
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أمِــن بــارِقٍ أعْلامَ نجْــدٍ يصـافحُ
تـذكَّرْتَ عهْـداً بـالحِمى وهْـوَ نازحُ
يلــوحُ بآفــاقِ الثّنايــا كـأنّهُ
مُصـــافِي وِدادٍ بالســّلامِ مُصــافِحُ
كَلِفْـتُ علـى بُعْـدِ المـزار بجِيـرَةٍ
جوانِحُنــا وجــداً إليهـمْ جوانِـحُ
لقــدْ قيّـدَ الأبْصـارَ حُسـْنُ أوانِـسٍ
لهُــنّ قلــوبُ الهــائِمين مسـارِحُ
ومـا هِمْـتُ حـال البُعْـدِ إلا لأنهـا
قلــوبٌ تلاقَــتْ والجســومُ نـوازِحُ
ومــا ارْتـاحَتِ الرُّكْبـان إلا لأنّـه
تُطارِحُنــا بَــثّ الهَــوى ونُطـارِحُ
ومــا انعَطفَــتْ إلا غُصـونٌ نـواعِمٌ
ومــا الْتفَتَــتْ إلا ظِبـاءٌ سـوانِحُ
ومـا حَلّـتِ القلبَ المَشوق سِوى حُلىً
بهـا الجفْنُ في روْضِ المحاسِن سارِحُ
ومـا سـال دمـعُ العَيْـنِ إلا مُصرِّحاً
بمـا أضـمَرَت مـنْ حُبهِـنَّ الجوانِـحُ
ومــا ضــُمِّنَتْ إلا أحــاديثَ خلّــةٍ
أُتيـحَ لهـا مـنْ صاحِبِ العَيْنِ شارِحُ
ومــا طـابَ عَـرْفُ الزّهْـرِ إلا لأنّـهُ
تُمـــازِجُهُ مــنْ ذِكْرِهــنّ نوافِــحُ
ومـا راقَ نَظْـمُ الشـّعْرِ إلا لأن غَدَتْ
لناصـِر ديـنِ اللـهِ فيـهِ المدائِحُ
ومــا أشـرَقَ الإصـباحُ إلا لأن بَـدَتْ
علـى الشمْسِ من وجْهِ ابنِ نَصْرٍ مَلامِحُ
ومـا راعَ نَسـْرَ الشـهْبِ إلا جَمـالُهُ
فحُــثَّ جَنــاحٌ منـهُ للغَـربِ جانِـحُ
ومــا ارْتـاعَتِ الشـهبانِ إلا لأنـهُ
تعـالَى لـهُ قَـدْرٌ على الشهْبِ طامِحُ
ومــا رَعِشــَتْ إلا لتأخُــذَ حِـذرَها
وقــدْ راقَ صــُبْحٌ مـن مُحيّـاهُ لائِحُ
ومــا اعْـتزّ ديـنُ اللـهِ إلا لأنـه
يُــدافِعُ أحْــزابَ العِـدَى ويُكافِـحُ
ومــا سـيفُهُ إلا دَمَ الكُفْـرِ سـافِحٌ
ومـا حِلمُـهُ إلا عـن الـذنْبِ صـافِحُ
هُـو المَلِكُ الأعْلى الهُمامُ الذي بهِ
تجلّـتْ مـن الدهْر الخُطوبُ الفوادِحُ
وهـــل يوســُفٌ إلا إمــام مؤيَّــدٌ
لـهُ تخضـَعُ الصّيد المُلوك الجحاجِحُ
وهــل يوســفٌ إلا إمــامٌ لعزمِــه
تَليـنُ صـُروفُ الخطـبِ وهْـيَ جوامِـحُ
يُعــوَّذُ بالسـّبْعِ المَثـاني كمـالُهُ
وتُتْلَـى عليـه المُحْكَمـاتُ الفواتِحُ
تواضــعَ للــهِ العظيــمِ وقَــدْرُه
لــهُ فـوقَ آفـاقِ النّجـومِ مَطامِـحُ
يَنِــمُّ مــن الأمْـداحِ طيـبُ ثنـائِه
فَتسـْري بريّـاهُ الرّيـاحُ اللواقِـحُ
يَفيـضُ علَـى العـافينَ جـودُ يَمينه
فتَروي الندى عنهُ السّحابُ الرّوائحُ
لقــدْ أمّـلَ القصـّادُ منـهُ مَثابَـةً
لها القَصْدُ مَبْرورٌ بها السَّعْيُ ناجِحُ
كـأنّ عَطايـا يوسـفٍ واهِـبِ النّـدى
غَـــوادٍ غَــوادٍ بــالنّوالِ روائِحُ
كــأنّ سـجايا يوسـفٍ ملِـكِ الهُـدَى
كَـواكِبُ فـي أفْـقِ السـّماءِ لـوائِحُ
كــأنّ مَــذاكِي يوسـفٍ يـوْمَ حرْبِـهِ
سـَفائِنُ فـي بَحْـرِ النّجيـعِ سـوابِحُ
كــأنّ غَــوالي يوسـفٍ قُضـْبُ دَوْحـةٍ
تُظِــلُّ ومشــبوبُ الهــواجِرِ لافِــحُ
سـتَغزو الأعـادي والبُـروقُ صـَوارِمٌ
يَحُــفُّ بهــا للشــهْبِ رامٍ ورامِـحُ
وتَمْلـك أرْضَ اللـهِ غَرْبـاً ومشـرِقاً
وهـل مـانِعٌ مـن ذاك واللـهُ مانِحُ
حســامُكَ مســْلولٌ وســهْمُكَ صــائِبٌ
وجُنــدُكَ منصــورٌ وســعْدُكَ فاتِــحُ
ورِفْــدُك ممْنــوحٌ وعفْــوُكَ شــامِلٌ
وبِشــْرُكَ مَبْــذول وفضــْلُك واضــِحُ
وهـا أنـا يـا مـولايَ قصـْدي مُبلَّغٌ
بمــا كُنْـتُ أرْجـوهُ وتجْـريَ رابِـحُ
وربْعـــيَ معْمــورٌ وأفْقــيَ نيّــرٌ
وروْضــيَ مَمْطــورٌ وزهْــريَ نافِــحُ
فخـذْها كمـا شـاءَ البَيـانُ عَقيلَةً
إليــك بهـا طِـرْفُ البَلاغَـةِ جامِـحُ
ومـا أنـا فـي نَظْمـي مُجيدٌ وإنّما
قَبولُــكَ زَنـدَ الفكْـرِ منّـي قـادِحُ
وهـل طائر الفكْرِ الذي أمّل النّدى
إلـى الورْدِ صادٍ وهْوَ بالمدحِ صادِحُ
وكيـف تُضـاهَى فـي النّظام مَكانتي
لَــدَيْك ولـمْ يمْـدَحْكَ قبْلـي مـادِحُ
أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي.شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته.وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين.وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء ، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي.ولما بويع يوسف الثالث مدحه ابن فركون، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعرهوأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.