
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
اِلَيـكَ أَبـثُّ أَم أُخفـي
جَـوىً يَسـعى إِلى حَتفي
وَأُعـربُ عَـن مَدى أَلَمي
وَمـا أَلقـاهُ مِـه عُسفِ
لَعَلَــكَ غاضــبٌ مِنّــي
لِمـا أُبـديهِ مِـن ضَعفِ
وَعَلَّـك لَـم تَصـُن حُبّـي
بِعَــونٍ مِنـكَ أَو عَطـفِ
لَئن أَنكَـــرتَ آلامــي
فَفـي جَفنَـيَّ مـا يَكفي
وَحَـقِّ عُلاكَ مـا أَنا مَن
يَضــنُّ عَليـكَ بـالروحِ
وَلا أَنـا مَن يُسائلُ عَن
دَمٍ فـي الحُـبِّ مَسـفوحِ
تَخـذتُك أَنـت لي أَمَلاً
فَهَــل صـَيَّرتَني أَمَلـكْ
وَهَــل اَحبَبتَنـي حُبـاً
كَحُـبي في الصبابةِ لَكْ
مُعـاذكَ لَسـتَ مُقتَـدِراً
تَحـبُّ وَلَيـسَ ذا مِثلَـكْ
وَمـا أَنـا غَيرَ مَوهومٍ
نَبـا بِالناسِ وَاحتمَلكْ
فَلَـم تَعطِـف عَلى قَلبي
وَإِن تَحـتَ الغَرامِ هَلكْ
فَيـا وَيَحـي عَلـى قَلبٍ
طَويــلِ الهَـمِّ مَقـروحِ
يَمـوتُ بِغَيـرِ مـا ذنبٍ
وَيهلــكُ غَيـرَ مَجـروحِ
وَحَقـك يـا مُنـى قَلبي
وَيـا رُوحـي وَرَيحـاني
مَريضـُك لَـم يَزل كَلِفاً
يُعــاني كُــلَّ أَشـجانِ
وَحَقَـك لَـم أَزَل عَبـداً
تَخـذتُكَ أَنـتَ أَوثـاني
فَمـا بَـدَّلَتُ مِـن ديني
وَلاغيَّـــرَتُ إيمـــاني
وَلَسـت أَرومُ لـي بَدلا
فَما التَبديلُ مِن شَأني
وَمـا أَنـا غَيرَ قربانٍ
إِلــى عَليـاكَ مَـذبوحِ
فَضــُمَّ اليـكَ جُثمـاني
بِصــَدرٍ مِنــكَ مَفتـوحِ
فَهـاتِ مِنَ الهَوى عِبَراً
إِلـى قَـدَمي مِـن راسي
وَجرَّعَنـي الحَمـامُ إِلى
ثَمالــةِ هَـذِهِ الكَـأسِ
تَجِـدني شـاكِراً أَبَـداً
إِذا أَصـبَحتُ أَو أُمسـي
مُعـاذ الحُـبِّ أَن أُلفى
ضـَعيفَ العَـزمِ وَالنَفسِ
فَاِنــكَ لَسـتَ تَنسـاني
إِذا مـا ضـَمَّني رَمسـي
برَبِّــكَ لا تُقِـم وَزنـاً
لآلامــــي وَتَـــبريحي
أَمـوتُ أَنـا صَريعَ أَسىً
وَتَحيـا أَنـتَ يا رُوحي
محمد عبد الوهاب القاضي.شاعر الحب والكبرياء، والقلق النبيل مقرع المجتمع مناجز الاستعمار، ولد في قرية (الكتياب) إحدى ضواحي (المحمية) عام 1911م.وهو ينتمي إلى أسره الكتياب الجعلية المعروفة بخلاويها ونشاطها الملتزم بتعليم القرآن والعلوم الإسلامية.وهو ذو قرابة بالشاعر التجاني يوسف بشير.تعلم على يد عمه الشيخ محمد الكتيابي، ثم التحق في معهد أم درمان العلمي وذلك عام 1927 حيث أبدع وأجاد.وأسهم بقسط وافر في الحركة الثقافية والأدبية في الثلاثينيات.ثم سافر من السودان إلى مصر، والتحق بكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف ثم تخرج بنتيجة عالية، وهي أول نتيجة يحرزها طالب غير مصري في تاريخ الأزهر الشريف، له (ديوان شعر - ط) رتبه على طريق الموضوعات، فيبدأ بقصائد الحب ثم القصائد الوطنية، ثم مرثيتان، ثم قصائد التأمل الفلسفي.مات سنة 1940.