
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يمينـاً لقـد جـازَ الأسى منتهى الحَدِّ
فيـا لَيْتَ حُسْن الصّبْر في مِثْلِها يُجْدي
مصـابٌ بـه بـانتْ مـن الـدّهرِ عثْـرةٌ
وضـلّتْ بـه الأيـامُ عـن سـنَنِ الرُّشـْدِ
هُـو الـدهرُ مَـنْ أضـحَى عميداً بغايةٍ
تُصـِبْهُ اللّيـالي دونَ ذاكَ علـى عمْـدِ
وهــل كـان إلا النجْـمَ أطْلـعَ نيّـراً
ووجهُــكَ صــبْحٌ لاحَ فـي أفُـقِ المجْـدِ
فلا تعْجبــوا لمـا بَـدا مـن غروبِـه
أيَلتـاحُ نجـمٌ والضـُحى نـورُهُ يَهـدي
وكـان كمـا تهْـوَى المكـارمُ قد بدَتْ
مخــائِلُ مـن قيْـسٍ عليـهِ ومـن سـعْدِ
وكـان كمـا تبْغـي الخلافـةُ قـد غدَتْ
علــى وجهِـه سـيمَا مـن الأبِ والجَـدِّ
وقـد كـان منـهُ المُلـك هـزّ مهنّـداً
وشـمّر منـهُ النّصـرُ عـن سـاعِدِ الجِدِّ
وهــل هُــوَ إلا السـيفُ جُـرِّدَ للعِـدَى
فلمّــا تمـادَى سـَلْمُها رُدَّ فـي غِمْـدِ
وهــل هُــو إلا الرُّمْـحُ أُشـْرِعَ نصـْلُهُ
فقصــَّدَهُ دهْــرٌ ثنــاهُ عــن القَصـْدِ
وهــلْ هُـو إلا الطّـرفُ أُرْسـِلَ سـابقًا
إلـى أمـدِ العَليـاءِ فارْتـاحَ للـرّدِ
وهـل هـوَ إلا الغيـثُ أقلـعَ إذ سـَقى
معاهِــدَنا مـن أفْقِـه واكِـفُ العَهْـدِ
ولمّـا انقضـَتْ غُـرُّ الـولائِم وانثنَـتْ
وفـودُ النّـدى تُثْنـي على صيّبِ الرّفْدِ
جَــرَى قــدَرٌ فاســتأثَرَ اللـهُ ربُّـهُ
بـهِ وخَلَـتْ مـنْ بـدرهِ هالـةُ المَهْـدِ
شـِهابٌ تَـوارَى في الثّرى بعدَ ما بدَا
مَلاذاً لمُســـتَجْدٍ ونُـــوراً لمُســْتَهْدِ
فمـا غـابَ إلا بعـدَ مـا نالتِ الهُدَى
ولا غــاضَ إلا حيـنَ كفّـت عـن الـورْدِ
ومــا ضــمّهُ بطْــنُ الضـّريح وإنّمـا
تضــمّنَ منــهُ جــوْهَراً صـدَفُ اللّحْـدِ
تعَـــزَّ أميــرَ المُســلمين فإنّنــا
نَـرى كُـلّ شـيءٍ فـي الوُجـودِ إلى حدِّ
تـــأَسّ أميــر المســلمينَ فإنّمــا
هـو القـدَرُ المحْتـومُ جـاءَ إلى وَعْدِ
بأفْعالِــكَ الغُــرِّ الكريمـةِ يُقْتَـدَى
فجمْعُ المَعالِي منكَ في العالَمِ الفَرْدِ
فلا زِلــتَ مـن ريْـبِ الحـوادِث آمِنـاً
تَنـال المُنَـى فيمـا تُعيدُ وما تُبْدي
أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي.شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته.وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين.وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء ، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي.ولما بويع يوسف الثالث مدحه ابن فركون، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعرهوأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.