
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا الَّذي بَينَكَ مِن حُبٍّ وَبَيني
أَنــهُ يَعــدلُ حُـبَّ الثِّقَلَيـنِ
انــه حـبٌّ كَمـا تعلـمُ غـالٍ
جـامعٌ مـا شئتَ مِن حُسنٍ وَزينِ
رفَّــتِ الـدُنيا عَلَيـهِ وَمَشـَت
فيهِ تَختالُ المُنى في بردتينِ
وَاِســتَوَت قائمــةً آمالُنــا
وَمَضـَت تنفـثُ فينـا نَفثَـتينِ
فَرَأينـا ملـءَ دُنيانا المُنى
تَتنــزَّى ثــرَّةً مِـن مَنبعيـنِ
وَاِنتَقَينـا مِـن شـَذاها نَفحةً
عـادَت السـَكرةُ فيها سَكرَتينِ
وَمَلأنــا جــانبَ الحـبِّ رِضـىً
وَشـَدونا في الهَوى أُنشودتينِ
نَحــنُ غَرَّدنـا عَلـى أَفنـانِهِ
وَأَحَلنــا رَوضــَهُ أُغرودتيـنِ
يـا حَبيبي وَرَعى اللَهُ الهَوى
ضـَمَّنا مِـن عَطفِـهِ فـي حُلَّتينِ
وَردتـانِ اِحتَلَّتـا فـي مُهجَتي
مَنـزِلاً يَعظـمُ عَـن كَـذبٍ وَمينِ
فيهمـا أفرَغـتُ جامـاتِ الأَسى
عَـبرةً حَـرَّى هَمـت مِن مِحجرينِ
وَتَمَثَّلـــتُ غَرامــاً طــاهِراً
فيهمـا أَظهرَ مِن ذَوبِ اللُّجَينِ
وَبَـدا لي مِنهُما مَعنى الهَوى
سـالِكاً بَينَهُمـا فـي مَسلَكينِ
يَلتَقـي هَـذا وَذا فـي مَوقـفٍ
تَقَطـرُ الدَّمعـةُ فيـهِ دَمعَتينِ
وَردتـاكَ اِجتَنتـا مِـن كَبِـدِي
وَفُـؤادي زَهـرةً بَـل زَهرَتيـنِ
بَعـدَما أَوقَـدَتا فـي مُهجـتي
وَمَكـانَ الحُـبِّ مِنِّـي شـُعلَتينِ
أَنـتَ لَـم تَهدِ إِلى قَلبي يَداً
مِـن يَـد الإِحسانِ لا وَالقَمَرينِ
إِنَّمـا أَهـديتَ سـَهماً نافِـذاً
جـالَ في قَلبي وَأَمضى طَعنَتينِ
إِنَّمــا تَخــدَعُني يـا أَمَلِـي
وَأَنـا المَخدوع في زينٍ وَشينِ
فَاِقض إِن شئتَ عَلى هَذا الهَوى
أَو أَمتنـي إِن تَشأ ذا مَرَتينِ
وَالَّـذي أَخشاهُ مِن هَذا الهَوى
وَالَّـذي أَرهبُـهُ مِن قَبلِ حيني
هُــوَ أَن تَظغـى عَلَينـا نَـوَبٌ
فَتَغنَّينــا بِهجــرانٍ وَبيــنِ
وَتَحيــل الصـَفو مـاء عكـرا
وَتــرد الـروح مِنـا شـبحينِ
وَتُرينـا الحُـزنَ مـرّاً قاتِلا
ثُم تَسقينا الجَوى في جَرعَتينِ
أَنـتَ يـا روحي وَيا ذخر يَدي
وَدَمـي الغالي وَيا قُرَةَ عَيني
أَنـتَ مَعنـى حائراً في فِكرَتي
فَـإِذا مـا جئتَ كُنـا مَعنيينِ
وَكِلانــا لَــم يَعـد مُنفَصـِلاً
نَحـنُ روحٌ رُكِّبَـت فـي جَسـَدينِ
لَيتَ ما أَهدَيتَ لي مِن وَردَتينِ
كانتـا يا روحَ شِعري قُبلَتينِ
محمد عبد الوهاب القاضي.شاعر الحب والكبرياء، والقلق النبيل مقرع المجتمع مناجز الاستعمار، ولد في قرية (الكتياب) إحدى ضواحي (المحمية) عام 1911م.وهو ينتمي إلى أسره الكتياب الجعلية المعروفة بخلاويها ونشاطها الملتزم بتعليم القرآن والعلوم الإسلامية.وهو ذو قرابة بالشاعر التجاني يوسف بشير.تعلم على يد عمه الشيخ محمد الكتيابي، ثم التحق في معهد أم درمان العلمي وذلك عام 1927 حيث أبدع وأجاد.وأسهم بقسط وافر في الحركة الثقافية والأدبية في الثلاثينيات.ثم سافر من السودان إلى مصر، والتحق بكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف ثم تخرج بنتيجة عالية، وهي أول نتيجة يحرزها طالب غير مصري في تاريخ الأزهر الشريف، له (ديوان شعر - ط) رتبه على طريق الموضوعات، فيبدأ بقصائد الحب ثم القصائد الوطنية، ثم مرثيتان، ثم قصائد التأمل الفلسفي.مات سنة 1940.