
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا طفـلُ مالـكَ تَذكو حَولكَ النارُ
وَفيـم يَمشـي عَلَيـكَ الـذُلُّ وَالعارُ
وَجئتَ كَالنَجمـةِ الزَهـراءِ مُؤتَلِقـاً
يَحوطُـكَ النابهـانِ التـاجُ والغارُ
تـاجٌ مِـنَ الطَهرِ أَحرى لَو قُبرَتَ بِهِ
فَمـا لِتاجِـكَ عِنـدَ النـاسِ مِقـدارُ
وَغــارَكَ الحُـب لَكـن فـي مُحافظـةٍ
وَالحُـبُّ عِنـدَ الـوَرى عـودٌ وَمزمارُ
أَقبَلتُ يابنَ الضنى حينا فَما وَسعت
خُطــاكَ أَرضٌ وَلا طــابَت لَهــا دارُ
وَرُحـتَ تَضـربُ في دُنيا الغُرورِ سُدىً
وَملـءَ دُنيـاكَ يـا مَسـكينُ أَخطـارُ
مـا كـانَ أَسـَعَدَ جَنبـاً أَنتَ ساكِنهُ
لَـو لَـم تَسـُقكَ إِلى الأَحياءِ أَقدارُ
وَمــا ألَــذَّ حَيـاةً كُنـتَ صـاحِبَها
تَحوطُهــا مِــن جَلالِ اللَـه أَسـتارُ
بِــالأَمسِ كُنـتَ مَلاكـاً فـي مقاصـِرهِ
تَشـــِعُّ حَولــكَ أَنــداءٌ وَأَنــوارُ
وَاليَــومَ أَنــتَ شـَريدٌ آثـمٌ ضـَرِعٌ
تَحـــومُ حَولَـــكَ آثـــامٌ وَأَوزارُ
بَنــى حَظَّــكَ حَــظٌّ عــاثرٌ أَبَــداً
يَقــومُ مِنــهُ بِنــاءً ثُـمَ يَنهـارُ
تَقاذفتــكَ رِيـاحٌ مـا وَنَـت أَبَـداً
إِن تَهـدأ الريـحُ يَوماً هاجَ إِعصارُ
تَعاورتــكَ صــُروفُ الـدَهرِ وَاهِمـةً
فيمــن تُعــاور إنَّ الـدَهرَ غَـدارُ
فَقُمــتَ تَصــرَخُ لَكِـن بَيـنَ أَوديـةٍ
وَتَســتَجيرُ وَلَكــن مـا هُنـا جـارُ
وَتَطلُـبُ العَـونَ مِمَـن أَنـتَ تَطلبُـهُ
ضــَلَت خُطـاكَ وَخـابَت مِنـكَ أَوطـارُ
فَــأَنتَ تَرجـو حَيـاةً بَيـنَ مُجتمَـعٍ
لا تَسـتَقى لَـهُ فـي الخَيـرِ أَفكـارُ
وَأَنـتَ تَأمُـلُ مِـن صـَخرِ الفَلاةِ نَدىً
ســُبحانَ رَبِّــكَ إِنَّ الصـَخرَ أَحجـارُ
اَسـتَغفرُ اللَـهَ مـالي رُحتُ مُندِفِعاً
يَقــودُني نَحـوَ سـوءِ الظَـن تَيّـارُ
مـا لِلقَـوافي تَـراءت جَـدُّ سـاخطةً
وَمــا هُنالــك لِلتَــأنيبِ مِضـمارُ
يـا مَعشرَ البُؤَساءِ أَمشوا عَلى أَملٍ
زاهٍ تَبِـن لكـمُ فـي النَشـءِ أَسرارُ
تَرَقَّبـوا الخَيـرَ أَنِّـي ضـامنٌ لَكـمُ
مــا لَيــسَ يَحصـرُهُ نَظـمٌ وَأَشـعارُ
لَئن يَكُــن حَظُكُــم شـالَت نَعـامَتُهُ
فَفــي شــَبابِ العُلا عَطـفٌ وَاِيثـارُ
وَأَن يُكُـن لَيلُكُـم طـالَ الظَلامُ بِـهِ
فَعِنـدَكُم فـي سـَماءِ النَشـءِ أَقمارُ
يا فتيةَ المَلجَأ اِمضوا في طَريقِكُمُ
حَتّـى تَـبينَ لَكُـم فـي الخَيرِ آثارُ
وَضـاعِفوا الجُهـدَ لا تَضعُف عَزائِمكُم
وَلا يَنَــل مِنكُـمُ المَقصـودَ ثَرثـارُ
قُولـوا لَـهُ حيـنَ يَغلـو في تَبجُّحِهِ
قَــذىً بِعَينَيـكَ أَم بِـالعَينِ عُـوّارُ
وَأَفهِمـــوهُ إِذا ســاءَت مَســامِعُهُ
أَنَّ الحَيـــاةَ تَجــاريبٌ وَتِكــرارُ
وأَنَ مَشـــروعَكُم وَاللَــهُ يَحفَظُــهُ
هَيهـاتَ يَهـدم مِـن عَليـاهُ مِهـذارُ
محمد عبد الوهاب القاضي.شاعر الحب والكبرياء، والقلق النبيل مقرع المجتمع مناجز الاستعمار، ولد في قرية (الكتياب) إحدى ضواحي (المحمية) عام 1911م.وهو ينتمي إلى أسره الكتياب الجعلية المعروفة بخلاويها ونشاطها الملتزم بتعليم القرآن والعلوم الإسلامية.وهو ذو قرابة بالشاعر التجاني يوسف بشير.تعلم على يد عمه الشيخ محمد الكتيابي، ثم التحق في معهد أم درمان العلمي وذلك عام 1927 حيث أبدع وأجاد.وأسهم بقسط وافر في الحركة الثقافية والأدبية في الثلاثينيات.ثم سافر من السودان إلى مصر، والتحق بكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف ثم تخرج بنتيجة عالية، وهي أول نتيجة يحرزها طالب غير مصري في تاريخ الأزهر الشريف، له (ديوان شعر - ط) رتبه على طريق الموضوعات، فيبدأ بقصائد الحب ثم القصائد الوطنية، ثم مرثيتان، ثم قصائد التأمل الفلسفي.مات سنة 1940.