
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـالوا فَمـا ذاك فَقـال ذكروا
وَهــوَ حَــديث شــائع مُشــتهر
إِن أَميـــراً كــانَ بِــالأَهواز
وَملكـــه بِالشــام وَالحِجــاز
لَـــهُ مِــن القِلاع وَالدســاكر
وَالمــال وَالجُنـود وَالعَسـاكر
مـا لَيـسَ فـي كُـل الملوك لأَحد
وَكـانَ مَـع ذَلِـكَ لَـم يُرزق وَلد
حَتَّـى إِذا مـا صارَ شَيخاً فانياً
جـاءتهُ بِنـت تَسـتَحق الرائيـا
مَليحَــــةٌ فشــــغفته حُبـــا
وَلَــم تَــزَل فـي حجـره تربـى
وَهـــوَ عَلَيهــا حــذر شــَفيق
ببرهــــا وَحفظِهـــا حَقيـــق
وَقــــالَ لا أنكحهـــا فَلا أَرى
كفـوءاً لها مؤازيا بَينَ الوَرى
وَكُــل مَــن يخطبهـا مـن ملـك
يجيبـــه بِســـَطوة المنتهــك
فَـدخل الحَمـام يَومـاً فـاحتجم
وَحَــولهُ جَماعــة مِــن الخَـدَم
فَقـالَ فـي الحـال لَـهُ الحجام
لـي حاجـة يـا أَيُّهـا الهمـام
فَغضــب الســلطان لَمـا كلمـه
وَلامَ فيمــا قَــد جَنـاه خـدمه
قـــالَ لَهُـــم أَيحســن الكَلام
عِنـدي مـن ذا العلـج يا طغام
فَـإِن يَكُـن شـَيخاً قَديم الخدمه
لَـــه حُقـــوقٌ جَمــة وَحرمــه
وَهــوَ رَبيــب نعمَــتي وَقصـري
وَهـــوَ غَــذيُّ دَولَــتي وَبــري
فَــإِنَّهُ لَيــسَ لَــهُ أَن يَنطِقـا
بِحَضــرَتي وَإِنَّــهُ مــا وفقــا
وَســَكَن الطيــش وَثــابَ حُلمـه
وَقـــالَ ردوه لمـــا يهمـــه
فَحيــنَ عـادَ ثُـم قـامَ يحجمـه
عــادَ إِلــى عــادته يُكلمــه
لـي حاجـة قـالَ وَمـا حاجتكـا
اذكـر وَأوضـح ذاكَ قالَ ابنتكا
أريــدها لابنــي نجـاح فَعجـب
لِقَــوله وَجَهلــه وَمــا غَضــب
لأن مــا كـانَ مِـن الأَمـر عَجَـب
لا يَقتَضي في حكمة العَقل الغَضب
قــالَ أَعــد مـا قُلتـهُ فظَنـه
مُختَبِلاً قَـــد اعـــترته جنــه
فَعــادَ لِلقَــول فَقــالَ جَنــا
لا شــَك هَـذا البـائس المعنـى
قــالَ لَــهُ شـَيخ مِـن الخـدام
قَـد لَـجَ فـي ذا القَول وَالكَلام
وَلَيــسَ مَجنونــاً وَلا ســَكرانا
إِن لَــــهُ لقصــــة وَشـــانا
فَفَكــروا فــي أَمـرِهِ وَقـالوا
أَنطقــه بِمــا سـَمعنا المـال
فَتحتـــه كَنـــز بِغَيــر شــَك
هُــوَ الَّــذي أَنطقــه بِالإفــك
فَحَفَــروا الحَمـام تَحـتَ رجلـه
فَوَجَــدوا مـا قَـد بَغـى لأَجلـه
خَــزائن الجَبــابر العــاديه
كــانَت بِهــا متينــة قَــويه
وَســألوه بَعــدها عَـن حـاجَتِه
فَحجــد الســالف مِـن لجـاجته
وَقــالَ مـا قُلـت وَلا لـي علـم
بِمــا جَـرى منـي وَلا لـي جُـرم
قـالوا صـَدَقت المال قالَ ذَلِكا
لَـولاه مـا كُنـت لرشـدٍ تارِكـا
وَهَكَـــذا صــبيح يــا رِجــال
أنهضــه إِلــى العَلاء المــال
لَـو كـانَ مهتمـاً بِقـوت أَهلِـه
مـا كـانَ مَشـغولاً بِغَيـر شـُغله
لَكنـــه مِـــن هَمــه تَفَرغــا
فَتــاه بِالمـال عَلَينـا وَطَغـى
فَقـالَ شـَيخ مـا الَّـذي يَمنعـه
مِـن خطبـة الملـك وَمـا يَدفعه
مِـن أَهـل بَيـت الملك وَالإِماره
وَخَلفــــه عَســـاكر جَـــراره
وثـــم أَمـــوال وَفَضــل وَأَدَب
وَمَنصـــب ذاكَ وَبَيـــت وَحَســَب
فَقــالَ شـَيخ مِنهُـم هَـذا كَـذب
مـا هـو مِمَـن لِلمحـال يَضـطَرب
وَقـالَ بَعـض القَـوم مثـل ذَلِكا
وَانَّـــهُ لا يعــرف التماســُكا
وَإِنَّمــا قـالوا الَّـذي قـالوه
وَالمَقصــد الحيلـة وَالتمـويه
لِيَســـمَعوا جَماعــة هنالِكــا
كَــأَنَّهُم لَـم يَعمَـدوا لِـذالِكا
فَيظهـر القَـول وَيمضـي شـائِعا
بَيـنَ الرجـال سـائِراً وَذائِعـا
فَكــانَ مِــن ذَلِـكَ مـا أَرادوا
وَبَلغـوا مـن نكبـتي ما كادوا
وَهكَـــذا الحــازم إِذ يَكيــدُ
يبلـغ فـي الأعـداء مـا يريـدُ
وهـوَ بريـء مِنهُـم فـي الظاهِر
وغَيـــرهُ مختضـــب الأَظـــافِر
كَقصـــة القـــادر وَالخَبــاز
وَالكَيــد داء مــا لـه مُـؤاز
أبو يعلى نظام الدين البغدادي ابن الهبَّارية: شاعرٌ هجّاء من شعراء quotخريدة القصرquot ويقال في كنيته أبو العلاءترجم له ابن خلكان قال:ابن الهبارية الشريف أبو يعلى محمد بن محمد بن صالح بن حمزة بن عيسى بن محمد بن عبد الله ابن داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي العباسي المعروف بابن الهبارية الملقب نظام الدين البغدادي الشاعر المشهور؛ كان شاعرا مجيدا حسن المقاصد، لكنه كان خبيث اللسان كثير الهجاء والوقوع في الناس لايكاد يسلم من لسانه أحد. وذكره العماد الكاتب في الخريدة فقال: من شعراء نظام الملك، غلب على شعره الهجاء والهزل والسخف، وسبك في قالب ابن حجاج وسلك أسلوبه وفاقه في الخلاعة، والنظيف من شعره في غاية الحسن. حكي عنه أنّه هجا بالأجرة النّظام، فأمر بقتله، فشفع فيه جمال الإسلام محمّد بن ثابت الخُجَنْدِيّ، وكان من كِبار العلماء، فقبِل شفاعته، فقام يُنشد نظام الملك، يومَ عفوِه عنه، قصيدةً، قال في مطلعها:بعزّةِ أمرِك دارَ الفلَكْ حَنانَيْك، فالخَلْقُ والأمرُ لكْفقال النّظام: كذبت، ذاك هو الله عزّ وجلّ، وتمّم إنشادها.ثم أقام مدّة بأصفهان. وخرج الى كرْمان، وأقام بها الى آخر عمره. مات بعد مدّة طويلة.وذُكر أنّه توفّي في سنة أربع وخمس مئة.وترجم له الإمام الذهبي في التاريخ فقال بعدما سماه: والهبارية هي من جداته، وهي من ذرية هبار بن الأسود بن المطلب. (1)قرأ الأدب ببغداد، وخالط العلماء، وسمع الحديث، ومدح الوزراء والأكابر.وله معرفة بالأنساب، وصنف كتاب الصادح والباغم والحازم والعازم، نظمه لسيف الدولة صدقة بن منصور، وضمنه حكماً وأمثالاً، ونظم كليلة ودمنة. وله كتاب مجانين العقلاء، وغير ذلك. وله كتاب ذكر الذكر وفضل الشعر. وقد بالغ في الهجو حتى هجا أباه وأمه. وشعره كثير سائر، فمنه قصيدة شهيرة: أولها: (حي على خير العمل=على الغزال والغزل)قال الأرجاني: سألت ابن الهبارية عن مولده، فقال: سنة أربع عشرة وأربعمائة.وقال أبو المكارم يعيش بن الفضل الكرماني الكاتب: مات بكرمان في جمادى الآخرة سنةتسع وخمسمائة. ا.هـقال الزركلي: من كتبه (الصادح والباغم-ط) أراجيز في ألفي بيت على أسلوب كليلة ودمنة، و(نتائج الفطنة في نظم كليلة ودمنة - ط)، و(فلك المعاني)، و(ديوان شعر) أربعة أجزاء..