
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَنيئاً فَصـُنْعُ اللـهِ وافـاكَ بالبُشـْرى
وأبْــدى مُحيّــاه الطّلاقــةَ والبِشـْرا
وهــل هــو إلا الصــّنعُ أهْـداكَ آيـةً
فكـانتْ علـى نَيْـلِ المنـى آيـةً كبْرى
هـوَ القـدَرُ المحْتـومُ حيّـا به الهُدى
فبُعْـداً لعُسـْرٍ أعقَـبَ اليُمْـنَ واليُسْرا
حَلَلْـتَ بـدارِ الملـكِ والسـّعْدُ يقتَضـي
لمُلْكِـكَ أن يلْقَـى بهـا العِزَّ والنّصْرا
وأشــرقَ ذاك الــوجْهُ بالقُبّـةِ الـتي
عَجائِبُهــا تُــرْوَى وأنْعُمُهــا تَتْــرى
لِـــذاكَ لَثمْناهــا يمِينــاً كَريمــةً
ولـوْ لـمْ يكُـنْ عَذْباً نَداها غَدَتْ بحْرَا
لغرْناطَـــةٍ أعْمَلـــتَ وِجْهَــةَ ناصــرٍ
يهــزُّ لنَصـْرِ الـدّين صـَعْدتَهُ السـّمْرا
مَــدَدت إلــى التّقبيـل راحَـةَ مُنْعِـمٍ
أطَلنـا علـى تقبيلها الحمْدَ والشكْرا
فلِلــــهِ أعْلامُ الجهــــادِ كأنّهـــا
ســَحابٌ وشــمْسُ الأفـق طَلْعتُـكَ الغـرّا
ســــتُنهِضُ للغـــاراتِ خَيْلاً مُغيـــرةً
تُطيـلُ ارْتِياحـاً وهْـيَ ما قارَبَتْ خمرا
ومـــا ذاكَ إلا حيْـــث أنــت مُملــكٌ
قواعــدَها طوْعــاً وكفّارَهــا قَهْــرا
تسـُلُّ عليهِـمْ فـي لَظـى الحَـرب مُرْهَفاً
فَتــورِدُهُم منــه علــى ظمــأٍ نَهْـرا
وتَفتَـــحُ أقطـــارَ العــدُوّ بعزْمَــةٍ
فتقْمَـــعُ مغْـــترّاً وتوســِعُ مُعْتَــرّا
فللّــهِ فــي الإســْلامِ أيامُــك الـتي
أقــرّتْ لـه عَيْنـاً كمـا شـرَحَتْ صـَدْرا
فكــم مــن ثغـور كالعَـذارَى تـبرّجَتْ
وقـد أضـْحكَ الفَتْـحُ المُبينُ لها ثَغْرا
فَيـا راكِـبَ الوجْناء يَطْوي بها الفَلا
يـرومُ بطـيّ القَفْـرِ أن يُـذْهِبَ الفَقْرا
وقــد أُرْســِلَتْ مثـل السـّفين ملجّجـاً
ومـا اتّخـذت إلا السـّرابَ بهـا بَحْـرا
إذا كنـتَ تبغـي مَـوْرِدَ الجود فاعتَصِم
بمــن ترْتجـي الأمْلاكُ نـائِلَهُ الغَمْـرا
بــأعْلى مُلــوكِ الأرضِ ذاتـاً ومَحْتِـداً
وأرْفَعِهــمْ قــدْراً وأشــهرِهمْ ذِكْــرا
بـأكْرمَ مـن يكسـُو المَلابـسَ قـد ضـَفَتْ
وأشــرَفَ مـن يُمْطـي المحجّلـةَ الغـرّا
فكــمْ آمِــلٍ قــد أمَّ جــودَ يمينــهِ
فيُســِّر لليُســْرى وفوتِــح بالبُشــْرى
إذا فـاض نيـلُ الجـودِ مـن كـفّ يوسُفٍ
كفَـى نيْلُـهُ العافين أن يهْبِطوا مصْرا
وإن لاحَ نـورُ الصـّبحِ مـن وجْـهِ يوسـُفٍ
رأيْـتَ نجـومَ الأفْـقِ قـدْ رَعِشـَتْ ذُعْـرا
ســيُطلِعُ فــي ليــلِ العجـاجِ نُصـولَهُ
نُجومــاً ويُبْــدي مـنْ عزيمتِـه فجْـرا
بحقّــك يــا مَـوْلايَ لا تنـسَ عهـدَ مَـنْ
يحـــادِثُ مـــوْلاهُ بأفْكـــارِه ســرّا
فكـمْ بـاتَ فـي جَمْـرِ الغضـى مُتَقلِّبـاً
وذكــرُكَ يُــذْكي فــي جَـوانِحه جَمْـرا
إلــى أن رأى ذاكَ المحيّــا فأصـبحَتْ
صـُدورُ القـوافِي تشْرحُ القلبَ والصّدْرا
فــدونكهَا تُهْــدي الهَنــاءَ حديقــةً
مُهدّلـــةً دَوْحـــاً مؤرّجَـــةً نَشـــْرا
وقـد راقَ لـونُ الحِبْـرِ فـوقَ بياضـِها
كمـا راقَ لونُ الخالِ في وجْنَةِ العَذْرا
ومــن فكْــرِ مولانــا وخــطِّ يمينِــه
غَدا العَبْدُ في جيدِ العُلى ينظِمُ الدُّرّا
فرُحْمــاكَ فيهــا بنــتَ فكْـرٍ كأنهـا
أتَتْـكَ علـى استحيائِها تَشْتَكي الدّهْرا
ومَقصــَدُها منــكَ القَبُــولُ فجُـدْ بـهِ
لعبْــدٍ محــبٍّ أخلـصَ السـّرَّ والجَهْـرا
بـــدائعُ هَبّـــتْ للثنـــاءِ نواســِحٌ
ومــا اتخــذتْ إلا حــدائقَها مَســْرى
فنَــثرٌ يُبــاهي نثْــرةَ الأفْـق بهجـةً
وشـِعْرٌ يُضـاهي فـي مَحاسـِنِها الشـِّعْرَى
وللــهِ كــمْ أبْــدَت يــداهُ يَراعــةً
يَفُـلُّ شـبَاها الـبيضَ والأسـَلَ السـُّمْرا
سـَقاها مُـدامَ الحِبْـر حتّـى اسْتَمالها
فهـل سـَجَدتْ شـُكْراً كمـا رجَحـتْ سـُكْرا
وقــدْ نَــذَرَ المملــوكُ إنشـادَ هَـذه
لــدَيْكَ فمــا وَفّـى يمينـاً ولا نَـذْرا
ولكــنّ حســْبي منْــكَ أدْنــى إشـارةٍ
إلـيّ بلحْـظِ اللحْـظِ ترْفَـعُ لـي ذِكْـرا
بَقيــت لــدينِ اللــهِ تنْصــُرُ أهْلَـهُ
مُطاعـاً إذا مـا تُنْفـذُ النهْيَ والأمْرا
أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي.شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته.وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين.وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء ، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي.ولما بويع يوسف الثالث مدحه ابن فركون، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعرهوأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.