغـى فـي وهـادٍ وَأَكَـمْ
ثــارَ وَاِسـتَكبرَ وَاِمتَـدَّ إِلـى
قَلـبيَ الـدامي فَـأقعَى وَجَثَـمْ
وَجَــرى مِلــءَ عُروقـي سـاخِطاً
يُعلـنُ الشـَكوى وَيُزجي بِالحِمَمْ
ثَـورَةٌ تِلـكَ عَلـى حُـبي الَّـذي
أَنــتَ تَــدريهِ وَنـارٌ تَضـطَرِمْ
وَجفـاءٌ نـالَ مِـن نَفسـي وَمِـن
قَلـبيَ العاني وَدَمعي المُنسَجمْ
لِــمَ لاقيــتُ فــي حُبِّـي وَفـي
ودِّيَ الخــالصَ أَشـتاتَ النِّقَـمْ
وَلَكَــم ضــَحِّيتُ فــي مِحرابِـهِ
وَلَكَــم رَوَّيتُــهُ مِنــي بِــدَمْ
ســُمتُ لِلحــب فُــؤادي وَدَمـي
وَشـَبابي مـوطئِاً تَحـتَ القَـدَم
وَتَنَكَّـــرتُ لَكَـــي يَعرِفُنـــي
مِن رَأى التَنكيرَ في أَجلى عَلَمْ
وَتَنَزَّلـــتُ لَــهُ مِــن حــالقٍ
أَرَأيتُــم كَيـفَ تنهَـدُّ الهِمَـمْ
وَاِنطَــوى مَجــديَ حَتّــى أَنَّـهُ
وَد لَـو يَزويهِ عَن عَيني العَدَمْ
وَكَـــأَيِّن مِـــن أَخٍ ســاءَلَني
عَـن مَضـائي كَيـفَ وَلَّى وَاِنهَزَمْ
وَكَــأَين مِـن صـَديقٍ قـالَ لـي
كَيـفَ عَـن جُندِ المَعالي تَنهَزِمْ
وَكَــأَيِّن مِـن صـحابٍ لـي هَمُّـو
زينـةَ الـدُنيا وَتيجـانَ الأُمَمْ
ســاءَلوني فــي وَفـاءٍ خـالِصٍ
كَيـفَ لَم أَحفَظ وَلَم أَرعَ الذِمَمْ
وَكَــأَني لَـم أَعُـد أسـمعُ مـا
لَغَطـوا بَينـي وَلَـم أَعبأ بِهمْ
يــا صـحابي إِنَّ حبـاً ثـائِراً
بَيــنَ جَنــبيَّ تَنـزَّى وَاِحتَـدَمْ
عـاقَني عَنكُـمْ وَعَـن دُنيـاكممُ
لَـم يُبـح لـي عَملاً غَيرَ القَلَمْ
وَلَقــد أَخلَصـتُ فـي حُبِّـي لَـهُ
وَلَقَــد أَخلـصَ لَكِـن لَـم يَـدُمْ
وَلَقَــد قُمـتُ بِمـا يَرضـى بِـهِ
جُهـدَ مَقـدوري وَلَكـن لَـم يَقُمْ
وَلَقـد هَمَّـت بِـهِ فَـوقَ الهَـوى
كُــلّ أَيّـامي وَلَكِـن لَـم يَهـمْ
فَـإِلى مَـن إِشـتَكى مِـن ظالِمِي
وَالَّــذي كُنــتُ أرجيــهِ ظَلـمْ
وَإِلـى مَـن أَطلُـبُ الدُنيا إِذا
لَـم تَكُـن لِلحُـبِّ وَالحُبُّ اِنهَدَمْ
وَإِلـى مَـن أَنـا بـاقٍ بَعـدَما
ســَكتت دَقَّــاتُ قَلــبي فَـوَجَمْ
لَـم تَعـد تَعجبُني الدُنيا وَلا
أَنـا بَعـد اليَـومِ حَـيٌّ مُحتَرَمْ
ملـءَ عَينـيَِّ عَـن الـدُنيا عَمىً
فَـاِفهموني مِلـءَ أُذْنَـيَّ الصَممْ
قَـد فقَـدَتُ القلبَ وَالروح مَعاً
أَوَ فيكُـم مَطمَـعٌ عِنـدَ الصـَنَمْ
يـا حَبيـبي وَاَعفِنـي فـي هَذِهِ
أَوَ هَـل تَسـمَحها لـي قُـل نَعَمْ
أَو لَــم أُرسـلْهُ مـاء جارِيـاً
أَو لَـم أَنظُمُـهُ شـِعراً فَاِنتَظمْ
أَو لَـم أَعبـدكَ فـي رُكني وَفي
هَيكـلِ الحُـبِّ وَفي أَعلى القِمَمْ
أَو لَـم أَجعَـل لَـكَ القَلبَ وَمَن
جَعَـلَ القَلـب تَناهى في الكَرَمْ
أَو لَــم أَجعَلَـك لـي أَغـرودةً
حُلـوةَ الانشـادِ غَـرَّاءَ النَّغـمْ
فَلِمــاذا أَنــتَ عــانٍ بَــرِمٌ
مُعـرِضٌ عَنـي وَمـا هَـذا السَأَمْ
أَفَتَرضــَى أَن تَرانــي دَنِفــاً
أُكثِـرُ الشـَكوى وَيبريني الأَلَمْ
وَأَنــا نــاظمٌ مــا عَلَّمتَنِـي
وَأَنــا عَونُــكَ إِن خَطـبٌ أَلَـمْ
وَأَنـا لَـو رُمـت أَبدَلتُ الهَوى
بِهَــوىً آخــرَ لَكِــن لَـم أَرُمْ
وَســَأَبقى لَــكَ مَهمـا سـُؤتَنِي
وَطَريـقُ الحُـبِّ منـي عَـن أُمَـمْ
محمد عبد الوهاب القاضي.شاعر الحب والكبرياء، والقلق النبيل مقرع المجتمع مناجز الاستعمار، ولد في قرية (الكتياب) إحدى ضواحي (المحمية) عام 1911م.وهو ينتمي إلى أسره الكتياب الجعلية المعروفة بخلاويها ونشاطها الملتزم بتعليم القرآن والعلوم الإسلامية.وهو ذو قرابة بالشاعر التجاني يوسف بشير.تعلم على يد عمه الشيخ محمد الكتيابي، ثم التحق في معهد أم درمان العلمي وذلك عام 1927 حيث أبدع وأجاد.وأسهم بقسط وافر في الحركة الثقافية والأدبية في الثلاثينيات.ثم سافر من السودان إلى مصر، والتحق بكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف ثم تخرج بنتيجة عالية، وهي أول نتيجة يحرزها طالب غير مصري في تاريخ الأزهر الشريف، له (ديوان شعر - ط) رتبه على طريق الموضوعات، فيبدأ بقصائد الحب ثم القصائد الوطنية، ثم مرثيتان، ثم قصائد التأمل الفلسفي.مات سنة 1940.