
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بُــدورٌ بـأفْق المُلْـكِ راقَ طُلوعُهـا
فمالَقَــةٌ قــد أشــرَقَتْ ورُبوعُهــا
إذا ابْتَسـَمتْ فيهـا الأزاهِرُ لم تَزَلْ
لــذلكَ سـحْبُ الأفْـقِ تَهْمـي دُموعُهـا
تحُــلُّ بِوادِيهــا الكـبيرِ وفودُهـا
فيعْــذُبُ فيــه وردُهــا وشــُروعُها
وكـمْ حَلَّـتِ الركْبـانُ منهـا مَعاهِداً
لتُصـــْبِحَ والآمـــالُ دانٍ شســوعُها
فبُلّـــغَ راجِيهــا وأُســْعِفَ قصــْدُهُ
وأُمِّــنَ مـن رَيْـبِ الزّمـانِ جَزوعُهـا
ومُــذْ أمّلـتْ مَـوْلَى الخلائِف يوسـُفاً
فهَـلْ حادِثـاتُ الـدهْرِ يُخْشى وقوعُها
ووافَـت إلـى المَيْزِ السّعيدِ وُفودُها
فراقَـتْ علـى تلـك البِطـاحِ جموعُها
وناصــِرُ ديــن اللـه يطْلـعُ وجْهُـهُ
كشـَمْسِ الضـحى يُعْشي العيونَ طُلوعُها
وهـلْ يكْتُـمُ الشـمْسَ المنيـرةَ كاتِمٌ
وأنوارُهـا فـي الخـافِقَيْن تُشـيعُها
بناصــِر ديــن اللـهِ عـزّ جنابُهـا
فمَـن طـائِعُ الأمْلاكِ أو مـن مُطيعُهـا
أسـَلْتَ دَمَ العُنْقـودِ في اللهِ مُظهِراً
لأفعــالِ بـرٍّ فـي الوجـودِ تـذيعُها
لـذلكَ جـادَ الغيْـثُ منهـا أباطحـاً
بهــا زهـرُ أزهـارٍ جَلاهَـا ربيعُهـا
لـك الحُكْـمُ فيمـا شـِئْتَ غيْرُ مُدافَعٍ
إذِ الأرضُ فـي كِلْتـا يـديْك جَميعُهـا
وتـأتي بمـا تبْغي سُعودُكَ في العِدَى
وقــد ضـلّ عاصـيها وفـازَ مُطيعُهـا
وتَتْــرُكُ آثــارُ الجيــادِ مَحاربـاً
لها في الوَغَى يُبْدي السُّجودَ صَريعُها
بحيْـثُ الحُسـامُ الصـّلْتُ نهْـرُ حديقةٍ
يَــروقُ علــى شـطّيْهِ ورْداً نَجيعُهـا
تـرومُ عُـداةُ الـدّين عنـهُ فرارَهـا
وأيْــن لهـا عـن مضـْربيْهِ نُزوعُهـا
ومـن كَبنـي نصـْرٍ إذا شهِدوا الوَغَى
لـدَيْهِم مـن الأبطـالِ يبـدو خُضوعُها
فكـمْ فئةٍ منهُـمْ بإفْنائهـا العِـدَى
وبــذْلِ النّـدى للمعْتَفيـنَ وَلُوعُهـا
وفـي دوْحَـةِ الأنْصـارِ طـابَتْ أصولُها
وليــسَ عجيبـاً أن حَكتْهـا فُروعُهـا
كـــأنْ ببلاد الكــافرينَ بأســْرِها
لمِلــك مليــك العُـدْوتيْن رُجوعُهـا
وكـمْ سـابِحٍ يُرْبـي عَلَـى كـلّ سـانحٍ
إذا مـا ظِبـاءُ القَفْرِ يبدُو مَروعُها
فتحْنـو علـى الأبطـالِ حتّـى كـأنهُمْ
لــديْهِ قلــوبٌ ضــُمّنتْها ضــُلوعُها
مـدائِحُكَ الأزهـارُ طِيبـاً فـإن سـرَتْ
نَواســِمُ أفكــارِي عليْهـا تُـذيعُها
وهـا هِـيَ قـد ذاعَـتْ لـديْك وسائِلاً
وحاشـاكَ يـا مَـوْلَى المُلوكِ تُضيعُها
أُجيــلُ بمَيْــدان البَيـانِ قِـداحَها
فيَلتـاحُ فـي الأوْصـافِ منْـك بديعُها
ومـن لـي بوَصـْفِ البعْضِ منها وإنها
ليَقْصـُرُ عنهـا لـوْ أتاهـا بَـديعُها
أمَـــوْلايَ دُم للمَكْرُمــاتِ تُنيلُهــا
نــدَىً ولأحــداثِ الزمــانِ تَروعُهـا
ومَمْلــوكُ نُعمــاكَ الكريمـةِ كُلّمـا
تعــرَّضَ للشــكْوَى فــأنتَ ســَميعُها
عبيــدُكَ يــا مَـولايَ مِثلـي حَقيقـةً
بعــزّك حاشــَى أنْ يُــرامَ خُضـوعُها
أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي.شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته.وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين.وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء ، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي.ولما بويع يوسف الثالث مدحه ابن فركون، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعرهوأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.