
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قــالَ سـَمعتُ أن ذئبـاً أَبصـرا
غَزالــة ترضــع خَشـفاً أَحـوَرَا
لَكنهــــا مَريضـــة هَزيلـــة
وَســـاقَها مَكســـورة عَليلــه
قَـد مَسـها الضـر فَعـادَت نضوا
يَحسـبها الـراؤون مِنهـا شلوا
فَقــالَ إِن أَكلَتهـا لَـم أَشـبع
وَلَيــسَ لَحــم مثلهــا بمقنـع
وَالــرَأي أَن أَعلفهــا أَيامـا
فَإِنَّهـــا لا تَجـــد الطعامــا
لَعَلَهـــا تســمن ثُــم أَعمــد
يَـــومئذ لَهـــا وَذاك أَرشــَد
فَجاءَهـــا مُســـلما فَقـــالا
وَالــذئب لا يُصــادق الغَـزالا
إِلا لِكَيــــد كـــامن وَمَكـــر
جـــزّ قَصـــير أَنفـــه لأَمــر
يـا أُخـت مـا حالـك قـالَت شر
وَغَرهـــا وَالشـــهم لا يغتَــر
وَأظهـر اللطـف لَهـا وَالرفقـا
فَقَــد رأَتــهُ للشــقاء حَقــا
وَشــَكَت الجُــوع إَلَيــهِ فَبَكـى
وَأظهــر الخُشــوع وَالتنَســكا
وَقـالَ إِنـي تُبـت مِـن عـداوتي
للـوحش حَتّـى انكسـرَت ضـَراوَتي
حَلفـــتُ لا آكــل جهــدَ حلــف
إِلا الَّــذي يَمــوت حتـف الأَنـف
فَبئســت الطبيعــة القَســاوة
وَالفَتــك بِـالنُفوس وَالضـراوة
إِن لَــم يَكُــن جنسـَهُم كَجنسـي
فَإِنَّمـــا نُفوســـهُم كَنَفســـي
وَإِن إِفســـادي كَـــون صــوره
لِشـــَهوة تعـــرض أَو ضــَروره
ظُلــم وَجَهــل لَيــسَ فيـهِ شـَك
وَلَســتُ مِــن إثــم بِـهِ أنفـك
حَتّـى مَـتى تَبكـي العُيون فَتكى
كَـم مُقلـة مِـن سوء فعلي تَبكي
وَكَبـــد أَحرَقتهـــا بالثكــل
وَولــــد أيتمتـــه بِالأَكـــل
وَقَــد عَلمــت وَاللـبيب يَعلـم
بـالطبع لا يَرحـم مَـن لا يرحَـم
فَتُبــت مِــن قَسـاوَتي وَصـبوتي
وَقُلــت أمحـو حَوبَـتي بِتَوبَـتي
وَمَــر مِــن ســاعَتِهِ فَجاءَهــا
بعلــف حشــت بِــهِ أَحشــاءَها
وَلَــم يَــزَل يعلفهـا وَيَجتَهـد
كَيـداً وَمَـن يَعجَز عَن الأَمر يكد
وَلَـم تَـزَل تَـدعو لَـهُ وَتشـكره
مُـذ صـدقت مِـن نسكهِ ما يذكره
لَـم تَـدرِ كَيـفَ قصد أَن يكيدَها
أَضــحى يقوتهـا لِكـي يَقودَهـا
حَتّـى إِذا مـا رَجعـت كَـالتولب
وَأَصـبَحَت مِـن شـحمها كَالشـوقب
عافصـــها بوثبـــة شـــَديده
محكمـــاً أَنيــابه الحَديــده
وَهَكَــذا لَــو تَفهَمــون الأنـس
يـــبركم أَرفقهـــم لِيَقســـو
وَأَنتُــــم لِقلـــة الأفهـــام
وَســـــفه العُقــــول وَالأَحلام
تَــرون ســوء فعلهــم عَيانـا
وَلا تَـــرونَ ذالِكُــم عُــدوانا
إن أَقــل مَــن تَــرى أَذهانـا
مــن حســب الإِسـاءة الإِحسـانا
قــالَ أَبـو أَيـوب فـي جَـوابه
قَـد يغلـب المَـرء عَلـى صَوابه
إِنـكَ مـا أنصـفت فـي المَقـال
وَلا عَـــدَوت زُخـــرف المحــال
لزمــت للجهـل قَبيـح الظـاهر
وَمــا نَظَــرت حســن السـَرائر
وَذاكَ فــاعلم عــادة الجهـال
وَســــنة الأَغمــــار وَالأرذال
إن يَقصــدوا ظَــواهر الأَقـوال
بِــالطعن وَالتَزييـف بِالجـدال
وَيَغفَلــون عَــن خَفـيِّ الحكمـه
وَلَـو رَأوهـا لأَزالـوا النهمـه
كَـــم حســـن ظـــاهر قَبيــح
وَســــمج عُنــــوانهُ مَليـــح
وَحكمـــة خافيـــة وَمصـــلحه
للنــاس فـي مَعـارض مُسـتقبحه
تخفـى عَلـى الجهـال وَالأَغمـار
لجهلهـــم بحكمـــة الجبــار
مـن عَـرَفَ اللَّـه أَزال التهمـه
وَقــال كُــل فعلــه للحكمــه
قَـد تَضـرب الأُم الـرؤوم طِفلَها
فَهَــل يَــذم ذو رَشـاد فعلهـا
لعلمهـــم بِأَنَّهـــا شـــَفيقه
عَلــى بَنيهــا وَبِهــم رَفيقـه
وَإِنَّمــــا تَضـــربه لنفعـــه
وَزَجـــره عَــن غَيــهِ وَمَنعــه
لأَنَّهـــا أَعلَـــم بِالمصـــالح
مِنـهُ وَأَهـدى للسـبيل الواضـِح
وَإِن مَــن يَقصــد قَلــعَ ضرسـه
لَــم يَعتمــد إِلا صــَلاحَ نَفسـه
وَقَـد تَـرى شـَيخاً كَبيراً فانياً
عـاش عَقيمـاً يَرهـب المواليـا
وَيَســأَلُ اللَّــه تَعـالى وَلَـدا
حَتَّــى إِذا رزقــه مــا نَشـَدا
وَجـاءهُ ابـن ذكـر مثـل القَمَر
وَالشـيخ ذو مـال كَـثير وَبَـدر
أســـلمه لِقســـوة المعلـــم
ولَــم يَكُــن عَلَيــهِ ذا ترحـم
يَقتـل فـي المَكتَـب بِـالهراجر
وَيَقطَــع الليــل بجفـن سـاهر
حَتّــى إِذا مـا أتقـن الآدابـا
ألزمــه الــدكان وَالعَــذابا
وَرُبَّمـا خـاطر فـي البَحـر بِـهِ
مِـن بَعـدِ مـا قاساه في مَكتبه
فَهَــل يَقــول قـائل قَـد خـرف
وإنَّــهُ بِفعلــه مــا أنصــَفا
إِذ هُـو ذو مـال كَـثير العَـدد
وَمـا أَتـاهُ غَيـر هَـذا الوَلَـد
فلِــم بِأَصــناف الأَذى يعــذبه
المــال يَكفيــهِ فَلَـم يهـذبه
لِـمَ لا يَكـون وادِعـاً فـي أَهله
مقتَنِعـــاً بِمـــاله وَجَهلـــه
وَهَكَــذا الطــبيب إِذ يُــداوي
بِــالقَطع وَالمسـهل وَالمكـاوى
وَحقنــــة وَكيــــة وَقَطــــع
وَمنضــج صــَعب شــَديد اللـذع
وَرَبنــا قَــد خَلَــق السـِّباعا
وَحَشــــَرات خبثـــت طِباعـــا
وَفــي الجَميــع حكمــة خَفيـه
لِلَّـــهِ بَـــل ظــاهِرة جَليــه
إِن الَّـذي فـي خَلقِـهِ اِسـتَوَينا
هُــوَ الَّــذي فَضــلهم عَلَينــا
وَلَيـــسَ ذاكَ مِنهُـــم بِظلـــم
لأَنَّهُـــم يَــأتونه عَــن علــم
فَقــالَت العَنقـاء إِن الموقـا
ظَــن الفَــتى عَــدوه صــَدوقا
إِن الجَهــول بَينَنــا نعلمــه
هُــوَ الَّـذي ينصـف مـن يَظلمـه
فَمـا تَقول الخَيل فيما قَد جَرى
قُلـنَ صـَواب كُـل مـا قَـد ذَكَرا
لأَنَّهُـــم ملاكنـــا والمالـــك
لَيــسَ لَــهُ فـي أَمـرِهِ مُشـارك
يَفعَــل مـا شـاءَ بِلا اِسـتثناء
مُختَبِـــراً للعبـــد بِــالبَلاء
يَصــبر للقَضــاء أَم لا يَصــبر
وَهـوَ بِـهِ مـن قَبـل ذاكَ يخـبر
قــالَ لَــهُ لَقَـد جَمَعـت كـذبا
وَســَفهاً وَقَــد أَتَيــت عَجبــا
زَعمـــت أن الإِنــس ملاكٌ لَكُــم
وَمحسـنون فـي الَّذي جاءوا بِكُم
وَإِن رَب العَــرش قَــد ســَلطَهُم
عَلَيكُــم حَقــاً وَقَــد بَســطهم
مِـن أَيـن قُلـت ذاكَ يـا مَسكين
ابــن لــي الحَـق فَمـا يَـبين
أَي دَليـل لَـكَ فـي ذي الـدعوى
لِتَجعـل الشـُكر مَكـان الشـكوى
إِن قُلـت قالوا قُلت دَعوى مِنهُم
مثلــك يَرويهـا لمثلـي عَنهُـم
وَأَن تَقــل بِــالرأي وَالعُقـول
فَــــإِنَّهُ مُشـــتَرك الـــدليل
لَـو كـانَ مَعقـولاً فَهمنـاه مَعاً
إِذ اِسـتَوَينا في العُقول أَجمَعا
إِن كـانَت القُـدرة حَقـاً فَكَـذا
حـق عَلَيهـم مـا لَقوا مِن الأَذى
وَكُــل مــا يَجـري عَلَيهـم حَـق
وَكُــل مــا يُقـال فيهـم صـدق
وَلَيـسَ فـي العـالم ظلـم جـار
إِذ كـل مـا يَجري بِإذن الباري
وَإِن يَكونــوا مَلَكـوا أَفهامـا
وَفطنــةً ساسـوا بِهـا الأَنامـا
فَــذاكَ يَنهـاهم عَـن العُـدوان
أَجَــل وَيَـدعوهم إِلـى الإِحسـان
وَلَيـسَ مِـن عَقـل الفَـتى وَكَرَمه
إِفســاد شــَخص كامــل لقرمـه
وَكـانَ فـي الخَيـل حصـان أَشقَر
لَــــهُ رواء حســـن وَمَنظَـــر
يُـدعى الصـبا لرفقـه وَسـرعته
فـــي جريــه وَشــده وَخفتــه
فَقــالَت العَنقـاء قَـول منكـر
لِقَــوله مــا أَنــتَ إِلا مفـتر
مُكــــابِرٌ مُعانــــد محـــرف
وَفــي الجِـدال ظـالم لا تنصـف
هَــذا جحــود ظــاهر للصـانع
وَقَصـــده بِــالحَق وِالشــرائع
قــالَ وَمـا فيـهِ مِـن الجحـود
وَالكُفــر بِالرسـل وَبِـالمَعبود
قـالَت أَمـا علمـت أَن الصانِعا
أَجـرى القَضـاء مُعطيـاً وَمانِعا
وَموجــد الخَلـق عَلـى النظـام
قَصــداً إِلــى مَصــالح الأَنـام
مِــن أَجلِهــم أَوجـد كُـل شـَيء
وَكُــل رُشــد فـي الـوَرى وَغـى
وَالأَرض دار لَهُــــم وَالفلـــك
ســَقف لَهُــم وَجــوه وَالحبــك
وَكُـل مـا فـي الأَرض مِـن موجود
لَهُـم بِلُطـف الصـانع المَعبـود
لَمـا اِرتَضـى الإِنسان بِالتكليف
حَبــاهُ بِــالإِكرام وَالتشــريف
وَاختَصــهُ بِالســر وَالمُعـامله
فَضــلاً وَنَفسـاً للعلـوم قـابله
وَالــوَحي وَالثَــواب وَالعِقـاب
وَالــوَعظ وَالعِتــاب وَالحِسـاب
وَالعَقـل وَالنطـف وَحُسن السيره
وَالفَهــم وَالنيــة وَالسـريره
فكـانَ أَعلـى العـالمين رتبـه
وَخَيرهـــم مَنزِلَـــة وَقربـــه
وَلَــم يَكُــن مَقصـوده بِـالخلق
إِلا بَنــي آدم فَاِســمَع صــدقي
لِيَعبُــــــدوه وَيوحــــــدوه
وَيَشــــــكروه وَيُمَجِــــــدوه
فَكـانَ كُـل الخَلـق عَبـداً لَهُـم
وَلَســتُ فــي مَقــالتَي أتهــم
وَكُــل مــا يَظهَـر مِنهُـم عَـدل
لَيـــسَ عَلَيهــم ســبة وَعَــذل
جبــاههم مِــن أَثــر السـجود
مَوســومة فـي خدمـة المَعبـود
قَـد نَحلـوا بِالصـوم وَالعِباده
وَرَفضــوا اللــذات للزهــاده
قُلـــوبهُم مَعـــادن الإِيمــان
صـــُدورهم خَـــزائن القُــرآن
وَفيهـــم الإِيثــار وَالســخاء
وَالصــبر وَالوَفــاء وَالصـفاء
كَـــم دَعــوات لَهُــم مُجــابَه
تَسـتَنزل القطـر مِـن السـحابه
وَمِنهُـــم مَــن يَــترُك الحَلالا
تَورعــــا لربِــــهِ تَعـــالى
وَمِنهُــم مــن يُنفـق الأَمـوالا
لـــوجهِهِ وَيلطـــف الســُؤالا
وَمِنهُــــم مُجاهـــد بِنَفســـِه
هـادِئَةً فـي الـروع مثـل تُرسه
وَمَـــن يُــذيب نَفســه للحــج
مِــن كُــل فَــج شاســع وَنَهـج
وَالأَنبيـــاء مِنهُــم وَالرســل
وَالمــال وَالسـلطان وَهـوَ ظـل
وَفيهــم حَــزم وَعَــزم وَصــلف
وَلَيـسَ بَعـدَ العَقل وَالنطق شَرَف
وَلَهُــم اللـذات فـي المَطـاعم
وَلبـــس كُـــل رائق وَنـــاعم
لَــولا بَنـو آدم بَيـنَ العـالم
مـا بـانَ لِلعُقـول فَضل العالم
وَلَم تَبن هَذي المَعالي الفاخره
فَإِنَّمـا الـدنيا لَهُـم وَالآخـره
أَنســابهم مَحفوظــة مَعروفــه
فــي صــُحف مَصــونة مَكنــوفه
أَســـرارهم خافيــة لا تظهــر
مَســتورة عَـن الـوَرى لا تنظـر
وَفيهــــم العُلــــوم وَالآداب
وَلَهُـــــم الأَحلام وَالأَلبــــاب
قَـد خلقـوا فـي أَحسَن التقويم
وَفضــلوا بِالقَــدر وَالجســوم
وَإِنَّمــا أَجســامهُم عَلـى قَـدر
لا صـــغرٌ يَشـــينها وَلا كــبر
وَقامــــة ســـَوية مَنصـــوبه
وَصـــورة مَقبولـــة مَحبــوبه
ثُــم الصــغير مِنهُــم بِعَقلـه
يَقــود أَلفــاً مِنكُــم بِحبلـه
وَيَقهـر الفيـل العَظيـم وَالأَسَد
بِكَيــده حَتّــى يَعـود كَالفَهَـد
وَيَرصــد النجـوم فـي أَفلاكِهـا
وَيَحفَــظ الجُســوم مِـن هلاكِهـا
بِـالطب وَالتـدبير وَالمُعـالجه
مِـن الشكايا وَالبَلايا الهائِجَه
وَإِنَّمــا أَنتُــم بِكُفـر فَضـلِهم
وَذم مـا لَـم تَعرِفوا مِن فعلهم
كَـاِمرَأة التـاجر ضـعف عَقلهـا
وَالجَهـل أَغراهـا بِعَيـب بعلها
عابثــة بِالفَضــل وَالمَحاســن
لجهلهـــا بِـــزائن وَشـــائن
فَقـال مـن هَـذي وَكَيـفَ القصـه
وَلــم بِنــا أَمثالهـا مُختَصـه
أبو يعلى نظام الدين البغدادي ابن الهبَّارية: شاعرٌ هجّاء من شعراء quotخريدة القصرquot ويقال في كنيته أبو العلاءترجم له ابن خلكان قال:ابن الهبارية الشريف أبو يعلى محمد بن محمد بن صالح بن حمزة بن عيسى بن محمد بن عبد الله ابن داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي العباسي المعروف بابن الهبارية الملقب نظام الدين البغدادي الشاعر المشهور؛ كان شاعرا مجيدا حسن المقاصد، لكنه كان خبيث اللسان كثير الهجاء والوقوع في الناس لايكاد يسلم من لسانه أحد. وذكره العماد الكاتب في الخريدة فقال: من شعراء نظام الملك، غلب على شعره الهجاء والهزل والسخف، وسبك في قالب ابن حجاج وسلك أسلوبه وفاقه في الخلاعة، والنظيف من شعره في غاية الحسن. حكي عنه أنّه هجا بالأجرة النّظام، فأمر بقتله، فشفع فيه جمال الإسلام محمّد بن ثابت الخُجَنْدِيّ، وكان من كِبار العلماء، فقبِل شفاعته، فقام يُنشد نظام الملك، يومَ عفوِه عنه، قصيدةً، قال في مطلعها:بعزّةِ أمرِك دارَ الفلَكْ حَنانَيْك، فالخَلْقُ والأمرُ لكْفقال النّظام: كذبت، ذاك هو الله عزّ وجلّ، وتمّم إنشادها.ثم أقام مدّة بأصفهان. وخرج الى كرْمان، وأقام بها الى آخر عمره. مات بعد مدّة طويلة.وذُكر أنّه توفّي في سنة أربع وخمس مئة.وترجم له الإمام الذهبي في التاريخ فقال بعدما سماه: والهبارية هي من جداته، وهي من ذرية هبار بن الأسود بن المطلب. (1)قرأ الأدب ببغداد، وخالط العلماء، وسمع الحديث، ومدح الوزراء والأكابر.وله معرفة بالأنساب، وصنف كتاب الصادح والباغم والحازم والعازم، نظمه لسيف الدولة صدقة بن منصور، وضمنه حكماً وأمثالاً، ونظم كليلة ودمنة. وله كتاب مجانين العقلاء، وغير ذلك. وله كتاب ذكر الذكر وفضل الشعر. وقد بالغ في الهجو حتى هجا أباه وأمه. وشعره كثير سائر، فمنه قصيدة شهيرة: أولها: (حي على خير العمل=على الغزال والغزل)قال الأرجاني: سألت ابن الهبارية عن مولده، فقال: سنة أربع عشرة وأربعمائة.وقال أبو المكارم يعيش بن الفضل الكرماني الكاتب: مات بكرمان في جمادى الآخرة سنةتسع وخمسمائة. ا.هـقال الزركلي: من كتبه (الصادح والباغم-ط) أراجيز في ألفي بيت على أسلوب كليلة ودمنة، و(نتائج الفطنة في نظم كليلة ودمنة - ط)، و(فلك المعاني)، و(ديوان شعر) أربعة أجزاء..