
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســهامُ المنايـا لا تطيـشُ ولا تُخطـي
وحـادي الليـالي لا يجـورُ ولا يبُطـي
أرى الـدهرَ يُعطـي ثـم يَرجـع نادما
فيسـلب مـا يُـولي ويأخـذ مـا يُعطي
ويســتدركُ الحُســنى بكــلِّ إســاءةٍ
كما استدركَ التفريطَ والغلطَ الُمخطي
ويختـــار للجهـــل الطــبيبَ تَعَلّلا
ويســتفرغُ الأدواءَ بالفَصـدِ والسـَّعطِ
ويجتـــابُ ســَردَ الســابري وإنّــه
إذا مـا رمى رامي المقاديرِ كالمِرطِ
كأنّـــا ثِمـــارٌ للزمـــانِ فكفّــه
تَعيــثُ فتجنــي بالحصـاد وبـاللقطِ
أفــي قلبــه حِقــدٌ علينـا ففتكـهُ
بنـا فَتـكُ موتـورٍ مـن الغيـظِ مُشتَطِّ
ومــا الكــونُ إلا للفســادِ وإنّمـا
حيـاتي كمـوتي كـالجزاء مـع الشرَطِ
كــذاك تمــامُ البـدرِ أصـلُ مُحـاقِهِ
يكــونُ وإشــراقُ الكــواكبِ للهبـط
كوَصـلِ الفتاةِ والرُّؤدِ للهجرِ والقِلي
يكـونُ وقُـرب الـدارِ للبعـدِ والشَّحطِ
وقــد قيـل إنّ النفـسَ تبقـى لأَنهـا
بسـيطٌ ومـا الـتركيبُ إلا مـن البسطِ
سـتفُني المنايـا كـلَّ شـيءٍ فلا تُـرَع
بمـا زخرفُـوا مـن نقطـةٍ لـكَ أو خطِّ
فلا بــدَّ للمـوتِ المقيـتِ وإن أبَـوا
مقالَـكَ فيهـا مـن نصـيبٍ ومـن قِسـطِ
أبـى اللـه أن يبقـى سـواهُ لحكمـةٍ
رآهــا وأقســامٍ تَجِــلُّ عـن القِسـطِ
لعلّـــكَ تســـتبطي حمامَــكَ شــَيِّقا
رويـدا ستسـتوحي الـذي كنت تَستبطي
عرفتــكِ يـا دنيـايَ بالغـدرِ والأذى
فمـا أنـتِ من شأني ولا أنتِ من شَرطي
أبو يعلى نظام الدين البغدادي ابن الهبَّارية: شاعرٌ هجّاء من شعراء quotخريدة القصرquot ويقال في كنيته أبو العلاءترجم له ابن خلكان قال:ابن الهبارية الشريف أبو يعلى محمد بن محمد بن صالح بن حمزة بن عيسى بن محمد بن عبد الله ابن داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي العباسي المعروف بابن الهبارية الملقب نظام الدين البغدادي الشاعر المشهور؛ كان شاعرا مجيدا حسن المقاصد، لكنه كان خبيث اللسان كثير الهجاء والوقوع في الناس لايكاد يسلم من لسانه أحد. وذكره العماد الكاتب في الخريدة فقال: من شعراء نظام الملك، غلب على شعره الهجاء والهزل والسخف، وسبك في قالب ابن حجاج وسلك أسلوبه وفاقه في الخلاعة، والنظيف من شعره في غاية الحسن. حكي عنه أنّه هجا بالأجرة النّظام، فأمر بقتله، فشفع فيه جمال الإسلام محمّد بن ثابت الخُجَنْدِيّ، وكان من كِبار العلماء، فقبِل شفاعته، فقام يُنشد نظام الملك، يومَ عفوِه عنه، قصيدةً، قال في مطلعها:بعزّةِ أمرِك دارَ الفلَكْ حَنانَيْك، فالخَلْقُ والأمرُ لكْفقال النّظام: كذبت، ذاك هو الله عزّ وجلّ، وتمّم إنشادها.ثم أقام مدّة بأصفهان. وخرج الى كرْمان، وأقام بها الى آخر عمره. مات بعد مدّة طويلة.وذُكر أنّه توفّي في سنة أربع وخمس مئة.وترجم له الإمام الذهبي في التاريخ فقال بعدما سماه: والهبارية هي من جداته، وهي من ذرية هبار بن الأسود بن المطلب. (1)قرأ الأدب ببغداد، وخالط العلماء، وسمع الحديث، ومدح الوزراء والأكابر.وله معرفة بالأنساب، وصنف كتاب الصادح والباغم والحازم والعازم، نظمه لسيف الدولة صدقة بن منصور، وضمنه حكماً وأمثالاً، ونظم كليلة ودمنة. وله كتاب مجانين العقلاء، وغير ذلك. وله كتاب ذكر الذكر وفضل الشعر. وقد بالغ في الهجو حتى هجا أباه وأمه. وشعره كثير سائر، فمنه قصيدة شهيرة: أولها: (حي على خير العمل=على الغزال والغزل)قال الأرجاني: سألت ابن الهبارية عن مولده، فقال: سنة أربع عشرة وأربعمائة.وقال أبو المكارم يعيش بن الفضل الكرماني الكاتب: مات بكرمان في جمادى الآخرة سنةتسع وخمسمائة. ا.هـقال الزركلي: من كتبه (الصادح والباغم-ط) أراجيز في ألفي بيت على أسلوب كليلة ودمنة، و(نتائج الفطنة في نظم كليلة ودمنة - ط)، و(فلك المعاني)، و(ديوان شعر) أربعة أجزاء..