
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قــف بالرّكـائِبِ سـاعةً واسـْتوقِفِ
تحْـظَ الرّكـابُ ضـُحىً بأشـْرَفِ مَوْقفِ
وارْبَعْ بها دِمَناً ألِفْتُ بها الهَوى
أكْـرِمْ بهـا مـن مرْبـعٍ أو مـألَفِ
راقــت مَحاســِنُها ورقّ نســيمُها
فــالرّوضُ بيْــنَ مــؤرَّجٍ ومُفــوَّفِ
تسـْري الصـَّبا بشـذاهُ حين تُميلُهُ
فالقُضــْبُ بيــنَ تعطُّــرٍ وتعطُّــفِ
وافَـى عَليـلُ نسـيمِها ثـمّ انثَنى
والقلْـبُ مـن ألَمِ الصبابةِ يخْتَفي
لــولا النُّحــولُ وإنّــهُ لمَزيّــةٌ
لـم ترْهَـبِ الأبْطـالُ حَـدَّ المُرهَـفِ
يـا أهْـلَ نجْـدٍ هـل لنا في حَيّكمْ
أو حُبّكــمْ مــن مسـْعِدٍ أو مُسـْعِفِ
فــإلى مَعاهِــدِكمْ أطَلـتُ تشـوُّقي
وعلــى عُهــودِكُمُ قصــَرتُ تشـوُّفِي
هـامَ الفُـؤادُ بظَبْيةِ البانِ التي
منهـا اسْتفاد البانُ لِينَ المَعْطِفِ
لـم يَثْنِهـا قـوْلُ الوُشـاةِ وإنما
ريـحُ الصـَّبا مـالَتْ بغصـْنٍ أهْيَـفِ
وتبســَّمتْ بعقِيقِهــا عــن لُؤلُـؤٍ
شـَفَةٌ شـفَتْ وجْـدي وإنْ لـمْ تُرْشـَفِ
ولطالَمــا أذكَـتْ جـوىً بجـوانِحي
فطَفِقْـــتُ بيْــن تَلهّــبٍ وتلطُّــفِ
دعْ مـا يَريـبُ فـإنّني أصـْبحْتُ من
ريْــبِ الحــوادثِ تحـتَ ظِـلٍّ أوْرَفِ
حَكَمي ابْنُ نصْرٍ ناصرُ الدّين الرضا
إن لـمْ يكُـنْ حُكْـمُ الزّمانِ بمُنْصِفِ
حَسـْبي مـن العَليـاءِ أنّـي عبْـدُهُ
وكَفــى بـه شـرَفاً بـذلك أكْتَفـي
وبــأنّني فـي القـوْمِ أوّل نـاظِمٍ
فيــه المَديــحَ ترفُّعـي وتشـرُّفي
إيـهٍ أعِـدْ ذكْـر المَعاهِـدِ جادَها
عهْـدُ الحَيـا مـن دمْعـيَ المُتوكِّفِ
وإذا رَوَيْـت بهـا أحـاديث الهَوى
فاصـْرِفْ عِنـانَ القـوْل أحْسَنَ مَصْرِفِ
خـذْ عـن فُؤادي حين صدّ به الجوى
وجــداً يصــحُّ حـديثُهُ عـن مُـدْنَفِ
والهَـدْيَ عن شُهُبِ الدجى عن بَدرِها
عـن وجْـهِ مولانـا الخليفَـةِ يوسُفِ
للـــهِ آثـــارٌ لـــهُ ومـــآثِرٌ
للمُقْتَــدي إن شـئْتَ أو للمُقتَفـي
كــمْ رغبَـةٍ أو رهْبـةٍ فـي سـيفِه
أو ســيْبِه للمُعتــدي والمُعْتَفـي
لـم أدْرِ مـا عمَّ البسيطَةَ هلْ ندَى
كفّيْــهِ أم صـوْبُ الغَمـامِ الوُكَّـفِ
مصـْرُ البلادِ أفـاضَ فـي أرْجائِهـا
نِيـلَ الندى وجَلا الجَمالَ اليوسُفي
وقْـفٌ عليـهِ الجـود يُرسـلُ جَـوْدَهُ
فيعُـــمّ بيـــنَ توقُّــفٍ وتوكّــفِ
ولقَــدْ تَنــاهَى للمكـارِمِ جمْعُـهُ
فلــذاكَ عــن قصـّادِه لـمْ تُصـْرفِ
رفّــتْ ظِلالُ الأمْـنِ وانعطَفَـتْ علَـى
وطــنِ الجهــادِ برأفــةٍ وتعطُّـفِ
بمُبــدّدٍ فــي الحـرْبِ كُـلَّ مُبـدّلٍ
ومحـــرِّمٍ إبْقـــاءَ كُــلِّ مُحــرّفِ
تـأتي وفـودُ الـرّومِ تخْطُـبُ سَلْمَهُ
فيكُــفُّ كَــفَّ القــادِرِ المُتعفِّـفِ
ووَلِيُّهُــم يخشــى فيُــرْدِفُ رُسـْلَهُ
إرْســالَ جيْــشٍ بــالملائِكِ مُـرْدَفِ
أعِـدِ الجـوابَ بهـا على ظمأٍ لَها
تنْقَــعْ جَـوى المُتَشـوّقِ المُتشـوّفِ
واجْنَــحْ إليْهـا منْعِمـاً مُتفضـّلاً
لا زِلْــتَ أكــرمَ واهِــبٍ متعطّــفِ
يـا ناصـرَ الإسـلامِ والمَلـكَ الذي
نــالَ العُلا طوْعــاً بغَيْـرِ تكلّـفِ
أنْســَيْتَ أمْلاك الزّمــان مَناقِبـاً
والشـُهْبُ يُخْفيهـا الصّباحُ فتخْتَفي
فـإذا نهيْـتَ الـدّهرَ أذْعنَ صاغِراً
وإذا أمــرْتَ النّصـْرَ لـم يتوقّـفِ
وإذا أجَلْـتَ الخيْـلَ خلّفَـتِ العِدَى
صــرْعَى ونصـْرُ اللـهِ لـم يتخلّـفِ
وتشـُقُّ أنهـارُ الظُّبـا روْضَ القَنا
عجَبــاً ونـارُ حُروبهـا لا تنْطَفـي
يـا أيُّهـا الملـك الـذي قصـّادُهُ
ونـــدَاهُ بيْــنَ تفــرُّقٍ وتــألُّفِ
بُشــْرَى بــأكْرَمِ وافِــدٍ آبــاؤهُ
قِــدْماً تَلافَــوْا كُـلَّ خطـبٍ مُتْلِـفِ
واهنــأ بأســعدِ نـاجِمٍ أنـوارُه
يُجْلَـى بهـا جنـحُ الظّلامِ المُسـْدِفِ
تُنْــبي مَخــائِلُهُ الكريمـةُ أنّـه
للجــودِ يُنْجِــزُ كـلَّ وعْـدٍ مُخْلَـفِ
تقْضــي مناســِبُهُ الشـّريفةُ أنّـهُ
بِسـِوَى المكـارِمِ والعُلَى لم يَكْلَفِ
عُقِـدتْ لـهُ زُهْـرُ النّجـومِ تمائِماً
فتشـرّفَتْ قبْـل الحسـامِ المَشـْرَفي
وقفَـت تُعيـذُ مـن العيـون كمالَهُ
فكـــأنّهنّ نــواظِرٌ لــمْ تُطْــرِفِ
وافَــى فهنّأنــا إمامـاً مُنْعِمـاً
لـوْلاهُ عارِفَـةُ النّـدى لـمْ تُعْـرَفِ
ولقــدْ لثِمناهــا يَمينـاً أمّنَـتْ
وطنــاً مُنــاويهِ رَهيــنُ تخــوُّفِ
وتهلَّلــتْ دارُ الخِلافــةِ عِنــدَما
حيّـا بـه وجْـهُ الزّمـانِ المُسـْعِفِ
وخوافــقُ الأعْلامِ فيهـا قـد حكَـتْ
قلــبَ العَـدوّ المُلحِـدِ المتخـوِّفِ
تهْفـو علـى أفُـقِ الهُدَى عذَباتُها
مثـل الكريـمِ يجُـرُّ ذيْـلَ المِطْرَفِ
واستَشــْرفَتْ أوطانُهــا لــوُرُودِه
ولكــمْ بهــا لعُلاهُ مـن مسْتَشـْرفِ
ولراحتَيْـهِ ارْتـاحَ شـوقاً ما بها
طـوْعَ العُلـى مـن ذابِـلٍ أو مُرْهَفِ
وانسابَ نهرُ الجُودِ في روْض المنَى
مــن تحــتِ ظــلٍّ للأمــانِ مُسـجَّفِ
ومَنـابِرُ الـدّين الحنيـفِ زهتْ بهِ
زهْــوَ الخِلافــةِ بالإمـام الأشـرفِ
وأسـِرّةُ المُلْـكِ العَزيـز سـرورُها
قــد هــزّ للإســلامِ أكْـرمَ مَعطِـفِ
وارتـاحَتْ الخيلُ السّوابقُ وانثَنَتْ
تخْتـــالُ بيــن تشــوّفٍ وتشــرُّفِ
ولَســَوْفَ تُتْلِــعُ كُـلَّ جِيـدٍ مُشـْرِفٍ
فـي الـرّوعِ يُـرْدي كُـلَّ باغٍ مُسْرفِ
ولسـَوْفَ يُعلـمُ أنّ نصـر اللـهِ قدْ
حيّــا بوعــدٍ منــهُ غيْـرَ مُسـوّفِ
فاسـْعَدْ بـه لازلـتَ تمنحُـهُ الرِّضا
وتُريـهِ مـن سُبُلِ الهُدَى ما يَقْتَفي
وإذا ســَلِمْتَ فمـا أصـيبَ بحـادثٍ
جَلَـــلٍ ألــمّ ولا بِحــالِ تأســُّفِ
أوَ مــا وُجــودُكَ للخلائِق عِصــْمةٌ
تَقْضــي لشــَمْلِ وجــودِهمْ بتـألُّفِ
أوَ مـا دوامُـك مـن عِـداهُمْ جُنّـةٌ
تكفيهِــمُ وبهـا المؤمّـلُ يكْتَفـي
أوَ مـا سـُعودُك فـي لِقـاهُمْ آيـةٌ
تَشـْفي وصـدْرُ الـدّين منهُمْ يَشْتَفي
مــوْلاي ســمعاً لامتِــداحِكَ إنّنـي
ولئن أطلـتُ ببعـضِ وصـْفِك لـمْ أفِ
إن اســتِماعَك للمــدائحِ طالَمـا
رقّــى عبيــدَك للمحــلِّ الأشــْرَفِ
أنـا غَـرْسُ نِعمَتِـك الـذي آدابُـه
روضٌ أزاهِــرُ مــدْحِه لــمْ تُقْطَـفِ
صـدَفُ الطُّـروسِ يضـُمُّ منـهُ جَواهِراً
أفْكــارُه عـن نظمِهـا لـمْ تَصـْدِفِ
مــوْلىً وعبْــدٌ والنظــامُ لآلــئٌ
تَــوِّجْ وطَــوِّقْ كيــفَ شـِئْتَ وشـَنِّفِ
لازِلْـــتَ للأملاكِ وِجهـــةَ قصــْدِها
فجميعُهُـمْ يُبْـدي اعتِـرافَ المُنْصِفِ
أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي.شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته.وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين.وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء ، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي.ولما بويع يوسف الثالث مدحه ابن فركون، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعرهوأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.