
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الحَمــدُ لِلّــه الَّــذي حَبــاني
بِالأَصــغرين القَلــب وَاللســان
وَإِنَّمــــا فَضـــيلة الإِنســـان
وَفَخـــره بِالعَقـــل وَالبَيــان
حَمــداً يُجــازى مِنــهُ وَنعمتـه
وَجَــل أَن يَبلــغَ حمــد منتــه
ثـــم صـــلاة اللَّــه والســلام
مــا اختلــف الضــياء والظلام
عَلــى النَّــبي المُصـطَفى وَآلِـهِ
مُحَمـــد وَالغُــر مِــن رِجــالِه
هَــذا كِتــاب فيــهِ علـم وَأَدَب
يَفـوق أَنـواع القَريـض وَالخطـب
عَملتــــه لِســــيد المُلـــوك
وَمــوئل الملهــوف وَالصــعلوك
فَجــاءَ مِثــل الـذهب المَسـبوك
ســَلَكت نَهجــاً لَيـسَ بِالمَسـلوك
فـــي نَظمِــهِ وَســبكِهِ وَوَضــعِه
لا مــن كَلام همنــي فــي جَمعِـه
بَــل اِبتِـداعاً لِصـُنوف الحكمـه
بِهمــة فــي العلــم أَيَّ همــه
وَضــــَعتُهُ مخترعـــاً مَعنـــاه
لملــك مــا خــابَ مــن رَجـاه
بَحـر النـدا رَبَّ الأَيادي وَالمنن
شَمس العُلا نور الهُدى أَبي الحَسَن
المزيَــــديّ الأَســـديّ صـــدقه
وَمــن إِذا كــذَّب مَــدح صــدقه
الأَريحـــي الأَلمَعـــي الأَســـَدي
غُــرة عــوف الهزبــر الأَصـيدي
ملجـــأ كُـــل خــائف مَلهــوف
وَمَرتـــع الحَيــران وَالضــُّيوف
مــن عَنـتر إِذا تَقـارع القَنـا
وَحـاتم وَهـوَ المَنايـا وَالمُنـى
الأَســـدي وَإِنمــا بَنــو أَســَد
روح العلا وَســائر النـاس جسـد
القـاتلوا المُلـوك وَالجَبـابره
وَالكاســر وَالقيـول وَالأكاسـره
وَيَشـــرئبون إِذا ضــن الــبرم
وَكَبـت الجـدب الجفـان وَالـبرم
أَدنــى نِـزار مِـن قُرَيـش نَسـَبا
إِذا دَعـوا خزيمـة الشـَّيخ أَبـا
كَــم فيهــم مِــن ملـك جَحجـاح
مقــدم فــي البــأس وَالسـماح
مِثـــل عَلـــيّ وَعلــيّ معتمــد
للــدين وَالدولــة رُكـن وَسـَند
ثُـــمَ دَبيـــس وَدَبيـــس غــرَّه
رَحــب الـذراع ذُو سـَجايا حـرّه
كَـم قـد حَمـى بِبـأس نَفـس مـرّه
مَنــــابر الإِســـلام وَالأســـِرَّه
أنجــد قرواشــا عَلـى الأَتـراك
وَانتاشـــه مِــن مخلــب الهَلاك
فــي يَـوم سـنجار فَلـولاه هَـرَب
لَكـن دَبيـس وَحـدَه حَمـى العَـرَب
فَطـــاوِعي رَبَّـــك يــا عَقيــل
فَلَيــسَ فــي ذاك عَلَيــك قيــل
وَإِنَّمــــا تَعتضـــد الأَحيـــاء
بِمَـــن بِـــه الهَلاك وَالأَحيــاء
وَهَكـــذا مِنـــك بِيَــوم آمــدِ
عَلَيهِــمُ فَضــلٌ فَهَـل مِـن جاحـد
ضَعضــــع عَـــرض مســـلم فثلا
ثُــمَ فَــدى أَســرى عَقيـل ثكلا
أَنقــذهم مِــن أُرتُــق وَجُنــده
وَانتاشــهم مِــن أسـره وَقَيـده
لَــولاه كــانوا أَبــداً عَبيـدَه
وَأَصــــبَحَت حرتهـــم وَلَيـــده
وَلَــــم تَــــزَل حلتـــه ملاذاً
لِكُــل مَــن يَهـرب مِـن بَغـذاذا
يَقصــــدها المُلـــوك وَالخَلائف
وَجـــائع ذو فاقـــة وَخـــائِف
فَيَشــبَع الجــائع فــي ذراهـا
وَيَــأمن الخــائف فــي حِماهـا
عِنـدَ بَنـي مزيـد فُرسـان العَرَب
يَلقـى النَزيل المُستَجير ما طَلَب
يـا لَيتَنـي سـَكَنتُ تِلـكَ الحلـه
بَيــنَ شــُموس المَجــد وَالأَهلـه
فَإِنَّهــا كَعبــة أَهــل الفَضــل
وَمَكــة المَــدح وَقُــدس العَقـل
فـي خَيـر دار ضـيف خَيـر مُرتَجى
ملــك يَعـز عِنـدَهُ أَهـل الحجـى
أَبلــج عـز فـي البُخـار ماجـد
أَروع جَــم الفَضــل وَالمَحامــد
مســعر حَــرب أَصــمَعي القَلــب
مُــؤدب العَبــد حَليــم الكَلـب
فَنــــاره ســـَفيهة اللِّســـان
وَكَلبــه فــي الحلـم كَالجَبـان
يــأمن كُــل خــائف فــي دارِه
غَيـر الصـَّفا وَالكَـوم مِن عشاره
فَإِنَّهــــا خائفــــة مروعـــه
ســـيقانها جائعـــة مَفجوعــة
مجــن جــان باسـل فـي الحَـرب
مـــوئل مَلهــوف خَطيــب خَطــب
لَــو جحــدت أَيــامه الأَقــرانُ
أنبـت بِهـا الـذؤبان وَالعقبان
أَو نَزَلـــت حلتـــه الأَقمـــار
مــا خســفت وَشــأنها السـرار
لَكِنَّنـــي إِذ فـــاتَني مُــرادي
مِــن ذَلِــكَ المَسـرَح وَالمـرادي
وَلَـم أَجـد إِلـى المُنـى سـَبيلاً
وَلا رزقـــــت ظلــــه الظليلا
أَحببـت أَن يَكـون لـي في حضرته
ذكــر وَعنـي نـائب فـي خـدمته
فَلَــم أَجــد إِلا كِتابـاً أَنظمـه
أتحفــــه بنظمـــه وَأخـــدمه
يَكـون فـي الخدمـة عَنـي نائِباً
مُلازِمــــاً مجلســـه مصـــاحبا
لأَنَّـــهُ خَيــر المُلــوك أَصــلاً
يَهـــز مِنــهُ مــادِحوه نَصــلا
وَكُــل مَــدح قيــل فــي سـِواه
إفــك خَلا مــا كــانَ فــي علاه
فَـــإِنَّهُ وَإِن علا فـــي صـــدقه
وَأَطنـــب المـــادح دون حَقــه
أكــرم بَيــت فـي نِـزار بَيتـه
خَيــر المُلــوك حيــه وَميتــه
يَعيـــش تَحــتَ ظلــه المُلــوكُ
كَمــا يَعيـش البـائس الصـعلوك
قَـد علـم الدَّهر الوَفاء وَالكَرَم
وَكَشــف المَحــل واعـدم العـدم
يحكــم الجيــران وَالضــيفانا
وَيرغـــم المُلــوك وَالزَّمانــا
أَوفــى المُلــوك ذمــة لِجـاره
شنشـــنة تعــرف مِــن بخــاره
لَــو تَــرَك الشــباب فـي بِلاده
رَد بَيــاض الشــيب عـن سـَواده
أَو كـان مِـن هبـاته لمـا نصـل
وَامتَـدَ لِلنـاس الشـَباب وَاتصـل
أَو اِقتَـــدى بفعلــه الزمــانُ
مــا خَلَــق الشــر وَلا الهَـوانُ
أَو أَنـه يجيـر مِـن جـور الردى
مــا علقـت كـف المنـون أحـدا
أنفـذت إِذ عـاق الزَّمـان رحلـي
نجلــي إِلــى مجلســه وَفَضــلي
وَهـــوَ كِتـــاب حَســـَن خَطيــر
لَيــسَ لَــهُ فــي فَنِــهِ نَظيــر
كَــأَنَّهُ بَيــنَ القريـض وَالخطـب
مخـدومه بَيـنَ المُلـوك وَالعَـرَب
أبو يعلى نظام الدين البغدادي ابن الهبَّارية: شاعرٌ هجّاء من شعراء quotخريدة القصرquot ويقال في كنيته أبو العلاءترجم له ابن خلكان قال:ابن الهبارية الشريف أبو يعلى محمد بن محمد بن صالح بن حمزة بن عيسى بن محمد بن عبد الله ابن داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي العباسي المعروف بابن الهبارية الملقب نظام الدين البغدادي الشاعر المشهور؛ كان شاعرا مجيدا حسن المقاصد، لكنه كان خبيث اللسان كثير الهجاء والوقوع في الناس لايكاد يسلم من لسانه أحد. وذكره العماد الكاتب في الخريدة فقال: من شعراء نظام الملك، غلب على شعره الهجاء والهزل والسخف، وسبك في قالب ابن حجاج وسلك أسلوبه وفاقه في الخلاعة، والنظيف من شعره في غاية الحسن. حكي عنه أنّه هجا بالأجرة النّظام، فأمر بقتله، فشفع فيه جمال الإسلام محمّد بن ثابت الخُجَنْدِيّ، وكان من كِبار العلماء، فقبِل شفاعته، فقام يُنشد نظام الملك، يومَ عفوِه عنه، قصيدةً، قال في مطلعها:بعزّةِ أمرِك دارَ الفلَكْ حَنانَيْك، فالخَلْقُ والأمرُ لكْفقال النّظام: كذبت، ذاك هو الله عزّ وجلّ، وتمّم إنشادها.ثم أقام مدّة بأصفهان. وخرج الى كرْمان، وأقام بها الى آخر عمره. مات بعد مدّة طويلة.وذُكر أنّه توفّي في سنة أربع وخمس مئة.وترجم له الإمام الذهبي في التاريخ فقال بعدما سماه: والهبارية هي من جداته، وهي من ذرية هبار بن الأسود بن المطلب. (1)قرأ الأدب ببغداد، وخالط العلماء، وسمع الحديث، ومدح الوزراء والأكابر.وله معرفة بالأنساب، وصنف كتاب الصادح والباغم والحازم والعازم، نظمه لسيف الدولة صدقة بن منصور، وضمنه حكماً وأمثالاً، ونظم كليلة ودمنة. وله كتاب مجانين العقلاء، وغير ذلك. وله كتاب ذكر الذكر وفضل الشعر. وقد بالغ في الهجو حتى هجا أباه وأمه. وشعره كثير سائر، فمنه قصيدة شهيرة: أولها: (حي على خير العمل=على الغزال والغزل)قال الأرجاني: سألت ابن الهبارية عن مولده، فقال: سنة أربع عشرة وأربعمائة.وقال أبو المكارم يعيش بن الفضل الكرماني الكاتب: مات بكرمان في جمادى الآخرة سنةتسع وخمسمائة. ا.هـقال الزركلي: من كتبه (الصادح والباغم-ط) أراجيز في ألفي بيت على أسلوب كليلة ودمنة، و(نتائج الفطنة في نظم كليلة ودمنة - ط)، و(فلك المعاني)، و(ديوان شعر) أربعة أجزاء..