
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــا للمــدامعِ فــوقَ الخـدِّ تنسـَكبُ
ومــا لقَلــبي بنـارِ الوجْـدِ يلتَهـبُ
فلا تَســَل عــنْ فــؤادٍ حــلّ ســاحَتَهُ
جمْـرُ الجَـوى عنـدَما بانَتْ بها النُّجُبُ
يــا لَيْــتَ شــِعْريَ والأيّــامُ مُسـْعِدةً
والبُعْــدُ يُعْقِبُهــا مــنْ حَيِّهـا كَثَـبُ
ورُبَّ لائِمــــةٍ تُلقـــي المَلامَ علَـــى
حُــبِّ الــتي ودُّهــا طبْــعٌ ومُكْتَســَبُ
قـالتْ لمـا هِمْـتَ مـنْ بعدِ السّلوِّ بها
فقلــتُ كُــلُّ فتًــى قـد هـزّهُ الطّـربُ
قــالتْ تمتّــعْ ببِــدْعٍ مـن محاسـِنها
فقلـتُ قـد سـُدِلَتْ مـن دونِهـا الحُجُـبُ
قــالتْ أتَخفَـى عـن الأبصـارِ بهْجَتُهـا
فقلــتُ هيْهــاتَ نـورُ الشـّمسِ يحْتَجِـبُ
قــالتْ فمــا تتمنّــى بعْـد رؤيتِهـا
فقلـتُ لـمْ يبْـقَ لـي فـي غيْرهـا أرَبُ
قــالتْ لمـا أنـتَ بالأوْصـافِ ذو كَلَـفٍ
فقلْــتُ وصــْفُ حُلاهــا للرِّضــى ســبَبُ
قـالت فراسـِل إذا عـزّ اللقـاءُ وصـِفْ
فقُلْــتُ ليــسَ تَفــي الأقلامُ والكتُــبُ
قــالتْ فمالَــك إلا الطّيــفُ ترقُبُــهُ
فقلــتُ مَـن لـي بـه والنّـوْمُ مُسـْتَلَبُ
عهْــدي بهــا وريـاضُ الأُنـسِ يجْمَعُنـا
والــدّهْرُ طَلْــقُ المُحيّـا شـأنه عَجـبُ
والليـــلُ يُلْحِفُنــا أســْتارَهُ وبِــه
مـن عسـْكَر الشـهْبِ جمْـعٌ ليـسَ يُنتَهَـبُ
أقــولُ والــبرْقُ يحْكـي فـي مطـالعِهِ
خفّــاقَ قلْــبٍ إذا جــنّ الـدُجَى يجـبُ
يـا بارِقـاً بأعـالي الرّقْمتَيْـنِ بَـدا
فـي سـُدْفَةِ الليلَـةِ الظلْمـا لـهُ لَهَبُ
أرَدتَ تحكـــي ثغــوراً راقَ مَبْســِمُها
لقــدْ حكَيْــتَ ولكــنْ فاتــكَ الشـّنَبُ
وجئتَ بالبِشـْرِ مـن وَجـه الخَليفـة إذْ
يُعْطــي ولكــنّ أيــنَ العِلْــمُ والأدبُ
ورُمْــتَ تحكــي جيــادَ العِـزِّ مُرسـَلَةٌ
لكــنّ أيــن الشـِّياتُ الغُـرُّ والنّسـَبُ
وكِــدْتَ تُشــبهُ سـَيفَ النّصـرِ منْصـَلِتاً
لكــنّ أيــنَ مَضــاءُ الحــدِّ والشـُّطَبُ
إنْ هــزّهُ يوســُفُ الأمْلاكِ يــومَ وغــىً
تهـــابُهُ ثـــمّ ترْجـــوهُ إذا يهَــبُ
فيوســـُفٌ ملِــكُ الــدُنيا وبهْجَتُهــا
وناصــرُ الــدين مهمــا راعَـهُ رَهَـبُ
مَـن كـابْن نَصـْرٍ إذا عـدّ الملوكُ بها
مَــوْلىً لصــحبِ رَســول اللـهِ ينتَسـِبُ
آبــاؤهُ النّفَــرُ الغُـرُّ الـذين لهُـمْ
مـــآثِرٌ عظّمَتْهــا العجْــمُ والعــرَبُ
هَـذي الكتـائبُ تُزْهـى والكتـابُ بهِـمْ
في اللهِ ما كتّبوا في اللهِ ما كتَبوا
فــأينَ مُستَنْصــِرُ الأملاكِ منــهُ نــدىً
وســيْفُ دولَتهــمْ تُزْهــى بــه حَلَــبُ
لعَبْــدِه الرّاغِــبِ الرّاجــي برؤيَتِـه
فــوق السـّحابِ ذيـولَ الفخْـر تنسـَحِبُ
كلّمـتَ عبْـدَك يـا مـوْلَى المُلـوكِ فما
بـالنّظمِ والنّثْـر وفّـى بعـضَ مـا يجِبُ
إذا رأيْــتُ مُحيّــاكَ الكريــمَ فقــدْ
بلغْـتُ مـا كنـتُ أرجـو وانْتَهى الطّلبُ
وإنّ أيْســـرَ لحْـــظٍ منــكَ يُقْنِعُنــي
دون العِنايـة عِنـدي المـالُ والنّشـَبُ
هـذا ولـم يكْـفِ مـا أوْلَيْـتَ مـن نِعمٍ
ومــن مَكــارمَ تـأتي دونَهـا السـُّحُبُ
حتّــى وهَبْــتَ الــتي أضـْحَتْ ملابِسـُها
يَـروقُ منـهُ اللُّجَيْـنُ البحْـتُ والـذّهَبُ
وهبْتَهــا فــذّةً صــَفْراءَ قــد جُلِيَـتْ
كأنهــا بعْـضُ مـا تَرْمـي بـه الشـُهُبُ
لا تعْجَبـوا إنْ بَـدا كـالنّجْمِ ظاهِرُهـا
فـــإنّ باطِنَهـــا للَّيْـــلِ ينْتَســـبُ
دارَ الجُمــانُ بأعْلاهــا يــروقُ سـناً
كأنّمـــا هــي كــأسٌ فوقَهــا حَبَــبُ
إنْ أخْفَـتِ الحِبْـرَ رهْـنَ الصـّدْرِ تحْجُبُهُ
لا تعجَبــوا فَســوادُ القلْــبِ محْتَجَـبُ
إذا اليَراعــةُ جــالتْ عِنْـدَها فعلـتْ
مــا ليْــسَ تفعَلُـهُ الهِنديّـةُ القُضـُبُ
مَــولايَ هــذا الـذي قـد كنـتُ آمُلُـهُ
هــذا الزّمـانُ الـذي مـازِلْتُ أرتَقِـبُ
لازِلــتَ يــا ملِــكَ الإسـلامِ فـي دَعَـةٍ
ومـــن عُلاكَ جميــل الصــُنْعِ مرْتَقَــبُ
أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي.شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته.وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين.وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء ، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي.ولما بويع يوسف الثالث مدحه ابن فركون، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعرهوأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.