
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَلَأتَ بِــالحُبِّ قَلـبي أَينمـا سـَلَكا
رَأى مَليــكَ جَمــالً أَو رَأى مَلَكـا
وَحَيثَمـا ملـتُ مـالَ الحُـبُّ يَتبَعُني
وَسـَوفَ أَهلـك فيـهَ ضـِمنَ مَـن هَلَكا
تَمَثَّـلَ الحُـبُّ لـي فـي كُـلِّ خـاطِرَةٍ
وَدُس لــي فـي طَريقـي كُلُّـهُ شـَرَكا
وَمَـرَ فَاِسـَتوقَف الـدُنيا بِأَجمَعِهـا
فَلَـم يَجـد غَيـر قَلبي لِلهَوى نَسكا
أَعطـانيَ الحسـنُ كنزاً غالياً عِوَضاً
عَن مُهجَتي وَدمى الغالي الَّذي سَفَكا
وَقـالَ لـي عِنـديَ الخَدَّ الَّذي لَعِبت
فيـهِ النَضـَّارةُ بَـل دارَت بِهِ فَلَكا
وَعِنـدي القَـدُّ وَالخصرُ النَحيلُ وَما
تَختـارَهُ طَلَبـاً مـا كـانَ أَسـعدَكا
وَعِنـديَ العَذبُ مِن ماءِ الحَياةِ فَخُذ
مــاءَ الحَيـاةِ وَذَوِّق عَـذبه فَمَكـا
عِندي الجَمالُ وَعِندي الحُسنُ مُبتَهِجاً
وَعِنـديَ السـِّحرُ فاهنأ كُلَّ ذاكَ لَكا
وَعُــدتُ اســتنجزُ المُعطـي عَطِيَّتَـهُ
وَأَسـتميحُ الغَـرامَ العَدلَ ما مَلَكا
ذَكَّرتَـهُ الوَعـدَ فَاِهتـاجَت عَـواطِفُهُ
وَسـُمتُهُ العَـدلَ في بَلوايَ فَاِرتَبَكا
وَحئتُـــهُ بِشــَفيعٍ مِــن مَصــاِئِرِهِ
في قَلبي المتُرامي في الهَوى فَبَكى
وَعــدتُ أَبكـي فَلَمّـا نـالَ مَطلَبَـهُ
مِــن ذِلَّـتي وَخُنـوعي تَحتَـهُ ضـَحِكا
وَقـالَ افلَحـتُ فـي قَصدي إِذاً وَمَضى
وَصـاحَ لا تَحسـَبَنِّي اليَـومَ مُنقِـذُكا
وَقَعـتُ فـي شـَرَكِ البَلـوى بِلا نَظَـرٍ
وَلا أَنــاةٍ فَمَـن يـا غَـرُّ أَوقَعَكـا
أَوقَعتَنـي أَنـتَ يـا جَبّـارُ في شَرَكٍ
مـا كُنـتُ أَحسـَبُ أَنـي فيهِ أَتبَعُكا
لَكِـن تَزَخرَفـتَ لـي مِـن كُـلِّ ناحِيَةٍ
وَلحـتَ لـي قُمـراً ما لُحتَ لي حَلَكا
فَكُــلُّ ذَنــبيَ أَنــي مُخلـصٌ أَبَـداً
وَبَعـضُ ذَنبِـكَ أَن قَـد خُنـتَ مُخلِصُكا
لا أَكـذِبُ اللَـهَ قَد اَسرفتُ في طَمَعي
وَقَـد أَمَنتُـكَ إِذ قَـدَّمتَ لـي يَـدكا
فَكُنـتَ نـاراً تَلظَّـي تَحتَهـا كَبِـدي
وَنلـتَ مِـن قَلـبيَ المَفجوعَ مَطلبَكا
لِيهنَـكَ اليَـومَ ما قَد نِلت مِن ظَفرٍ
وَلَـو صـَدَقتَ الهَوى ما كانَ اَحسَركا
لَقَــد رَجَوتُـكَ فَاِستَأصـَلتَ مَطَلَبـتي
وَقَــد جَهَلتـكُ فَاِسـتَمرَأتُ عَلقَمَكـا
والآنَ اِعلـــم أَنَّ الحُــبَّ مهزلــةٌ
ماجـدَّ فيهـا امـرؤٌ إلا وَقـد هَلَكا
هَـذا هُـوَ الحُـبُّ فَأحذر أَن تُلِمَّ بهِ
وَلَســتُ مِـن غَيـرِهِ يَومـاً أُحـذِّرُكا
جَرَّبتُـهُ أنـا فـي سـري وَفـي عَلَني
فَمــا أَمِنــتُ بِــهِ حَـتى أُمنيكـا
اِســتلَّ أَضــلُعي الحــرَّى وَصـَدَّعَها
أَأَنــت تَقبــلُ أَن يَسـتلَّ أَضـلُعَكا
أَخشى عَلَيكَ إِذا اِرتدت الغَرامَ وَما
أُحبُّــهُ لَــكَ ان تَرتــادَ مَصـرَعَكا
محمد عبد الوهاب القاضي.شاعر الحب والكبرياء، والقلق النبيل مقرع المجتمع مناجز الاستعمار، ولد في قرية (الكتياب) إحدى ضواحي (المحمية) عام 1911م.وهو ينتمي إلى أسره الكتياب الجعلية المعروفة بخلاويها ونشاطها الملتزم بتعليم القرآن والعلوم الإسلامية.وهو ذو قرابة بالشاعر التجاني يوسف بشير.تعلم على يد عمه الشيخ محمد الكتيابي، ثم التحق في معهد أم درمان العلمي وذلك عام 1927 حيث أبدع وأجاد.وأسهم بقسط وافر في الحركة الثقافية والأدبية في الثلاثينيات.ثم سافر من السودان إلى مصر، والتحق بكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف ثم تخرج بنتيجة عالية، وهي أول نتيجة يحرزها طالب غير مصري في تاريخ الأزهر الشريف، له (ديوان شعر - ط) رتبه على طريق الموضوعات، فيبدأ بقصائد الحب ثم القصائد الوطنية، ثم مرثيتان، ثم قصائد التأمل الفلسفي.مات سنة 1940.