
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَهـوَ ظَليـم كـانَ بِاليَمـامه
حَـديثه بـاق إِلـى القِيـامه
خلَّــى سـَفاها بيضـه وحضـنا
بيـض القَطـاة إِذ رآه حَسـَنا
وَظنـــه يفقـــص عــن رئال
أحسـَن مِـن رئالـه في الحال
فَلـم يَكُـن ذاكَ وَضـاع فعلـه
وَبيضــه أَيضــاً وَذَم عَقلــه
فَـاجتَمع القَـوم عَلـى عِنادي
وَعـذرَهُم فـي ذاكَ عِنـدي باد
أَمــا الَّــذي خَصصـته بـبري
فَهـوَ لَئيـم الأَصـل غَيـر حُـر
فَـــإِنَّني ظَلَمتـــه بِــذاكا
وَكــانَ مــا جئت لَـهُ هَلاكـا
كَـأَنني كَلفتـه مـا لَـم يطق
وَلَـم يَكُـن في طَبعِهِ لَما خَلق
طَلَبـت مِـن أَصل اللئيم شُكراً
وَمِــن زَنيــم وَجَهـول نَصـرا
وَلَيـسَ في طَبع اللئيم الشُّكر
وَلَيـسَ فـي الأَصـل الدني نَصر
وَإِن مَـــن أَلزَمــه وَكَلفــه
ضـد الَّذي في طَبعِهِ ما أَنصَفه
وَهـوَ إِذا حَققـت مثـل جـرول
لَمـا غَدا يَشتار أَرى الحَنظَل
إِذ غَـــرهُ صــفرته وَحُســنه
فَلـم يَكُـن فيـهِ الَّـذي يَظنه
وَمَـن سَقى العَوسج يَبغي وَرده
وَمَـن غَـدا الـذئب يَروم وده
وَحاضـن للجهـل بيـض الحيـه
كَفــى بِــذاكَ ســبة وَغيــه
وَكُنـت فـي جَهلي مثل اللقلق
فـي حضـنِهِ بيضـة صـل مطـرق
مـن كَلَـف النفـوس ضَد طَبعِها
وَراضـها مُجتَهـداً فـي نَزعِها
أَتعبهـا عَـن خَلقِهـا وَتعبـا
وَلَـم يَنَل مِن خَيرِها ما طَلَبا
وَإِن مَـن خَـصَّ اللئيم بِالنَّدى
وَجَــدتهُ كَمَــن يُرَبـي أَسـَدا
فَــإِن بـر الجاهـل اللئيـم
مثـل جَفـاء الفاضـل الكَريم
وَكــانَ فـي جَزيرَتـي سـُلطان
كَــأَنَّهُ مِــن جَــورِهِ شـَيطان
لَكنــه لا يظهــر العُـدوانا
فَيفســد القُلـوب وَالأَعوانـا
وَيتقـي الـذمَّ وَشـر ما اِتَقى
وَيظهـر النسـك رِياء وَالتقى
وَيَعمـل الكَيد الخَفي وَالحيل
تَوصــلا إِلـى هـواه بِالعِلـل
أمـا عَـدوي فَخشوا أَن يَفطنا
لِسـَعيهم بي فيقولوا قَد جَنى
إِن العَــدو قَــولهُ مَــردود
وَقــلَّ مــا يصــدق الحَسـود
وَهـوَ وَإِن كـانَ ظَلومـاً ناقِد
لَيـسَ تَجـوز عِنـدَهُ المَكايـد
وَالأَصـدِقاء كَرِهوا أَن يَنسِبوا
فيـهِ إِلى اللوم وَأن يُؤنبوا
وَأن يُقــال إِنَّهُــم أَشــرار
وَكُلهـــم بِعَهـــدِهِ غَـــدار
وَسـَعيهم عَلى الصديق الصادق
بَعـد النوال الجم وَالمرافق
هبكـم صدقتم في الَّذي حَكيتُم
وَقُلتُـم مـن ذاك مـا رَأَيتُـم
هَلا سـَتَرتم وَكَتَمتـم مـا جَرى
لأَيمــا حــال تـرادون تـرى
فمـوجب الصـداقة المُسـاعده
وَمُقتَضـى المَـودة المعاضـده
لا سـيما فـي النوب الشدائد
وَالمحــن العَظـائم الأَوابـد
لَــو أَنكــم أَفاضـل أحـرار
مــا ظَهَـرَت بينكـم الأَشـرار
قـالوا فَما نَصنع حَتّى نُهلكه
قيل انصبوا مِن المحال شَبكه
فَجَلَســوا فــي مَسـجد وَسـوق
وَمجمــع النسـك أَو الفسـوق
وَغَيرهُــم لَمـا يَقـول يسـمَع
هَـل صـَحَّ عَن صبيح تِلكَ البدع
وَقـالَ بَعـضٌ مِنهُـم فـي خفيه
لِبَعضـــهم بحيلــة وفريــه
إِن كــانَ ذا فَــإِنَّهُ جســور
وَقُربـــهُ لِشـــَرهِ مَحـــذور
قـالَ لَـهُ الآخـر لَيسَ ما حَكى
أَول كَيـــد دَســـه للملــك
وَقـالَ ثـان كَـم لَـهُ مَكيـده
فــي مُلكِــهِ خافيـة شـَديده
وَهــوَ بِلا شــَك يَتــم أَمـره
فَقَـد سـَرى بَينَ الجُنود مَكره
وَحــالفوه كُلهُــم وَعاقـدوا
وَوعــدوه نَصــرهُم وَعاهَـدوا
قــالَ لِمَــن يَطلبـه لِنَفسـه
أَو غَيـره مِـن قَـومِه وَجنسـه
فَقــالَ شــَيخ مِنهُــم مـوقر
المـال أَطغاه وَيَبغي المكثر
بقــوة المــال وَعـز شـانه
ســَعى بِلا شـَك عَلـى سـُلطانه
أَمــا سـمعتم قصـة الحجـام
وَملـك الأَهـواز فـي الحَمـام
أبو يعلى نظام الدين البغدادي ابن الهبَّارية: شاعرٌ هجّاء من شعراء quotخريدة القصرquot ويقال في كنيته أبو العلاءترجم له ابن خلكان قال:ابن الهبارية الشريف أبو يعلى محمد بن محمد بن صالح بن حمزة بن عيسى بن محمد بن عبد الله ابن داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي العباسي المعروف بابن الهبارية الملقب نظام الدين البغدادي الشاعر المشهور؛ كان شاعرا مجيدا حسن المقاصد، لكنه كان خبيث اللسان كثير الهجاء والوقوع في الناس لايكاد يسلم من لسانه أحد. وذكره العماد الكاتب في الخريدة فقال: من شعراء نظام الملك، غلب على شعره الهجاء والهزل والسخف، وسبك في قالب ابن حجاج وسلك أسلوبه وفاقه في الخلاعة، والنظيف من شعره في غاية الحسن. حكي عنه أنّه هجا بالأجرة النّظام، فأمر بقتله، فشفع فيه جمال الإسلام محمّد بن ثابت الخُجَنْدِيّ، وكان من كِبار العلماء، فقبِل شفاعته، فقام يُنشد نظام الملك، يومَ عفوِه عنه، قصيدةً، قال في مطلعها:بعزّةِ أمرِك دارَ الفلَكْ حَنانَيْك، فالخَلْقُ والأمرُ لكْفقال النّظام: كذبت، ذاك هو الله عزّ وجلّ، وتمّم إنشادها.ثم أقام مدّة بأصفهان. وخرج الى كرْمان، وأقام بها الى آخر عمره. مات بعد مدّة طويلة.وذُكر أنّه توفّي في سنة أربع وخمس مئة.وترجم له الإمام الذهبي في التاريخ فقال بعدما سماه: والهبارية هي من جداته، وهي من ذرية هبار بن الأسود بن المطلب. (1)قرأ الأدب ببغداد، وخالط العلماء، وسمع الحديث، ومدح الوزراء والأكابر.وله معرفة بالأنساب، وصنف كتاب الصادح والباغم والحازم والعازم، نظمه لسيف الدولة صدقة بن منصور، وضمنه حكماً وأمثالاً، ونظم كليلة ودمنة. وله كتاب مجانين العقلاء، وغير ذلك. وله كتاب ذكر الذكر وفضل الشعر. وقد بالغ في الهجو حتى هجا أباه وأمه. وشعره كثير سائر، فمنه قصيدة شهيرة: أولها: (حي على خير العمل=على الغزال والغزل)قال الأرجاني: سألت ابن الهبارية عن مولده، فقال: سنة أربع عشرة وأربعمائة.وقال أبو المكارم يعيش بن الفضل الكرماني الكاتب: مات بكرمان في جمادى الآخرة سنةتسع وخمسمائة. ا.هـقال الزركلي: من كتبه (الصادح والباغم-ط) أراجيز في ألفي بيت على أسلوب كليلة ودمنة، و(نتائج الفطنة في نظم كليلة ودمنة - ط)، و(فلك المعاني)، و(ديوان شعر) أربعة أجزاء..