
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيـا رحْمـة اللهِ فوقَ العِبادْ
ومَـوْلَى المُلـوكِ وحامي البِلادْ
لأمّنْـــتَ أرْجاءَهـــا ناصــِراً
بِـبيضِ السـّيوفِ وسـُمْرِ الصِّعادْ
ولِلـــهِ ثَغــرٌ أقــامَتْ بِــهِ
جُنـودُكَ بيـن الربَـى والوهادْ
وشـــَيَّدتَ مظْهـــرَهُ مُظْهِـــراً
لعِــزٍّ قَضـَى ذُلَّ أهْـلِ العِنـادْ
أقمْــتَ شــعائِرَ ديـن الهُـدَى
لــديْهِ وقُمْـتَ بفـرْضِ الجِهـادْ
تمــدُّ الكتــائبَ فــي أرْضـِهِ
ملائِكَــةٌ فــوقَ ســبْعٍ شــِدادْ
إلـى أن تُعيـدَ ديـارَ العِـدَى
مجـالاً إلـى الصّافِناتِ الجِيادْ
ولمّــا نــأتْ بإمـامِ الهُـدَى
ركـائِبُ أدْنَـتْ زمـانَ البِعـادْ
وخلَّــفَ مــن عبْــدِهِ مُغْرمــاً
مَديـدَ الهُيـامِ طويـلَ السُّهادْ
يـــودُّ المَســـيرَ وأجْفــانُهُ
تَهيـمُ مـن الـدّمْعِ في كلِّ وادْ
ولا غيــث إلا الـذي بـالجُفونِ
ولا بَــرْقَ إلا الـذي بـالفُؤادْ
ومــــا خلّفـــوهُ ولكنّهُـــم
رمَــوْهُ بأســْهُمِ لَفْـظِ الأَعـادْ
فقــومٌ يقولـونَ لـمْ يتْركـوهُ
سـُدىً وتَحـامَوْا طَريـق السّدادْ
وقــومٌ أشـاعُوا بـأنّي هُجـرْتُ
فــأذكوْا هَـواجِرَ ذاتَ اتِّقـادْ
أمـا علمُـوا أنّنـي عبْـدُ مَـنْ
تُعاهِــدُني مــن نـداهُ عِهـادْ
وأنّ إمــامَ الـوَرى لـمْ يـزلْ
يَزيـدُ مـن العِـزِّ إذْ يُسـْتَزادْ
فناصــِرُ ديـن الهـدى ناصـرِي
على رغمِ مَن جاءَ يبْغي العِنادْ
مَعــاذ وســائِلنا أنْ تَخيــبَ
وحاشــَا لِعَنْقائِنـا أنْ تُصـادْ
وإنّـــي حُـــبيتُ بتشـــْريفِه
فللعَبْـدِ كـمْ نِعمـةٍ قـدْ أفادْ
خِطـابٌ أتَـى مـن إمـامِ الوَرَى
فكـانَ المُـرادَ وكـان المَرادْ
وحَيّـــا علــى ظَمَــأٍ غيثُــهُ
فجَـدّ اشـتِياقِي لـهُ حيـنَ جادْ
فمِنْــهُ بكفّــيَ أمْضــَى حُسـامٍ
وفـي عـاتِقِي منـهُ أبْهى نِجادْ
ومَــولايَ لــمْ ينْــسَ مَمْلـوكَه
علـى البُعْدِ حتّى أبانَ الوِدادْ
ويـا طالَمـا جـادَ لـي مُنعِماً
ومــا بـدَأ الفَضـْلَ إلا أعـادْ
وللــهِ مــا نلتُــه عنْــدَما
حَلَلْــتُ لَـديْهِ وثِيـرَ المِهـادْ
فَيــا سـاعَةً للتّلاقِـي انقضـَتْ
أمـا لَـك يوْمـاً لَنا من مَعادْ
ويـا زمنـاً للرّضـَى قـد مضـى
لعلّــكَ ممّــا مضـَى ثـمّ عـادْ
وســوفَ يُعيــدُك بحْـرُ النّـدَى
وهـادِي الـورَى لِسَبيلِ الرّشادْ
فرؤيــةُ مـوْلايَ أقْصـى المُنـى
وفيهـا المُـرادُ ونِعْمَ المُرادْ
فليْـتَ بهـا جـادَ لـي دائمـاً
فكــمْ أمَــلٍ عنـدَها مُسـْتَفادْ
ســأبْلُغُ مــا أرْتَجــي إنّنـي
علـى غيْـر مَوْلايَ مالِي اعْتِمادْ
أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي.شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته.وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين.وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء ، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي.ولما بويع يوسف الثالث مدحه ابن فركون، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعرهوأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.