
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هنيئاً هنيئاً إمــامَ الهُــدَى
وغَـوْث الوجـودِ وغيـث النّـدَى
وبُشــْرَى بوافــدةٍ قــد أتَـتْ
لهـا شـرَفٌ حـازَ أقصـَى المَدَى
علـى إثْـر مَـن جَـدّ فـي سَيْرِهِ
وحـادِي المَنايـا بِـهِ قدْ حَدا
ولـو كـان يُفْـدَى لكـانَتْ لـهُ
نُفـوسُ البَرايـا جميعـاً فِـدا
لقــد طَلعَــتْ هــذه عنْــدَما
رأتْ سـَيْفَهُ فـي الثّـرَى أُغْمِدا
وكــان ســَحاباً إذا يُرْتَجَــى
وكــان شــِهاباً بــهِ يُهْتَـدَى
فـإنْ غـابَ بَـدْرُ الدّجَى مشْرقاً
فشـمْسُ الضـُحى نُورُهـا قد بَدا
أنــارَتْ ومــنْ شـأنِها أنّهـا
مـتى طلَعَـتْ لـمْ تَـدعْ فرْقَـدا
فــأيْمِنْ وأســْعِدْ بهـا طَلْعَـةً
وأعْظِــمْ وأكْــرِمْ بـهِ مَوْلِـدا
ويـا ناصـِراً جاءَ يَطْوي الفَلا
يُجــدُّ السـُّرى طالبـاً للجَـدا
بمثْــوَى إمـامِ الهُـدَى يوسـُفٍ
أنِـخْ رَكْبَـكَ المُتْهـمَ المُنْجِدا
ويمِّـــمْ علــى ظَمــإٍ بــابَهُ
تَجِـدْ عنـدهُ الظِّـلَّ والمَـوْرِدا
فمــا ذَلَّ مَــنْ بعُلاهُ اعْتَلــى
ولا ضــَلَّ مــنْ بهُـداهُ اهْتـدَى
أمـا ناصـِرُ الدّينَ مَنْ لمْ يزَلْ
يُنيـلُ النّـدى ويُجيـبُ النِّـدا
أمـا ناصـرُ الـدّين مـنْ كَفُّـهُ
حَيـاةُ العُفـاةِ وحَتْـفُ العِـدَى
من القومِ قامُوا بنَصْرِ الرسولِ
قِيامــاً ولِـيَّ العِـدَى أقْعَـدَا
فكــمْ وافــدٍ إذْ أتـى حيَّهُـم
علــى المُعْتَـدينَ بهِـمْ أُيِّـدا
ويوسـُفُ مـنْ بعـدِهمْ قـد أتَـى
فَجــــادَ وعَهْـــدَهُمُ جَـــدّدا
فكـمْ خَلَـلٍ سـَدَّهُ فـي الثُّغـورِ
وســهْمٍ لحــرْبِ العِـدَى سـَدّدا
وكـمْ مـنْ حِمـىً قـد حَماهُ وكمْ
جِهــادٍ بــه نفْســَهُ أجْهَــدا
وكــمْ مــن بِنــاءٍ بتَشـْييدِه
أبــانَ مَعــالِمَ ديـنِ الهُـدَى
وأنــت الـذي تُرْتَجـى مُنْعِمـاً
يُجيـزُ إذا مـا الزّمانُ اعتَدَى
فمــا ذلّــلَ الـدّهْرُ إلاّ أعـزَّ
ولا ضـــلّلَ الغَـــيُّ إلا هَــدَى
ســيُعْطي ولـيُّ العِـدَى راغِمـاً
زمامـاً لمـا شـِئتَ أو مِقْـوَدا
متَــى قصـدَتهُ الجيـادُ الـتي
تُضـــمّرها نــالتِ المَقْصــَدا
إذا مــا أغـارَت علـى خيْفِـه
أغـارَ بهـا الخَـوْفُ أو أنْجَدا
بــذِكرِكَ تعْنُــو وجــوهٌ غـدَتْ
إلــى ربّهــا رُكّعــاً ســُجَّدا
بحُبّــكَ دانــت قلـوبُ الـوَرى
فهــا هِـيَ جمْـعٌ حَـوَتْ مُفْـرَدا
ومـــدْحُكَ هـــامَتْ بتَــرْدادِه
فكــلُّ لِســانٍ بــه قـدْ شـَدا
فهُنّئْتَهـا كيـفَ تبْغـي العُلَـى
صـــنائِعَ أرْغَمَـــتِ الحُســَّدا
ولازِلــتَ تُحْيـي رُسـومَ النّـدَى
كمــا شــِئتَهُ ووُقِيـتَ الـرّدَى
تُشــيّدُ لــي معْلَمـاً للقَبـولِ
فيغْــدو لِســاني بـهِ مُنْشـِدا
سـواكَ علـى الدّهْرِ إذْ جارَ لمْ
نَجِـــدهُ مُعينــاً ولا مُنجِــدا
لئن مَطَلَـــتْ بـــكَ أيّـــامُهُ
فقَـد أنجَـزَتْ منكَ لي المَوْعِدا
ودُمْــتَ تُجيـبُ نِـداءَ العُفـاةِ
بمـا تَرتجـي مـن جَزيلِ النّدَى
أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي.شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته.وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين.وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء ، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي.ولما بويع يوسف الثالث مدحه ابن فركون، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعرهوأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.