
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إلَيْــكَ تَباشــير البشــائِرِ مُقْبِلَـهْ
تَلـــوحُ بآفــاقِ الهُــدَى مُتهَلِّلَــهْ
وعنْــك أحــاديثُ الهِبــاتِ صــحيحةٌ
عَلَيْـكَ غَـدَتْ وَقْفـاً وفي النّاسِ مُرْسَلَهْ
فوجْهُــك للشــمْسِ المنيــرةِ مُخجِــلٌ
وكفُّـــكَ للغيْــثِ الهَتــون مُبخِّلَــهْ
وخَيْلُــك فــي أعْرافهــا لــك آيـةٌ
مُســـوّغةٌ مـــالَ العِــدَى ومُنَفِّلَــهْ
فهُنِّئتَ مـا اسـتَقْبلْتَ يـا مَلِكَ الهدى
مــن العِـزّ لا زالـتْ سـُعودُكَ مُقْبِلَـهْ
لقــد قَلّــد الرحْمــنُ أمْـرَ عبـادِه
إمامـاً لـهُ فـي العـدْلِ أرْفعُ مَنْزِلَهْ
إمـامُ هُـدىً قـد شـُرِّف الملـكُ باسْمِه
كمـا شـرَّفَ السـيفُ اليَمـانيُّ مِحْمَلَـهْ
غَدا مُشْبهاً في الحِلمِ والعزْمِ والنّدى
مؤيَّـــــدَهُ مَنصــــورَهُ مُتــــوكِّلَهْ
وهَـــل تقتـــدي الأملاك إلا بيُوســفٍ
فقـــدْ عَلِمــوا إخْبــاتَهُ وتبتُّلَــهْ
وهــل تخضــَعُ الأبطــال إلا لِيوســُفٍ
إذا هــو يـومَ الـرّوعِ جـرّد مُنصـُلَهْ
كــأنّي بخيْــل اللـهِ وهـوَ يُجيلهـا
لفتــح بلادِ الكُفْــرِ غــرّاً محجّلَــهْ
وهِنـــدِيُّهُ قـــد صـــحّ أنّ هُيــامَهُ
بِهـامِ العِـدَى أنحـى عليهـا وأنْحلَهْ
وأســْمَرُهُ الخطّــيُّ مــن طــرَبٍ بِهـا
ترنّــحَ فــي كــفّ الكَمــيِّ فأرْسـَلَهْ
أقــامَ صــَغاهُ فــي نحــور عُـداته
فللــهِ مــا أعْـداهُ حُكمـاً وأعْـدَلَهْ
ملائكَـــةُ الســّبعِ الطِّبــاقِ تَحُفُّــهُ
إذا مـا غَـدا والنّصـْر يَقْـدُمُ جَحْفَلَهْ
وكــمْ واردٍ يَبْغـي النّـدى أمَّ بـابَهُ
فـــأورَدَهُ جَــدوى يَــديهِ وأنْهَلَــهْ
هـو الملِـكُ الموْلى الهمامُ الذي لهُ
مَكــارمُ تُــزْري بالغمــائم مُسـْبَلَهْ
ورأيٌ رشـــيدٌ لــوْ تقــادمَ عهْــدُهُ
لأمّلَـــهُ فيـــه الرّشــيدُ وأمّ لَــهْ
مــن النفَـرِ الغـرّ الـذين وُجـوهُهُمْ
لإشــراقِها تعْنــو البُــدورُ مُكَمَّلَـهْ
لـك المجْـدُ فـي الأمْلاكِ يُـرْوى حَديثُه
وقَيْـسُ بـنُ سـعْدٍ فـي القـديم تأثّلَهْ
فآبــاؤك الأنصــارُ جــاءت بـذكْرِهمْ
لنـا سـُوَرٌ فـي مُحْكَـمِ الـذكر مُنزَلَهْ
هُـمُ أوْضـحوا نَهْـجَ الهِدايـةِ للـوَرى
وهــمْ نصــرُوا ديـنَ الإلـهِ ومُرسـَلَهْ
سـَعى نحْـوَهُ السـيفُ الصـقيلُ فراعَـهُ
وجَــدّ لــهُ الرمـحُ الطويـل فجـدّلَهْ
بمـاذا عَسـَى يُثْنـي البَليغُ وقدْ أتَتْ
بـــذلك آيـــاتُ الكِتــابِ مُفَصــَّلَهْ
أمـــوْلايَ لا يــأتي بوَصــفك شــاعرٌ
ولــوْ أنّ قُســّاً فيـه أعْمـل مِقْـوَلَهْ
ولكـــنّ بالأمْـــداحِ آتــي فإنّهــا
بــأغراضِ مــن يـأتي بهـا مُتكفّلَـهْ
فعبْــدُكَ يُهْــديها إليــك وســائِلاً
أبـى اللـهُ أنْ تُلفَـى بجـودك مُهْمَلَهْ
أقِلْــهُ أنِلْــهُ وفِّ مــا قـدْ وعَـدتَهُ
قــديماً وبلّغْــهُ الـذي منـكَ أمّلَـهْ
نَـــداكَ غَمــامٌ والنّظــامُ حديقــةٌ
بــهِ قــدْ غــدتْ أدْواحُهـا مُتهـدِّلَهْ
وهـل هُـوَ إلا الـروضُ بـاكرهُ الحَيـا
فـــأوْدَعَ ريّـــاهُ صــَباهُ وشــَمْألَهْ
فتأخُــذُ مــن جَــزْل النّظـام قلائِداً
وتعطـي جَزيـلَ المـالِ من غيْر مسألَهْ
فـدُمْ ناصـِرَ الـدّين الحنيـفِ وكهْفَـهُ
ومَلجــأهُ فــي الحادثــاتِ ومـوئِلَهْ
أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي.شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته.وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين.وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء ، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي.ولما بويع يوسف الثالث مدحه ابن فركون، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعرهوأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.