
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِـمَ يـا دَهـرُ كُـلّ هَذا العِنادِ
وَمَــتى أَنــتَ عــائدٌ لِلرَشـادِ
وَمَـتى تَسـتَفيقُ مِـن خطـةِ الضي
مِ وَتَمشـي فـي بارِقـات السَدادِ
قَـد لعمـري ركبـتَ مَركِبكَ الغا
شــمَ حَتّــى اِنتَهيــتَ لِلإِفسـادِ
وَدَفَعَــتَ الأَنــامَ دَفعـاً قَويـاً
فَتَجَنّــوا عَلـى ضـِعاف العِبـادِ
وَرأَوا فيــكَ مِثلَمـا أَنـتَ راءٍ
فيهِــمُ مِــن غِوايــةٍ وَفَســادِ
فَتبـارَوا فـي ظُلمِهُم غَير راعي
نَ حِســـابَ اَلَايّـــام وَالآبــادِ
أَيُّهـا الـدَهرُ فيـم ظُلمكَ لِلعا
شـِقِ حَتّـى فـي لَحظـةِ الميعـادِ
أَيّ شـَيءٍ جَنـى عَلَيـك فَمـا تَـب
صـــِرُ إِلّا وَأَنـــت بِالمِرصــادِ
لِـمَ يـا دَهـرُ لا تَـزالُ وَلا تَـف
تَـأُ أَقسـى مِـن الصَوى وَالجَمادِ
أَنــت لِلعاشــقينَ حَـربٌ عـوانٌ
مَلئت ســاحها بِقَتلـى الجِهـادِ
يَعلَــمُ اللَــهُ كُلُّهــم شــُهَدا
ءَ قُتِلــوا فــي مَعــاركٍ وَجلادِ
يـا حَبيـبي جنـت عَليَّ اللَيالي
وَعَــدتني مِــن الغَـرامِ عَـوادِ
ظَمِئَت نَفســيَ الكَريمــةُ لِلحُـب
بِ فَهلاَّ رَويتَهــــا بِـــالوِدادِ
وَتَـداعَت قُـوايَ مِـن فَرط ما أح
مِــلُ مِـن عبـءٍ لهَـذا البِعـاد
أَنـا يـا مُنيَتي وَيا ذُخرَ نَفسي
لَـــكَ قَـــدَمت طــارفي وَتِلادي
أَتـراكَ اِحتَفَظَـتَ بِالودِّ وَالعَهدِ
وَهَلا ســـَعيت فـــي اِســـعادي
فلمــذا إِذن هَجَــرت وَلَـم تَـهْ
جُـرَ قَلـبي يـا مَنيـتي وَمُرادي
إِن تَكُن قادِراً عَلى حرقةِ البينِ
فَعَطفــاً عَلــى ضـَعيفِ الفُـؤادِ
أَو تَكُــن عايشـاً بِـالامِ قَلـبي
وَبِوَجـــدي وَلَوعــتي وَســُهادي
فَــاَعِنِّي عَلــى تَحمُّــلِ عِــبئي
لَسـتُ أَسـطيع حَملَـهُ بِـاِنفِرادي
وَادعنـي إِن دَعَـوتَ يَومـاً إِلـى
قَلبِـكَ بَعضـاً مِـن هَـذِهِ الآحـادِ
فَلِخَيـر أَنـا لِمثلـك فـي الدُن
يـا وَخَيـرٌ لـي أَنتَ في الأَمجادِ
بضـعُ سـاعاتٍ اِنتَهَـت يا حَبيبي
وَأَنـا بَعـدُ غـائبٌ عَـن رَشـادي
وَتَــوارَت كَأَنَّهــا طَيــفُ أَحلا
مٍ تَـراءَت فـي هَمسـةٍ مِـن رُقادِ
وَمَضـَت لا حَميـدةً فـي مـا مَضـى
جَلَّــلَ اللَـهُ وَجهَهـا بِالسـَوادِ
قَد طَواها الظَلامُ في صَفحةِ الغَي
بِ فَمـا يَرتجـي لَهـا مِـن مَعادِ
كُــلُّ يَـومٍ أَخطَـأَت رُوحُـكَ فيـهِ
هُــوَ وَقــت مُبغـضٌ فـي فُـؤادي
لا أَرى فيــهِ غَيـرَ حُـزنٍ مَريـرٍ
وَشـــَكاةٍ وَذلـــةٍ وَاِضـــطِهادِ
أَتُـرى أَنـتَ واجـدٌ مثـل وَجـدي
أَم أَنـا واهـمٌ بَعِيـدُ المُـرادِ
قَسَماً ما الحَياةُ في غَيرِ ما قُر
بِـــكَ إِلا بَطالـــةُ الأَوغـــادِ
أَنــتَ هَــذَّبتَها وَقَـوَّمت مِنهـا
مـا تَـداعى مِـن شـامخِ الأَطوادِ
وَملأتَ الأَطـرافَ مِنهـا بِمـا تُـز
جيـهِ فيهـا مِـن سـاحرِ الإِنشادِ
وَجَعلـتَ الضـِياء يَسـري حـوالي
هــا مُشـعاً كَـالكَوكبِ الوَقـادِ
هبـكَ لا تَسـتَطيعُ إِسـعادَ قَلـبي
أَو فَهِبنـي أَقسـى مِن اِبنِ زيادِ
أَفَلا تَســتَطيعُ إِحيــاء عَزمــي
بِقَليــلٍ مِــن عَطفـكَ المُعتـادِ
محمد عبد الوهاب القاضي.شاعر الحب والكبرياء، والقلق النبيل مقرع المجتمع مناجز الاستعمار، ولد في قرية (الكتياب) إحدى ضواحي (المحمية) عام 1911م.وهو ينتمي إلى أسره الكتياب الجعلية المعروفة بخلاويها ونشاطها الملتزم بتعليم القرآن والعلوم الإسلامية.وهو ذو قرابة بالشاعر التجاني يوسف بشير.تعلم على يد عمه الشيخ محمد الكتيابي، ثم التحق في معهد أم درمان العلمي وذلك عام 1927 حيث أبدع وأجاد.وأسهم بقسط وافر في الحركة الثقافية والأدبية في الثلاثينيات.ثم سافر من السودان إلى مصر، والتحق بكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف ثم تخرج بنتيجة عالية، وهي أول نتيجة يحرزها طالب غير مصري في تاريخ الأزهر الشريف، له (ديوان شعر - ط) رتبه على طريق الموضوعات، فيبدأ بقصائد الحب ثم القصائد الوطنية، ثم مرثيتان، ثم قصائد التأمل الفلسفي.مات سنة 1940.