
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أجِلْهـا فـي أباطِحِهـا جِيادَا
تُجِـدُّ السـّيرَ طَوْعاً وانقِيادا
وعـرِّسْ بالرّكـائِبِ فـي رُباهَا
فتِلْـكَ حُداتُها تَبغي ارْتيادا
علـى أنّـي عَميـدُ القَلبِ شاكٍ
وإن قرُبَـتْ معاهِدُها البِعادا
سـتعلم دَوْلَـةُ العُشـّاقِ أنّـي
عميـدٌ قـدْ جُعِلـتُ لها عِمادَا
خبـالُ القلْـبِ يُـذْهِبُهُ خَيـالٌ
إذا هـو قـدْ ألمّ دُجىً وعَادَا
ففـي الطيـف المُلِمّ لهُ شِفاءٌ
ولكِـن جفْنُـه ألِـفَ السـُّهادَا
حـديث الوَجْـدِ أكْتبُـه فأُلْقِي
بصـَفْحِ الخـدّ من دَمْعي مدَادَا
وكـم زمنٍ قطَعْنا في التَّصابِي
حَســِبنا غَيّنـا فيـهِ رشـادَا
تعاطيْنـا كـؤوسَ الـوُدّ تُبْدي
لشـمْلِ الأنْـسِ جمْعاً واحْتِشادَا
أجَلْناهـا جِيـاداً قـدْ أقمْنا
بميْـدانِ السـرُورِ لها طِرادَا
وسـاحِرَةِ الجفُـونِ أرَتْ حُلاهـا
فلَـمْ تَتْـرُكْ بلا وجْـدٍ فُـؤَادا
فَـواتِرُ وهْـيَ تمْنَحُنـا فتوناً
نـواعسُ وهْيَ تمْنَعُنا الرُّقادا
فَلولاهـا لَمـا هِمْنـا غرامـاً
ولا مِلْنـا إلى الذّكْرى ودَادا
ولـوْلا ناصـِرُ الدّين ابْنُ نَصْرٍ
لمـا نِلْنا منَ الدنيا مُرادا
ولـــوْلاه لأوْجَفْنــا ســِراعاً
رَكائِبَنـا نَجـوبُ بها البِلادا
وقـدْ كُنّـا نسـيرُ بِلا انثناءٍ
ونتّخِـذُ الثّنـاءَ عليـهِ زادا
إلـى أنْ جاءَنـا وعْـدٌ كَريـمٌ
أفـادَ منَ المَكارِم ما أفادا
فــأمْرَعَ بعْـدَهُ روْضُ الأمـاني
وأخصـَبَ كلّمـا رُمْنـا مَـرادا
ومَـنْ أوْفَـى بعهْدٍ منك يا مَنْ
تَعاهِــدُنا مَكــارمُهُ عِهـادا
وعبْـدُ مقـامِكُمْ نظمـاً ونثراً
أجـادَ وعَن سَبيل الجودِ حادَا
وســائِلُهُ لَـديْكَ لَهـا صـُعودٌ
تـرُدُّ البيضَ والسُّمْرَ الصِّعادا
بهـا لاقَـى خُطوبَ الدّهْرِ دِرْعاً
ويـوْمَ الفَخْـرِ قلّـدَها نِجادا
ستكْســونا الملابِـسَ ضـافياتٍ
وتُعْطينـا المُحَجّلـة الوِرادَا
ومازِلنــا علـى عِلْـمٍ بأنّـا
لـذلِك لـن نُضـامَ ولن نُكادَا
فـإن جـارَ الزمانُ وراحَ منّا
خضـوعاً كيـفَ نعْطيـهِ قِيـادَا
وكيفَ وراحَةُ المَوْلَى ابْنِ نصْرٍ
تزيدُ من النَوالِ مَن اسْتَزادا
تقـولُ لمـن هَـوى منّا خضوعاً
أرى العَنقاءَ تكبرُ أن تُصادَا
إذا سـُئِلَ الملـوكُ فـآل نصْرٍ
بحُــورٌ قـد أمَـدّتْها ثِمـادا
ويُوسـُفُ للملـوكِ غـدا إماماً
بمـا مَلكَـتْ أنـامِلُهُ جَـوَادا
ويوسـُفُ قـد غَدا بَدراً وبحراً
لـديْه لَـن نضـِلَّ ولـن نُذادا
فبَـدْرُ هُـداهُ لا يَلْقَـى مَحاقاً
وبحْـرُ نَـداهُ لا يخْشـَى نَفادا
لقـد فاقَ المُلوكَ نَدىً وعِلْماً
فلا مَلــكٌ يـرومُ لـهُ عِنـادا
لنُصـْرةِ مُلْكِـهِ الأعْلَـى تجلّـتْ
ملائِكُ ترتقـي السّبعَ الشِّدادا
لـو الأفْـقُ اقتـدى بحُلَى عُلاهُ
هُـدىً ونـدىً أنارَ سنىً وجادَا
ولــوْ صـدَرَتْ أوامِـرُهُ لأضـحَى
مطيعــاً أمـرَهُ فيمـا أرادا
فـأمْطَى مـنْ بَـوارِقِهِ جِيـاداً
ووَثَّــرَ مـن كـواكبهِ مِهَـادا
ومـن عَجـبٍ نوالُـكَ حين يَهْمي
يَزيـد الفِكـرَ صـَيِّبُه اتِّقادا
وكــمْ لِعلاكَ مـن صـُنْعٍ جميـلٍ
لجسـْمِ الدّهْرِ قد أضحى فُؤادا
ولا كالنُّزهَــة الغـرّاءِ لمّـا
لـدَيها العِـزُّ أصْبَحَ مسْتَفادا
بَـوادي الحُسـْنِ قد لاحتْ بوادٍ
منَحْنـاهُ المحبّـةَ والـوِدادا
فـأنواعُ الجمـالِ وإن تناهَتْ
حَوَى جمعاً لها وبها انفرادا
بَـدا للأُنـسِ ربْعـاً حين أضحَتْ
ظِبـاءُ الإنـسِ تحْسـِبُهُ مَـرادا
إذا جـالَ النّسـيمُ لَدَى رُباهُ
وعـادَ حـديثَ بهْجَتِـهِ أعـادا
تثنّـى الغُصـنُ إذ أثْنَى عليهِ
خَطيـبُ الطيْـرِ من طَرَبٍ ومادا
بِــوادٍ حَــلّ مَوْلانــا فعمّـتْ
ركـائِبُهُ الغـوائرَ والنّجادا
تَــرَى كُلّاً لــديْه مِـنْ يَـديْهِ
يُـراوَحُ بالمكـارِمِ أو يُغادَى
لقــدْ شـرّفْتَ مغْنـاهُ فقُلْنـا
بحـقٍّ أنْ يسـودَ ولـنْ يُسـادا
سـتُثْني بالـذي أوْليْـتَ فيـهِ
بَنـو الآمـالِ مَثْنَىً أو فُرادَى
وقـدْ أوْحَشـْتَها حمْـراءَ مُلْـكٍ
فأبْــدَتْهُ خلوصـاً واعْتِقـادا
كـأنّ الـرّوحَ قـدْ عادَتْ لجسْمٍ
غـداةَ احْتَلّها المَوْلَى وعادا
فلُقِّيــتَ المُنـى ظَعَنـاً وحَلّاً
وهُنِّئْتَ الثّنــاءَ المسـْتَجادا
إذا نادَى الورَى غرْباً وشرْقاً
إمـامَ مُلوكِهـا كُنتَ المُنادى
بَقيـتَ لنَصـْرِ دين اللهِ تُعْلي
مَعــالِمَهُ دِفاعـاً أو جِهـادا
أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي.شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته.وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين.وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء ، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي.ولما بويع يوسف الثالث مدحه ابن فركون، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعرهوأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.