
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فَقـــال كـــان للخليـــط راعِ
بِرَعيــــه موفـــق المَســـاعي
فَنَتَجَــت بَعــض العِشــار سـَقباً
وَمَلأت بَعـــدَ الرِّضـــاع وَطبــا
وَهــوَ عَــن الحَـي بَعيـد عـازب
وَالصـَّخر مِـن لَفـح الهَجير ذائِب
فَــذهَب الرَّاعــي لِســَقي إبلـه
وَخَلــف الناقــة عِنــدَ أَهلــه
فَجاءَهـــا خَليلهـــا للوعـــد
لأَنَّـــهُ يَعـــرف وَقــت الــوَرد
فَقـــدمت إِلَيــهِ رســلاً فشــرب
وَكــان عيمــان فَقـامَ إذ طَـرب
فَنَحَــر الناقــة فــي مقامِهـا
وَكَشــَفَ الجلــدة عَــن سـَنامِها
وَنــالَ مِنهــا الأَطيـب الشـَّهيا
لِكَــي يَســوء الراعـي الشـَّقيا
فَـــراحَ ذاكَ صــادِرا بِــالنعم
فَلَــم يَــرع إِلا بِآثــار الـدم
وَصــَوتها مِــن داخــل الخِبـاء
مفصـــحة بالســـب وَالبُكـــاء
فَقــالَ مـا هَـذا فَقـالَت مقنـب
مــروا عَلَينــا وَالرِّجـال غيـب
فَعَقروهـا وَأَصـابوا مـا اشتَهوا
وَما أَرعووا عَن محرم وَلا اِنتَهوا
وَهــا أَنـا مَريضـة مـا اسـتقل
وَلا أَظـــن أَنَّنـــي قَــط أَبــل
وَانَّهُـــم سَيقصـــدون الحلـــه
وَيطـــردون ســـَخلها وَالجلــه
فَشــَقَّ مــا قــالت لَــهُ عَلَيـهِ
وَصــــَغرت نــــاقته لَــــديه
فَلــم يَــدر بِبـاله وَلا افتكـر
فــي أَمرِهـا وَلا لَـهُ بَعـد ذكـر
وَســـَأَلتهُ البَـــت وَالطَلاقـــا
وَطَلَبـــت ذاكَ فَمـــا أَطاقـــا
وَأكثَــــرت خِصـــامه وَعَـــذله
لا خَيـرَ فـي المَـرء يَضـيع أَهله
وَأعلنـــت حَتّــى تَــرد قَــوله
لا كـانَ فحـل لَيـسَ يَحمـي شـَوله
وَجَــد فــي اسـتعطافها بِجهـده
معتــذِراً عَــن بعــدِهِ بِــوَرده
فَكــانَ ذاكَ مِــن لَطيـف مَكرِهـا
أصــلح لا شــَك فَســادَ أَمرِهــا
وَهَكــذا لابُــدَ لــي مِـن حيلـه
تَكــون لــي إِلـى العُلا وَسـيله
فَرُبَّمــا نــالَ الفَــتى بِكَيـده
مــا لَــم يَنـل بِبَأسـِه وَأَيـده
أبو يعلى نظام الدين البغدادي ابن الهبَّارية: شاعرٌ هجّاء من شعراء quotخريدة القصرquot ويقال في كنيته أبو العلاءترجم له ابن خلكان قال:ابن الهبارية الشريف أبو يعلى محمد بن محمد بن صالح بن حمزة بن عيسى بن محمد بن عبد الله ابن داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي العباسي المعروف بابن الهبارية الملقب نظام الدين البغدادي الشاعر المشهور؛ كان شاعرا مجيدا حسن المقاصد، لكنه كان خبيث اللسان كثير الهجاء والوقوع في الناس لايكاد يسلم من لسانه أحد. وذكره العماد الكاتب في الخريدة فقال: من شعراء نظام الملك، غلب على شعره الهجاء والهزل والسخف، وسبك في قالب ابن حجاج وسلك أسلوبه وفاقه في الخلاعة، والنظيف من شعره في غاية الحسن. حكي عنه أنّه هجا بالأجرة النّظام، فأمر بقتله، فشفع فيه جمال الإسلام محمّد بن ثابت الخُجَنْدِيّ، وكان من كِبار العلماء، فقبِل شفاعته، فقام يُنشد نظام الملك، يومَ عفوِه عنه، قصيدةً، قال في مطلعها:بعزّةِ أمرِك دارَ الفلَكْ حَنانَيْك، فالخَلْقُ والأمرُ لكْفقال النّظام: كذبت، ذاك هو الله عزّ وجلّ، وتمّم إنشادها.ثم أقام مدّة بأصفهان. وخرج الى كرْمان، وأقام بها الى آخر عمره. مات بعد مدّة طويلة.وذُكر أنّه توفّي في سنة أربع وخمس مئة.وترجم له الإمام الذهبي في التاريخ فقال بعدما سماه: والهبارية هي من جداته، وهي من ذرية هبار بن الأسود بن المطلب. (1)قرأ الأدب ببغداد، وخالط العلماء، وسمع الحديث، ومدح الوزراء والأكابر.وله معرفة بالأنساب، وصنف كتاب الصادح والباغم والحازم والعازم، نظمه لسيف الدولة صدقة بن منصور، وضمنه حكماً وأمثالاً، ونظم كليلة ودمنة. وله كتاب مجانين العقلاء، وغير ذلك. وله كتاب ذكر الذكر وفضل الشعر. وقد بالغ في الهجو حتى هجا أباه وأمه. وشعره كثير سائر، فمنه قصيدة شهيرة: أولها: (حي على خير العمل=على الغزال والغزل)قال الأرجاني: سألت ابن الهبارية عن مولده، فقال: سنة أربع عشرة وأربعمائة.وقال أبو المكارم يعيش بن الفضل الكرماني الكاتب: مات بكرمان في جمادى الآخرة سنةتسع وخمسمائة. ا.هـقال الزركلي: من كتبه (الصادح والباغم-ط) أراجيز في ألفي بيت على أسلوب كليلة ودمنة، و(نتائج الفطنة في نظم كليلة ودمنة - ط)، و(فلك المعاني)، و(ديوان شعر) أربعة أجزاء..