
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فَيَغتَـــدي كَزَوجــة البيطــار
إِذ كَلَفَــت بِالتـاجر المكثـار
كــانَ صــَديق زَوجهــا فَـزاره
فَأبصـــَرته فاشــتهت جــواره
قـالَت فَـتى مـا إن بَدا عذاره
صـــورته يزينهـــا يَســـاره
وَبَعلــي البــائِس شـَيخ معـدم
زوجتــــه شـــَقية لا تنعـــم
فَســـَألته الخلــع بِالصــداق
وَرَجَـــت الراحـــة بِــالفِراق
وَراســَلَت ذاكَ الفَـتى مـذاكره
قـالَ لَهـا مـا أَنـت إلا فاجره
لَــو كُنــت ذات كَــرَم وَعفــه
مــا كُنــت بِالصـحبة مسـتخفه
أضـــعت حَــق الشــَّيخ وَالأَولاد
وَحُرمـــة الصــُّحبة وَالــوِداد
فرجعــت تَطلــب صــُلح بعلهـا
فَلَــم يردهــا لقبيـح فعلهـا
فمكثــــت حـــائرة مذبـــذة
بهمهـــا بينهمـــا معـــذبه
فَلَــم يَــزَل يغــره وَيخــدعه
بِقَــوله وَفــي نــزار يَطمعـه
حَتّـى غَزاهـم فـي جُيـوش لجبـة
وَقــادَ كُــل ســلهب وَســلهبه
وَعــامر يظهــر عَنـهُ الغفلـه
كَــأَنَّهُ مِــن أَمـرِهِ فـي مهلـه
وَالحَـي قَـد لامـوه كُـل اللـوم
قــالوا أبحـت أرضـنا للقـوم
وَأَنــــــتَ رب قينـــــة وزق
وَلَســــت للملـــك بمســـتحق
حَتَّــى إِذا قيـل غَـداً يَلقاكـا
انظــر فَهَـذا هُـو قَـد أَتاكـا
قــال غَـداً ألقـاه ثُـم نـادى
جــاراً لَــهُ يَسـأله الإِسـعادا
قــال لَــهُ إِنــك فـي دِيـاري
سـنين لَـم تـذمم بِهـا جـواري
وَإِن تَكُــن فـي يعـرب منتَسـِباً
تَـدعو كَمـا يَـدعون قَحطان أَبا
فَـأَنتَ فـي نِـزار رَأيـاً وَهَـوى
لَـم تَـر فـي جوارِها ما يَجتوي
وَإِنَّ فــي قَــومي مِـن الرِّجـال
مَـن يَرتَضـي لِمثـل هَـذي الحال
لَكِنَّنــي اخترتــك دون قَــومي
لــدفع خَطـب قَـد أَطـارَ نَـومي
فـامضِ إِلـى ابـن عمنـا بسطام
فَهــوَ صــَميم العـرب الكِـرام
وَاِدفــع إِلَيـهِ هَـذهِ الصـحيفة
فَإِنَّهــــا صـــَغيرة لطيفـــة
وَقُــل لَــهُ جزيـت عَنـي خَيـراً
وَلا زَجَـــرت للنحـــوس طَيــراً
فَقَــد تَوصــلت إِلــى مُــرادي
وَجئتَنـــي بزمـــر الأضـــداد
أخرجتهـم بِالكَيـد مِـن حصونِهم
وَســقتهم عُنفـاً إِلـى منـونهم
وَلَــو أَرَدت غَزوَهُـم لَـم أقـدر
إِلا بإتعــاب الجِيــاد الضـمر
لبعـــدهم عَنــي وَامتِنــاعهم
فَــإنهم كَالعصــم فـي قِلاعهـم
وَقَـد لَقوا هَذا الشقاءَ وَالنصب
وَحســرت خيــولهم مِـن التعَـب
وَنَحــنُ فـي الـبيوت وادعونـا
لَـم نتعـب المقربـة الصـفونا
فاقتـل نِسـاء القَـوم وَالأَولادا
وَخــــرب الحُصــــون وَالبِلادا
ثُــم فإنــا ههنــا لا نبقــى
فــــأنت ذو تيقـــظ وَحـــذق
وَكــانَ بســطام أَقــام لمـرض
خــامره لَمـا غَـزا فَمـا نَهَـض
إيــاك يــا زيـاد أَن تخونـا
فَمــا فــتئت ثقــة مَأمونــا
لا تـــؤثرن قَومـــك للحميــه
وَنســبة فــي الأَصــل يعربيـه
وَلا تَقُــــل إِنـــي قَحطـــاني
وَعــــامر أجنـــب عَـــدناني
فَتنثَنــــي إِلَيهـــم بســـري
فَيحـــذرون حيلَـــتي وَمَكــري
وَهَـذِهِ مِـن خـالص العيـن بـدر
خُـذها وَبـادر في الأُمور تبتدر
فَســارَ عَنــهُ قاصـِداً بسـطاما
حَتَّـى إِذا مـا عـاين الهمامـا
فــي قَـومِهِ مِـن يَعـرُب تحيـرا
فــي رَأيـهِ وَعـادَ قَـد تَغَيـرا
وَقـالَ مَـن يعـذرني فـي العرب
كَيـفَ أَبيـع طائِعـاً بَنـي أَبـي
أَخـــاف أَن تقتلهــم عَــدنان
فَيَمكـــث النــاس وَلا قَحطــان
أَصـلي أولـى بـي مِـن الـديار
وَأُســـرَتي لازمـــة الجـــوار
فَجــاءَ مِــن ســاعَتِهِ ذايــزن
قـالَ أبيـت اللعـن رب اليمـن
أَنـا زِيـاد بـن عنـان بن رَسَن
مِن خَير بَيت فاعلمنه في اليَمن
أَخرَجنـــي مِنهــا دم أصــبته
وَمُغــرم فــي ســيرَتي كسـبته
ثُــم نَزَلــت فــي بِلاد عــامر
مِــن ذَلـك الزَّمـان كَالمُجـاور
وَشــَرح القصــة شـَرحاً واضـِحاً
وســلم الكِتــاب مِنـهُ ناصـِحاً
فَفَرقــوا إِذ قَـرَأوا الصـحيفه
وَاِنصــَرَفوا مِــن البِلاد خيفـه
وَخَلفــوا الأَمــوال وَالأَثقـالا
فَأَصـــبَحَت لِعـــامر أَنفــالا
وَلَــم يَــزَل يأســرهم وَيقتـل
مُبـــادِراً بِقَتلهــم لا يمهــل
حَتَّـى إِذا مـا وَصـَلوا دِيـارَهُم
وَلَــم يخــل عــامر معاشـرهم
وَأَمنـــوا وَقَتَلــوا بســطاما
وَنـالَ مِنهُـم عـامر مـا رامـا
كَــذَلِكَ الكيــد وَمَــن يَكيــد
يَنَــل مِــن الأُمـور مـا يُريـد
فَــإِن مَــن يَغـدر غَيـر نـاظر
فـــي أَمـــرِهِ مثـــل جــابر
أبو يعلى نظام الدين البغدادي ابن الهبَّارية: شاعرٌ هجّاء من شعراء quotخريدة القصرquot ويقال في كنيته أبو العلاءترجم له ابن خلكان قال:ابن الهبارية الشريف أبو يعلى محمد بن محمد بن صالح بن حمزة بن عيسى بن محمد بن عبد الله ابن داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي العباسي المعروف بابن الهبارية الملقب نظام الدين البغدادي الشاعر المشهور؛ كان شاعرا مجيدا حسن المقاصد، لكنه كان خبيث اللسان كثير الهجاء والوقوع في الناس لايكاد يسلم من لسانه أحد. وذكره العماد الكاتب في الخريدة فقال: من شعراء نظام الملك، غلب على شعره الهجاء والهزل والسخف، وسبك في قالب ابن حجاج وسلك أسلوبه وفاقه في الخلاعة، والنظيف من شعره في غاية الحسن. حكي عنه أنّه هجا بالأجرة النّظام، فأمر بقتله، فشفع فيه جمال الإسلام محمّد بن ثابت الخُجَنْدِيّ، وكان من كِبار العلماء، فقبِل شفاعته، فقام يُنشد نظام الملك، يومَ عفوِه عنه، قصيدةً، قال في مطلعها:بعزّةِ أمرِك دارَ الفلَكْ حَنانَيْك، فالخَلْقُ والأمرُ لكْفقال النّظام: كذبت، ذاك هو الله عزّ وجلّ، وتمّم إنشادها.ثم أقام مدّة بأصفهان. وخرج الى كرْمان، وأقام بها الى آخر عمره. مات بعد مدّة طويلة.وذُكر أنّه توفّي في سنة أربع وخمس مئة.وترجم له الإمام الذهبي في التاريخ فقال بعدما سماه: والهبارية هي من جداته، وهي من ذرية هبار بن الأسود بن المطلب. (1)قرأ الأدب ببغداد، وخالط العلماء، وسمع الحديث، ومدح الوزراء والأكابر.وله معرفة بالأنساب، وصنف كتاب الصادح والباغم والحازم والعازم، نظمه لسيف الدولة صدقة بن منصور، وضمنه حكماً وأمثالاً، ونظم كليلة ودمنة. وله كتاب مجانين العقلاء، وغير ذلك. وله كتاب ذكر الذكر وفضل الشعر. وقد بالغ في الهجو حتى هجا أباه وأمه. وشعره كثير سائر، فمنه قصيدة شهيرة: أولها: (حي على خير العمل=على الغزال والغزل)قال الأرجاني: سألت ابن الهبارية عن مولده، فقال: سنة أربع عشرة وأربعمائة.وقال أبو المكارم يعيش بن الفضل الكرماني الكاتب: مات بكرمان في جمادى الآخرة سنةتسع وخمسمائة. ا.هـقال الزركلي: من كتبه (الصادح والباغم-ط) أراجيز في ألفي بيت على أسلوب كليلة ودمنة، و(نتائج الفطنة في نظم كليلة ودمنة - ط)، و(فلك المعاني)، و(ديوان شعر) أربعة أجزاء..