
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــا للرّكــائِبِ لا تحُــلُّ حِلالَهــا
وتُطيـل فـي تلـك الرُّبـوعِ سُؤالَها
كَلَفـاً بمَـن طلَعَـتْ بـأفْقِ خيامِهـا
كالشــّمْسِ تتَّخِـذُ السـّحابَ حِجالَهـا
كـمْ مُغْـرمٍ تَصـلَى جـوانِحُه الجـوَى
صـالَتْ عليْـهِ ولـمْ تُنِلْـهُ وصـالَها
يُبْـدي الحنينَ إذا سَرَى برْقُ الحِمى
وإذا صــَبا نجْـدٍ تَهُـبُّ صـَبا لَهـا
يهْـــوَى شـــمائِلَها فَهلّا أوْدَعَــتْ
منهـا القَبـول قَبولَهـا وشـمالَها
ظــنّ النّواســِمَ إذْ تهــبُّ بَلِيلَـةً
تشــْفِي النفـوسَ فهيَّجَـتْ بَلْبالَهـا
تَهْـدي خبـالَ الوجْـدِ نـارُ غرامِـه
ليْلاً ومــا تهْــدِي إليـه خيالَهـا
عجبــاً لــهُ مـا بـالُه لا يهْتـدي
بجوانــحٍ يُـذْكي الغـرامُ ذُبالَهـا
للــهِ كــمْ نَفْــسٍ شــَعاعٍ أُتْلِفَـتْ
حتّـــى تلافاهــا ونعّــمَ بالَهــا
رِفْقــاً بنفْسـِكَ يـا حَليـفَ غرامِـه
فهِـيَ الصـّبابَة قـدْ أحـالَتْ حالَها
هَــذي منازِلُهــا فحَــيِّ رُبوعَهــا
وأنِــخْ جِمالَــك تسـْتَفِدْ إجمالَهـا
وانْظُـرْ سـَنا أقمارِهـا واسْتَجْلِ منْ
هــالاتِ هاتيــكَ القِبـاب كَمالَهـا
فلَكَـمْ لَهـا الرُّكْبانُ واصلتِ السُّرى
والعـزْمُ منهـا يَقْتَضـي اسْتعجالَها
تُزْجِـي المَطايـا والهـواجرُ تَلتَظي
حتّـــى تشــكّتْ أينهــا وكَلالَهــا
حَنّـتْ إلـى كَثَـبِ المنـازِل فارْتَمَتْ
تَطْــوي بهــا كثبانَهـا ورِمالَهـا
لِـمْ لا تحِـنُّ لهـا الرّكـابُ وطالَما
حَمِـدت علـى بُعْـدِ المَـدى تَرْحالَها
كـمْ أُصـْدِرَتْ عَنهـا نواهِـلَ بعْـدَما
قــدْ أُورِدَتْ وهِـيَ الظّمـاءُ زُلالَهـا
فأســِلْ دُموعَـكَ فـي مَعاهِـدِها إذا
عهْـدُ الغمـائِمِ لـمْ يجُـدْ أطْلالَهـا
كـمْ مُرسـِلٍ فيهـا مَـدامِعَهُ انْثَنَـى
مُتولِّيــاً للظِّــلِّ حيـنَ سـَقى لَهـا
ولكَــمْ تمـايَلَتِ الغُصـونُ بـدَوحِها
لمّـــا أدارَتْ ســُحْبُها جرْيالَهــا
مـا لاحَـتِ الغُـدْرانُ فيـه مَـدارِعاً
حتّــى أرَتْــك الـذّارِياتُ صـِقالَها
شــقّ النّسـيمُ جيـوبَهُ فيهـا ومِـنْ
وشـْيِ الرّبيـعِ قـدِ اكْتَسَتْ سِرْبالَها
فهــيَ الرّبــوعُ نَزيلُهــا مُتَوسـِّدٌ
أو وارِدٌ أنهارَهــــا وظِلالَهــــا
للمُجْتَنــى إن شــئْتَ أو للمُجْتَلَـى
عــرّسْ تَنَــلْ أحْمالَهــا وجمالَهـا
وإذا العُفــاةُ اسـْتَقْبَلتْها قِبْلَـةً
وفّـــتْ صـــَلاةُ صــِلاتِها آمالَهــا
هـي حضـْرةُ المُلْـكِ التي قد أصبحَتْ
غيْثــاً وغَوثــاً إن حللَـتْ حِلالَهـا
مَثْــوَى إمــامٍ حــلّ أفْــقَ خِلافـةٍ
تجْلُــو عليْــهِ جَمالَهــا وجَلالَهـا
هـوَ ناصـِرُ الـدّين الخليفـةُ يوسُفٌ
مَلـكٌ غَـدا كهـفَ المُلـوكِ ثِمالَهـا
ملِــكٌ كــأنّ الشــمسَ غُـرَّةُ وجْهِـهِ
تهْــدي إلـى سـُبُلِ الهُـدى ضـُلّالَها
ملِــكٌ كــأنّ الغيـثَ جـودُ يَمينِـه
مهْمــا أنـالَ القاصـدِين نَوالَهـا
ولِــيَ الخلافَــة فاسـْتقلّ بعبْئِهـا
فعُفـــاتُهُ لا تشـــتكي إقلالَهـــا
يــا مَــنْ يشـبِّهُ بالغمـائِمِ كفَّـهُ
مـا سـاجلتْ سـُحُبُ الغمـامِ سِجالَها
لـوْ أُلْفِيـت بالشـُّهْبِ عارفَةُ النّدى
لأنالَهــا كَرمـاً وقـال أنـا لَهـا
فمشــارِقُ الأنـوارِ منـهُ قـدْ أتَـتْ
بشــِهابِ هَــدْيٍ موضــِحٍ إكْمالهــا
أضــْحَى بأوْطــان الجهـادِ مـؤمَّلاً
لِعُفاتِهـــا ومؤمّنـــاً أعْمالَهــا
مــا جــابَ آفـاقَ البلادِ بقُطْرِهـا
أو جالَهـــا إلا شــَفَى أوْجالَهــا
تُلفِــي لــديْه عُفــاتُه وعُــداتُهُ
ســَلْماً وحَرْبــاً نُزْلَهـا ونِزالَهـا
فـالعزْمُ يفْضـَحُ في المَضاءِ صِفاحَها
والحِلْـمُ يرجـحُ في الوَقارِ جبالَها
يرْتــاحُ فــي حـرْبِ العِـدَى خَطِّيُّـهُ
ليكُــفَّ إن أهْــوَى لَهـا أهْوالَهـا
وســُيوفُهُ هــامَتْ بصــُحبَةِ هامِهـا
فغَــدَتْ لــذلِكَ تشــتكي إكْمالَهـا
وقِســيُّهُ مــن غيْــر رمْـيٍ طالَمـا
رامَـتْ لِتُثبـتَ فـي العُداةِ نِبالها
مـن ذا يُضـاهِي فـي المكارِمِ أسْرَةً
فـي الـذّكرِ قـد ذكـر الإلَهُ خِلالَها
قـومٌ إذا لبسـُوا الـدّروعَ حَسِبْتَهُم
أُسـُداً حَمَـتْ فـي غِيلِهـا أشـبالَها
وإذا نضـــوْها عنهُـــمُ فــأراقِمٌ
أبْقَــتْ علــى أجسـامِهِمْ أشـكالَها
وتهُزُّهُـــمْ أمْـــداحُهُمْ فكأنّمـــا
جــالَ النّســيمُ بدَوْحَـةٍ فأمالَهـا
هـذِي العسـاكِرُ والمنـابِرُ إن بَدَتْ
ألْفيْتَهـــمْ فُرســانها ورجالَهــا
أَوَ ليْــسَ والـدُكَ المنيـفُ بصـوْلة
حمِــدَ الكمـاةُ دفاعَهـا وصـيالَها
خضــَعَتْ رِقــابُ الكـافِرينَ لمُلْكِـه
فـــاللهُ شــاءَ بعِــزِّه إذْلالَهــا
وكفــى بموْلانــا الغنــيِّ برَبِّــهِ
أسـَداً يُجـدِّلُ فـي الـوَغَى أبْطالَها
كــمْ أُســْرَةٍ للكُفْـرِ شـدَّ وَثاقَهـا
ومعاقِــلٍ للشــِّرْكِ حــلَّ عِقالَهــا
كــمْ شـيّدتْ مـن مَعقِـل حـتى أتَـى
فـوهَى لهـا مـا قـد بَنَتْهُ وَهالَها
قَســَماً بقومِــك فـي مَعـالِمِ مكّـةٍ
مـــا رُتْبــةٌ إلا وجَــدُّك نالَهــا
قيْــسُ بـن سـعدٍ مَـنْ علِمْـتَ خِلالـه
بالخَيْـلِ خيْـل اللـه جـاسَ خِلالَهـا
كــانتْ بهـا العُـزَّى تُنيـفُ بعِـزّةٍ
فأذلّهــا ديــنُ الهُـدَى وأزالَهـا
والنّصــْرُ للأنْصـارِ والخَلَـفِ الـذي
لـو شـاءَ زُهْـرَ سـمائِها لَسَما لَها
كــم مــن جُمــوعٍ للضـلالِ وحِزبـهِ
جـــاءتْ لأمـــرٍ قــاطِعٍ آجالَهــا
مـا أمّلـتْ لـو لـمْ يكنْ لكَ إرْثُها
إبْقاءهـــا لمَــدىً ولا إمْهالَهــا
فالنّصــرُ يقْـدُمُ إن أرَدت لقاءَهـا
والسـّعْدُ يرْمـي إن أبَيْـتَ قِتالَهـا
للــهِ نِيّتُــكَ الــتي قـد أخْلَصـَتْ
لقَبــول رَبِّــكَ حالهــا ومآلَهــا
أهْـدَتْ لـك الـدنْيا تَباشيرَ السّنا
لتَنـالَ فـي أفُـقِ السـّناءِ مَنالَها
حيـثُ الأهِلّـةُ مـا ارْتقتْ واسْتشْرفَتْ
إلا لِتُطلِـــعَ بـــالمُنى إهْلالَهــا
وبَنــو مَريــنٍ والتّجلّــةُ شـأنُها
أبْــدَتْ لــدَيْكَ وُفودُهــا إجْلالَهـا
تبغـي الهِدايَـةَ مـنْ خليفـةِ ربّها
وتـرى القبـولَ أجـلّ ما أهْدَى لَها
لــمْ يــدْرِ كُنْــهَ صـفاتِه متمثِّـلٌ
منْهــا إذا ضــربَتْ بـهِ أمْثالَهـا
هـلْ بَـدْرُ مَمْسـاها وشـمْسُ صـباحِها
أمْ وجْهُـــهُ مُســـتقبلٌ أرْســالَها
أهلاً بهــمْ مــن وافِـدين ركـابُهُمْ
حطّــتْ بمَثْــواكَ الكَريـمِ رِحالَهـا
قــد أقْبلُــوا مُــتيَمّنينَ بدوْلَـةٍ
أحْزابَهــا نصــَرَ الإلَــهُ وآلَهــا
وقـد اقْتَفَـوْا من وُدِّك النّهْجَ الذي
نــالَتْ عُـداتُكَ مـنْ هُـداه ضـلالَها
هــذا وقـد وافَـى صـنيعُك للـوَرَى
فمـواهِبَ الصـُّنعِ الجميـلِ أنالَهـا
واسـتَقْبلَتْهُ أوْجُـهُ البشـرَى الـتي
بالبِشـْرِ أبـدَتْ والرّضَى استِقْبالَها
فغــدَتْ يمينُـك فيـه ديمَـةَ رحْمـةٍ
كُــلّ الوُجــودِ يؤمّــل اسـْتهلالَها
هَيْهـاتَ يظْمـأُ وارِدٌ مـن بعْـدِ مـا
أوردت كُـــلَّ مُؤمّـــلٍ سَلســـالَها
لـكَ حكمَـةُ الوهّـابِ سـابقُ حُكْمِهـا
نــادَى بخيْلِـكَ أن تجُـولَ مَجالَهـا
أعْرافُهــا فيهــا لمُلكِــكَ آيــةٌ
مَتْلـــوّةٌ أنْ ســـوّغَتْ أنفالَهـــا
للـــهِ منهــا والــذّوابِلُ شــُرَّعٌ
خيْـلٌ تُريـكَ مـن النّجيـع نِعالَهـا
حَمَلــتْ كُمــاةً لـو أزَرْتَ جَميعَهـم
أرْض العُــداةِ لزُلزِلــت زِلزالَهـا
مـن كُـلّ أرْوَعَ باسـِلٍ يـوْمَ الـوَغَى
لبِــسَ العجاجَـةَ سـاحِباً أذْيالَهـا
قـد أرسـلَ الغـرَّ السـّوابِقَ للمَدَى
والنّصــْرُ يَقـدُمُ دائِمـاً إرْسـالَها
ثَبَتَــتْ قوائمُهـا بـه ولقَـدْ مَحَـتْ
آجـالَ أهْـلِ الشـِّرْكِ حيـنَ أجالَهـا
ســتخِفُّ طوْعــاً نحْـوَهمْ والأرضُ مـنْ
أنفــالِهِمْ قــد أخرَجـت أثقالَهـا
فترى الكتائِب للعِدَى أو في النّدى
إنْهادَهـا فـي اللـهِ أو إنْهالَهـا
هَـذي السـّبيكةُ مَلعَـبُ الخيْل التي
ألْقَــتْ بـأفئِدَةِ العُـداةِ خَبالَهـا
إن جُــرّدتْ بيــضُ السـّيوف لغـارةٍ
لبِسـَتْ مـن النّقْـعِ المُثـارِ جِلالَها
فـإذا المواكِبُ في مَداها استشْرفتْ
مـا للكـواكِبِ في السّماءِ وما لَها
يـا حُسـْنَهُ حَطَبـاً ويـا عَجَبـاً إذا
جـالتْ بـهِ خيْـلُ السـِّباقِ مجالَهـا
يُــذْكي قُلـوبَ الحاسـِدين مَشـاعِلاً
والنـارُ مـا أبْـدَتْ بـهِ إشـعالَها
للـــهِ كــمْ صــُوَرٍ بــه مَجْلــوّةٍ
كـادَتْ تُحقّـقُ فـي العُيـونِ مثالَها
لــو أفْصــحتْ أشـكالُها بخِطابِهـا
للمُبْصـــرينَ لأوْضـــَحَتْ إشــكالَها
يــا مَلْجَــأ القُصـّادِ كَفُّـكَ كُلّمـا
وكفَــتْ غَمائِمُهــا كَفَــتْ أُمّالَهـا
للخـــطّ والخَطّـــيِّ فيهــا آيــةٌ
مَهْمــا أرَتْــكَ جِلادَهــا وجـدالَها
ولقـد فرَعْـتَ مـن الخِلافـة مَرْقَبـاً
أطْلَعْــتَ فيــه للعُيــونِ هِلالَهــا
فَلَيهْنِهــا لمّــا حَللــتَ بأُفْقِهـا
شــمْسُ اهْتــداءٍ لا نخـافُ زوالَهـا
واهنــأ بــه إمْلاكَ عِـزٍّ لـم تـزَلْ
تبْغــي ســعودُكَ نَحْــوَهُ إقبالَهـا
وليَهْــنِ تاليَــكَ الــذي أوْلَيْتَـهُ
مــن أنعُــمٍ مــدّتْ عليـهِ ظِلالَهـا
حتّــى تُجــرّدَ فـي رِضـاكَ صـِفاحَها
يـدُهُ وترْسـِلَ فـي الـوَغَى آسـالَها
للعبْــدِ أيُّ مــدائحٍ تُتْلَــى فمـا
يخْشـــَى تناســِيَها ولا إغْفالَهــا
ولمُلْكــكَ الأعلــى مَــواهِبُ رحْمَـةٍ
ومَكـــارِمٌ لا تَقْتَضـــي إهْمالَهــا
فلقَـدْ كَفَفْـتُ بهـا زمانـاً راعَنـي
بزمانــةٍ شــرَعَتْ إلــيّ نِصــالَها
أوْلَيْتَنــي مــا لا أقــوم بشـكرِهِ
مــنْ أنعُـمٍ أجْمَلْـتَ لـي إجْزالَهـا
وصـَف العبيـدُ وقـد عطَفْـتَ مُوكّـداً
أســْبابَ رفْــدِكَ مانِعـاً إبْـدالَها
فإليْـكَ مـن حُسـْنِ الثّنـاءِ عَقيلـةً
حـلّ البيـانُ إلـى المديحِ عِقالَها
جــاءَتْ تُريــكَ مـن النّظـامِ لآلئاً
جيــدَ اللّيــالي طـوّقَتْ مُنثالَهـا
جــادَتْ حــدائِقها غمـائِمُ للنّـدى
لا تشــتكي مــن بَعْـدِها إمْحالَهـا
ودَعَــتْ قَوافيهــا مَـدائِحَك الـتي
فكْــري لــدَيْكَ أطاعَهـا وأطالَهـا
ولأنــت خيْــرُ مؤمَّــلٍ أصـْغَى لَهـا
وأقــامَ مــائِلَ دَوْحِهـا وأقالهـا
أعْظِـمْ بـدَوْلتِكَ الـتي أنـا نـاظِمٌ
أوْصـافَها والكـلُّ قـدْ أصـْغَى لَهـا
لازلــتَ يـا شـرَفَ المُلـوك مخلَّـداً
فبِعِـــزِّ نصــْركَ بُلّغَــتْ آمالَهــا
ســألَتْ لـك اللـهَ البريّـةُ كُلُّهـا
طـول البَقـاءِ وقـد أجـابَ سؤالَها
أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي.شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته.وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين.وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء ، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي.ولما بويع يوسف الثالث مدحه ابن فركون، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعرهوأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.