
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـالَ نَعَـم كانَت عَجوز خرفه
بِبَعلِهــا وَهـوَ صـَبي كلفـه
وَكـانَ يَأباهـا وَيَهوى أُخرى
صـَبية مثـل الغَـزال بكـرا
فسـفهته عرسـه فـي عشـقها
وَذاكَ مِـن نُقصـانِها وَحمقها
وَعــابَت الصـَبية المَليحـه
ونســيت صـورتها القـبيحه
لأنهــا لـم تعـرف الملاحـة
فـي صور الناس ولا القباحه
قـالَت لَـهُ وَهـيَ تَعيب فعله
وَتَســـتَزل قَــولَه وَعَقلــه
تَرَكتَنـــي وَإِنَّنــي عَجــوز
لطفلــــة وَذاكَ لا يَجـــوز
مـا حبلـت قَـط وَلا ربت وَلَد
بَلهـاء ما فيها دَهاء وَنَكَد
غافِلَــة لا تُخـبر الزمانـا
وَقَـد لَبِسـت بـرده أَحيانـا
انظـر إِلى أَجفانِها المراض
وَحُمــرة الوَجنـة وَالبَيـاض
وَخصـرها المُختَصـر النحيـل
وَردفهـا المُرتـدف الثقيـل
وَإِنَّهـــا ســَمينة جَســيمه
بدينـــة لحميــة شــَحميه
أَمـا تَـرى دَلالَها ما أَهجَنه
أَمـا تَـرى كَلامَها ما أَليَنَه
أَمـا تَـرى أَلفاظَهـا رَخيمه
أَمـا تَـرى أَلحاظَهـا سَقيمه
كَأَنَّهـا وَسـنى أنـاة كَسـلى
قَصـيرة الخَطـو تَظـن نَشـوى
أَمـا تَـرى وِشاحَها ما يقلق
أَمـا تَرى خلخالَها ما ينطق
وَسـناء غنجـا رَخمة الأَلفاظ
صــَحيحة عَليلــة الأَلحــاظ
فَلَـم تَـزَل تعيبهـا وَتـذكر
مَحاسـن الخَلق الَّتي لا تنكر
تَظــن ذاكَ فاحِشـاً لِجَهلِهـا
بِالحُسن وَالقُبح لِضَعف عَقلِها
وَهَكَـذا أَنـتَ تَعيـب الناسا
بِكُـل فَضـل فـاعكس القِياسا
كَمَـن يَعيـب الشهد بِالحَلاوه
وَالأسـد الخـادر بِالقَسـاوه
وَاللَّــه لَـولا شـَرَف الأَنـام
مـا كانَت الدُّنيا سِوى أَحلام
انظُـر إِلـى أَرض خَلاء مِنهـم
وَمَوضــع نـاء بَعيـد عَنهُـم
هَل هُو مثل المَوضع المَسكون
يحسـن فـي النفوس وَالعُيون
وَفعــل مــا يفعـل لِلصـلاح
مـا فيـهِ مِـن عَيب وَلا جَناح
فَالشـهم مَن أَصلَح أَمر نَفسه
وَلَــو بِقَتـل وَلَـده وَعرسـه
أَمــا سـمعت خَبَـر الغُـراب
إِذ خَشـي الشـر مِـن العقاب
أبو يعلى نظام الدين البغدادي ابن الهبَّارية: شاعرٌ هجّاء من شعراء quotخريدة القصرquot ويقال في كنيته أبو العلاءترجم له ابن خلكان قال:ابن الهبارية الشريف أبو يعلى محمد بن محمد بن صالح بن حمزة بن عيسى بن محمد بن عبد الله ابن داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي العباسي المعروف بابن الهبارية الملقب نظام الدين البغدادي الشاعر المشهور؛ كان شاعرا مجيدا حسن المقاصد، لكنه كان خبيث اللسان كثير الهجاء والوقوع في الناس لايكاد يسلم من لسانه أحد. وذكره العماد الكاتب في الخريدة فقال: من شعراء نظام الملك، غلب على شعره الهجاء والهزل والسخف، وسبك في قالب ابن حجاج وسلك أسلوبه وفاقه في الخلاعة، والنظيف من شعره في غاية الحسن. حكي عنه أنّه هجا بالأجرة النّظام، فأمر بقتله، فشفع فيه جمال الإسلام محمّد بن ثابت الخُجَنْدِيّ، وكان من كِبار العلماء، فقبِل شفاعته، فقام يُنشد نظام الملك، يومَ عفوِه عنه، قصيدةً، قال في مطلعها:بعزّةِ أمرِك دارَ الفلَكْ حَنانَيْك، فالخَلْقُ والأمرُ لكْفقال النّظام: كذبت، ذاك هو الله عزّ وجلّ، وتمّم إنشادها.ثم أقام مدّة بأصفهان. وخرج الى كرْمان، وأقام بها الى آخر عمره. مات بعد مدّة طويلة.وذُكر أنّه توفّي في سنة أربع وخمس مئة.وترجم له الإمام الذهبي في التاريخ فقال بعدما سماه: والهبارية هي من جداته، وهي من ذرية هبار بن الأسود بن المطلب. (1)قرأ الأدب ببغداد، وخالط العلماء، وسمع الحديث، ومدح الوزراء والأكابر.وله معرفة بالأنساب، وصنف كتاب الصادح والباغم والحازم والعازم، نظمه لسيف الدولة صدقة بن منصور، وضمنه حكماً وأمثالاً، ونظم كليلة ودمنة. وله كتاب مجانين العقلاء، وغير ذلك. وله كتاب ذكر الذكر وفضل الشعر. وقد بالغ في الهجو حتى هجا أباه وأمه. وشعره كثير سائر، فمنه قصيدة شهيرة: أولها: (حي على خير العمل=على الغزال والغزل)قال الأرجاني: سألت ابن الهبارية عن مولده، فقال: سنة أربع عشرة وأربعمائة.وقال أبو المكارم يعيش بن الفضل الكرماني الكاتب: مات بكرمان في جمادى الآخرة سنةتسع وخمسمائة. ا.هـقال الزركلي: من كتبه (الصادح والباغم-ط) أراجيز في ألفي بيت على أسلوب كليلة ودمنة، و(نتائج الفطنة في نظم كليلة ودمنة - ط)، و(فلك المعاني)، و(ديوان شعر) أربعة أجزاء..