
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـال أَبـو أَيوب ما هَذا المثل
قـال حِمـار كانَ في بعض الحلل
فَقَصــَد المَرعــى فَخـاضَ طينـا
فَظَــل فيــهِ موثقــاً رَهينــا
وَكُلمــا رامَ الخُــروج غاصــا
مثــل خَنيــق يَطلــب الخَلاصـا
إِذا تلكـا فـي الخِناق وَاضطرب
زادَ خِناقــاً بِــالمراس وَعطـب
كَــذاكَ مَــن يَحتــال للرخـاء
قَبـــل اِنقِضــاء مُــدة البَلاء
تَزيــــــده حيلتــــــه بَلاء
لأنَّــــهُ يُراغــــم القَضـــاء
فَلَم يَزَل في الوَحل شَهراً كامِلاً
يَرعـى بِذاكَ المَرج رَوضاً باقِلا
حَتّـى غَـدا مثل الفنيق المصعب
وَعـادَ فـي الشـحم بـزي معجـب
فَصــارَ مِمــا نـالَهُ مِـن أَكـل
يَنهـق وَهـوَ غـائص فـي الوَحـل
فَجــازَ للحيــن هنــاكَ أَســَد
للصــيد منــذ مُــدة يَجتَهــد
فَســمع الصــوت فَقــال فــرج
لِكُـــل ضـــيق ســعة وَمَخــرَج
وَأتبـع الصـوت فَـألفى الطينا
دونَ الحِمــار لثقــا ثَخينــا
فَقــالَ إِن خضــت نَشــبت فيـه
وَلَيـــسَ فـــيَّ قــوة تَكفيــه
أَمــوت فــي يَــوم وَلا أَعيــش
إِذ لســت مِمـن أَكلـه الحَشـيش
فَلَيــس إِلا الكَيــد وَالتَـدبير
وَالحَـزم لا الأَقـدام وَالتغريـر
قــالَ ســَلام يــا أَبـا زِيـاد
وَبِـــالوِداد تخــدَع الأَعــادي
إِنــي أَراك مُنـذُ حيـن ماكِثـاً
بِــذا المَكـان مُطمَئِنـاً لابِثـا
قـالَ أَبـا الحَـرث عـم صـَباحا
فَقَــد غَــدَوت ملكــاً جحجاحـا
وَاللَّـه ما اِختَرت المَقام هَهنا
مَقــال غُـر لَـم يَكُـن مـداهنا
لَكِننــــي مُقَيـــد بِالوَحـــل
فــــي محنـــة شـــَديدة وَذُل
وَإِنَّنــي أَرجــوك أَن تُنقــذني
مِـن وَرطَـتي هَـذي وَإِن تسـعدني
فَـإن يَكُـن فـي طَبعـك القَساوة
وَبَينَنــا البَغضـاء وَالعَـداوة
فــامنن فَــأَنتَ ملــك كَــبير
وَهـــا أَنــا مُضــطَهد أَســير
وَإِن مِـــن خَصـــائل الكِــرام
رَحمـــة ذي البَلاء وَالســـقام
وَإِن مِـــن شـــَرائط العلـــو
العَطـف فـي البُـؤس عَلى العَدو
كَفــاكَ مِنهــا أَيُّهـا الكَـبير
أنـــي مِنهــا بِــكَ مُســتَجير
قـالَ لَـهُ الليـث دَعَـوت راحِما
إِن العَظيــم يَـدفَع العَظائِمـا
أَبشـر فَـإِني كاشـف عَنكَ الكرب
وَنــازع دونـك أَنيـاب النـوب
فَــإِن مثلــي يَـدفَع الأَهـوالا
عَــن العِـدى وَيحمـل الأَثقـالا
لا ســيما عَــن مُسـتَجير بـائس
وَقـــانط مِـــن الحَيــاة آئس
قَـد قَضـَت العُقـول إِن الشـفقه
عَــن الصــديق وَالعَـدو صـَدقه
وَالمَـرء لا يَـدري مَـتى يمتحـن
فَـــإِنُّه فــي دَهــرِهِ مُرتَهــن
وَمَـن نَجـا اليَوم فَلا يَنجو غَدا
لا يــأمن الآفــات إِلا بِـالردى
وَمَـن أَغـاث البـائس الملهوفا
أَعـــانهُ اللَّــه إِذا أخيفــا
وَمَــــر للمكـــر وَلِلـــدهاء
فَســد مِـن فَـوق مَسـيل المـاء
فَــانقطع المـاء وَجَـف الطيـن
فــي مــدة وَفَــرح المســكين
وَكــان فــي المُـدة كُـل يَـوم
يَـأتيهِ فـي الصبح وَعِندَ النوم
بحزمــة عَظيمــة مِــن العَلـف
يأكلهــا وَقــالَ ثـق وَلا تَخـف
وَنشـف المـاء وَخَلـى قَـدر مـا
يَــروي بِـهِ غلتـه مِـن الظمـأ
وَلَـم يَـزَل يَـدعو لَـهُ الحِمـار
وَلَيـــسَ يَــدري أَنَّــهُ مَكــار
حَتّــى إِذا جَــفَ عَلَيـهِ الطيـن
وَجســـمه فــي جَــوفِهِ دَفيــن
وَهــوَ أَسـير لا يطبـق الحَرَكـة
رَجـا الخَلاص فَغـداً فـي الشبكة
واحتبـس الضـرغام عَنـهُ عَمـداً
وَقَطــع العُشــب فَلاقــى جهـدا
وَجــاءهُ الليـث وَقـالَ أَجبـذك
بِقــوتي مِنــهُ لَعَلــي أنقـذك
قـالَ نَعـم فَافعـل فَـأَنتَ عالم
وَناصــح كمــا تَقــول راحــم
فَعلقــت مِــن وَقتِــهِ مَخـالبه
فيـهِ وَعـادَ الليـث وَهوَ راكبه
فــدقه مِــن وَقتِــهِ وَافترسـه
وَيـح أَبيـه صـائِداً مـا أَكيسه
وَإِنَّمــا ســاعده فــي الشـده
وَساســَهُ بــالبر تلـكَ المُـده
لِنفســـه وَهَكَـــذا الغَزالــه
ألطفهــــا بـــبره ذؤالـــه
قــالَ لَـهُ وَكَيـفَ كـانَ حالهـا
وَكَيـف نَحـنُ في العَمى أَمثالها
أبو يعلى نظام الدين البغدادي ابن الهبَّارية: شاعرٌ هجّاء من شعراء quotخريدة القصرquot ويقال في كنيته أبو العلاءترجم له ابن خلكان قال:ابن الهبارية الشريف أبو يعلى محمد بن محمد بن صالح بن حمزة بن عيسى بن محمد بن عبد الله ابن داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي العباسي المعروف بابن الهبارية الملقب نظام الدين البغدادي الشاعر المشهور؛ كان شاعرا مجيدا حسن المقاصد، لكنه كان خبيث اللسان كثير الهجاء والوقوع في الناس لايكاد يسلم من لسانه أحد. وذكره العماد الكاتب في الخريدة فقال: من شعراء نظام الملك، غلب على شعره الهجاء والهزل والسخف، وسبك في قالب ابن حجاج وسلك أسلوبه وفاقه في الخلاعة، والنظيف من شعره في غاية الحسن. حكي عنه أنّه هجا بالأجرة النّظام، فأمر بقتله، فشفع فيه جمال الإسلام محمّد بن ثابت الخُجَنْدِيّ، وكان من كِبار العلماء، فقبِل شفاعته، فقام يُنشد نظام الملك، يومَ عفوِه عنه، قصيدةً، قال في مطلعها:بعزّةِ أمرِك دارَ الفلَكْ حَنانَيْك، فالخَلْقُ والأمرُ لكْفقال النّظام: كذبت، ذاك هو الله عزّ وجلّ، وتمّم إنشادها.ثم أقام مدّة بأصفهان. وخرج الى كرْمان، وأقام بها الى آخر عمره. مات بعد مدّة طويلة.وذُكر أنّه توفّي في سنة أربع وخمس مئة.وترجم له الإمام الذهبي في التاريخ فقال بعدما سماه: والهبارية هي من جداته، وهي من ذرية هبار بن الأسود بن المطلب. (1)قرأ الأدب ببغداد، وخالط العلماء، وسمع الحديث، ومدح الوزراء والأكابر.وله معرفة بالأنساب، وصنف كتاب الصادح والباغم والحازم والعازم، نظمه لسيف الدولة صدقة بن منصور، وضمنه حكماً وأمثالاً، ونظم كليلة ودمنة. وله كتاب مجانين العقلاء، وغير ذلك. وله كتاب ذكر الذكر وفضل الشعر. وقد بالغ في الهجو حتى هجا أباه وأمه. وشعره كثير سائر، فمنه قصيدة شهيرة: أولها: (حي على خير العمل=على الغزال والغزل)قال الأرجاني: سألت ابن الهبارية عن مولده، فقال: سنة أربع عشرة وأربعمائة.وقال أبو المكارم يعيش بن الفضل الكرماني الكاتب: مات بكرمان في جمادى الآخرة سنةتسع وخمسمائة. ا.هـقال الزركلي: من كتبه (الصادح والباغم-ط) أراجيز في ألفي بيت على أسلوب كليلة ودمنة، و(نتائج الفطنة في نظم كليلة ودمنة - ط)، و(فلك المعاني)، و(ديوان شعر) أربعة أجزاء..